ويقول ﷺ: ما من عبدٍ يُصاب بمصيبةٍ فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اجُرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها؛ إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيرًا منها، ويقول جل وعلا: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10].
فالواجب على أهل الميت وأقاربه أن يتَّقوا الله، وأن يحذروا الجزع، والنياحة، وشق الثياب، ولطم الخدود، ونتف الشعر، كل هذا منكر، وقد تقدَّم قوله ﷺ: ليس منا من ضرب الخدود، أو شق الجيوب، أو دعا بدعوى الجاهلية، وقوله ﷺ: أنا بريءٌ من الصالقة، والحالقة، والشاقة، فقد تبرأ منهم.
الصالقة: التي ترفع صوتها بالمصيبة، والحالقة: التي تحلق شعرها، والشاقة: تشق ثوبها.
ويقول ﷺ في حديث أبي مالك الأشعري: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تُقام يوم القيامة وعليها سربالٌ
من قطران، ودرع من جرب، وأصل الحديث: أربعٌ في أمتي من أمور الجاهلية، لا يتركونهنَّ: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة يعني: على الموتى، وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تُقام يوم القيامة وعليها سربالٌ من قطرانٍ، ودرعٌ من جربٍ، يكون هذا أشد في اشتعال النار والعذاب.
ويقول عليه الصلاة والسلام: «اثنتان في الناس هما كـfر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت» فهذا من الكفر العملي، من الكفر الأصغر، فالطعن في أنساب الناس، والنياحة على الموتى، هذا من الكفر الأصغر، من المعاصي.
وأخذ النبي ﷺ على النساء في البيعة: ألا يَنُحْنَ.
وفي الحديث الآخر: أنَّ المرأة إذا قالت عند مoت صاحبها: وا جبلاه! وا انقطاع ظهراه! وا ..! وا ..! يُكلَّف ملكان فينهزانه ويقولان: أنت كذلك؟ أنت كذلك؟ وهذا نوعٌ من التعزير.
فالواجب على كل حال عند المصائب: التأدب بآداب الله، والصبر والاحتساب، والحذر من الكلام السيئ، والفعل السيئ.