وفي قوله: ( الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ) قال: أثقله وجهده، كما يُنْقِضُ البعيرَ حِمْلُه الثقيل، حتى يصير نِقضا بعد أن كان سمينا( وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ) قال: ذنبك الذي أنقض ظهرَك، أثقل ظهرك، ووضعناه عنك، وخفَّفنا عنك ما أثقل ظهرَك.تفسير الجلالين
( الذي أنقض ) أثقل ( ظهرك ) وهذا كقوله تعالى: “” ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك “”.تفسير القرطبي
قوله تعالى { ووضعنا عنك وزرك} أي حططنا عنك ذنبك. وقرأ أنس { وحللنا، وحططنا}. وقرأ ابن مسعود { وحللنا عنك وقرك}. هذه الآية مثل قوله تعالى { ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} [الفتح: 2]. قيل: الجميع كان قبل النبوة. والوزر: الذنب؛ أي وضعنا عنك ما كنت فيه من أمر الجاهلية؛ لأنه كان صلى اللّه عليه وسلم في كثير من مذاهب قومه، وإن لم يكن عبد صنما ولا وثنا. قال قتادة والحسن والضحاك: كانت للنبي صلى اللّه عليه وسلم ذنوب أثقلته؛ فغفرها اللّه له { الذي أنقض ظهرك} أي أثقله حتى سمع نقيضه؛ أي صوته. وأهل اللغة يقولون: أنقض، الحمل ظهر الناقة: إذا سمعت له صريرا من شدة الحمل.وكذلك سمعت نقيض الرحل؛ أي صريره. قال جميل: وحتى تداعت بالنقيض حباله ** وهمت بواني زوره أن تحطما بواني زوره: أي أصول صدره. فالوزر: الحمل الثقيل. قال المحاسبي: يعني ثقل الوزر لو لم يعف اللّه عنه. { الذي أنقض ظهرك} أي أثقله وأوهنه. قال: وإنما وصفت ذنوب، الأنبياء بهذا الثقل، مع كونها مغفورة، لشدة اهتمامهم بها، وندمهم منها، وتحسرهم عليها.اذا اتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم