قصه ابنتي الجزء الثاني

قال: ربما يظن أبي أني سرقتها؟ قلت: قل له فلان بن فلان أعطاني إيّاها لشراء الأدوات المدرسية، فإن أباك يعرفني تمام المعرفة..​ ​تهللت أسارير الطفل وتناول الدنانير الخمسة وابتسم ابتسامة الرضا والسرور ودسها في جيبه..​ ​ونسيت من يومها هذا الموقف مع ذاك الصبي..​ ​قال الرجل: فأنا يا عم ذاك الصبي.. ولولا تلك الدنانير الزهيدة لما أصبحت اليوم بروفيسورا في أكبر مستشفى بالجزائر..​ ​وها قد التقينا بعد أن منَّ الله علي بأعلى المراتب في أنبل وأشرف المهن.. فقد افترقنا سنة 1964 وها نحن نلتقي سنة 1994 بعد 30 سنة بالتمام والكمال..!!​ ​والحمد لله أن قدرني لأرد لك بعض الجميل..​ ​يا عم الدنانير الخمسة التي أعطيتها لي صنعت مني بروفيسورا في الطب..​ ​يا عم والله لو أعطاني أحد كنوز الدنيا لما فرحت بها الآن كفرحي يومها بتلك الدنانير الزهيدة..​ ​يا عم أفضالك عليَّ كبيرة.. والله مهما فعلت فلن أرد لك الجميل..​ ​فأسأل الله أن يجازيك خير الجزاء..​ ​

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top