«إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُوْد» مَا هُوَ الكَنُوْد ؟

وقد روي عن ابن عباس أيضا أنه قال : الكنود بلسان كندة وحضرموت : العاصي ، وبلسان ربيعة ومضر : الكفور .
وبلسان كنانة : البخيل السيئ الملكة ; وقاله مقاتل : وقال الشاعر :كنود لنعماء الرجال ومن يكن كنودا لنعماء الرجال يبعدأي كفور .
ثم قيل : هو الذي يكفر باليسير ، ولا يشكر الكثير .
وقيل : الجاحد للحق .
وقيل : إنما سميت كندة كندة ; لأنها جحدت أباها .
وقال إبراهيم بن هرمة الشاعر :دع البخلاء إن شمخوا وصدوا وذكرى بخل غانية كنودوقيل : الكنود : من كند إذا قطع ; كأنه يقطع ما ينبغي أن يواصله من الشكر .
ويقال : كند الحبل : إذا قطعه .
قال الأعشى :أميطي تميطي بصلب الفؤاد وصول حبال وكنادهافهذا يدل على القطع .
ويقال : كند يكند كنودا : أي كـfر النعمة وجحدها ، فهو كنود .
وامرأة كنود أيضا ، وكنود مثله .
قال الأعشى :أحدث لها تحدث لوصلك إنها كند لوصل الزائر المعتادأي كفور للمواصلة .
وقال ابن عباس : الإنسان هنا الكافر ; يقول إنه لكفور ; ومنه الأرض الكنود التي لا تنبت شيئا .
وقال الضحاك : نزلت في الوليد بن المغيرة .
قال المبرد : الكنود : المانع لما عليه .
وأنشد لكثير :أحدث لها تحدث لوصلك إنها كند لوصل الزائر المعتادوقال أبو بكر الواسطي : الكنود : الذي ينفق نعم الله في معاصي الله .
وقال أبو بكر الوراق : الكنود : الذي يرى النعمة من نفسه وأعوانه .
وقال الترمذي : الذي يرى النعمة ولا يرى المنعم .
وقال ذو النون المصري : الهلوع والكنود : هو الذي إذا مسه الشر جزوع ، وإذا مسه الخير منوع .
وقيل : هو الحقود الحسود .
وقيل : هو الجهول لقدره .
وفي الحكمة : من جهل قدره : هتك ستره .
قلت : هذه الأقوال كلها ترجع إلى معنى الكفران والجحود .
وقد فسر النبي – صلى الله عليه وسلم – معنى الكنود بخصال مذمومة ، وأحوال غير محمودة ; فإن صح فهو أعلى ما يقال ، ولا يبقى لأحد معه مقال .

﴿ إن الإنسان لربه لكنود ﴾ [ العاديات: 6]
سورة : العاديات – الأية : ( 6 ) – الجزء : ( 30 ) – الصفحة: ( 600 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top