وقد تكلم المفسرون في هذا :
فقال القرطبي في تفسيره: وهذه القصة تقتضي أنها حملت واستمرت حاملاً على عُرف النساء، وتظاهرت الروايات بأنها ولدته لثمانية أشهر، وقيل لتسعة وقيل لسنة.
( تفسير القرطبي ج 11 ص64 ) طبعة دار الكتب العلمية1988.
وجاء في تفسير ابن كثير لسورة مريم مثل هذه الأقوال، وأن الجمهور على أنها حملت به تسعة أشهر، ثم ذكر أن ابن عباس سُئل عن حبل مريم فقال: لم يكن إلا أن حملت فوضعت، ثم قال: وهذا غريب، وكأنه أخذه من ظاهر قوله تعالى: (فحملْتهُ فانْتَبَذت به مَكَانًا قَصَيا . فأجاءهَا المَخَاضُ إلى جِذْعِ النَّخلة)
فالفاء وإن كانت للتعقيب ـ أي عدم التراخي ـ ولكن تعقيب كل شيء بحسبه، كما قال تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان من سُلالة من طين. ثم جعلناه نطفةً في قرار مكينٍ . ثم خلقنا النطفَةَ علقةً . فخلقنا العَلَقةَ مُضغةً . فخلقنا المُضغةَ عظامًا) (سورة المؤمنون : 12ـ 14) فهذه الفاء للتعقيب بحسبها.