وقالت: “مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمْ؟ فَأَخْبَرَتْهَا أُمُّهَا، فَقَالَتْ: أَتَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُ؟ ادْفَعُونِي؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُضَيِّعْنِي، وقالت: إن كان قد رضِيه لكم فأنكحوه”، فبارك النبي صلى الله عليه وسلم زواجهما داعيًا لتلك الفتاة: «اللهم صُبَّ عليها الخير صبًّا صبًّا، ولا تجعل عيشها كدًّا كدًّا».
استشهاده
إلا أنه لم تمض إلا أيام قليلة على زواجهما، ونادى منادٍ الجهاد، فخرج سيدنا جليبيب رضي الله عنه ليشارك النبي وأصحابه في ذلك المغزى، رغم أنه كان مازال في أيام عرسه الأولى، إلا أنه كتبت له الشهادة، ووجد ميتًا بجوار سبعة من الكفار
قتلهم ثم استشهد متأثرًا بجراحه بجوارهم، فأتاه النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، فقام عليه، فقال: «جُليْبِيب قتلت سبعًا من الكفار ثم قُتلت ، أنت مني وأنا منك ، أنت مني وأنا منك ، أنت مني وأنا منك ، ثم أشاح عنه برأسه صلى الله عليه وسلم
يمينًا .. وقال : أتدرون لِمَ أشحت بوجهي يمينا ..؟.. قالوا: لِمَ يا رسول الله ..؟.. قال: والله رأيت زوجاته من الحور العين يتسابقن إلى احتضانه ، وأعرفه رجلاً غيورًا ، فأشحت بوجهي حتى لا يغار».