أعلن سيدنا هود براءته منهم ومن آلهتهم وأدرك أن العذاب واقع بمن كـfر من قومه ، فإن الله يعذب الذين كفروا مهما كانوا أقوياء أو أغنياء أو عمالقة.
انتظر هود عليه السلام وقومه وعد الله ، بدأت الأرض فى الجفاف ، ولم تعد السماء تمطر ، كانت الشمس تلهب رمال الصحراء وتبدو مثل النار التى تستقر على رءوس الناس ، فذهب قوم هود إليه وسألوه ما هذا الجفاف يا هود فقال لهم إن الله غاضب عليكم ، ولو أمنتم فسوف يرضى الله عنكم ويرسل المطر فيزيدكم قوة إلى قوتكم ، سخر منه قومه وزادوا فى العناد والسخرية ، فزاد الجفاف ومات الزرع.
وجاء يوم فإذا سحاب عظيم يملأ السماء فرح قوم هود وخرجوا من بيوتهم فرحين.
تغير الجو فجأة. من الجفاف الشديد والحر إلى البرد الشديد القارس. بدأت الرياح تهب ، ارتعش كل شىء الأشجار والنباتات والرجال والنساء والخيام ، ارتعش الجلد واللحم والعظام ، استمرت الرياح ليلة بعد ليلة وفى كل ساعة كانت برودتها تزداد وبدأ قوم هود يفرون ويختبئون فى الخيام ، فاقتلعت الخيام ، واختبئوا تحت الأغطية فاشتد هبوب الرياح وتطايرت الأغطية ، كانت الرياح تمزق الملابس وتمزق الجلد وتنفذ من الجسد وتدمره ، لا تكاد الرياح تلمس شيئاً إلا قتلته. «فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليمہ تدمر كل شىء بأمر ربها. استمرت الرياح مسلطة عليهم سبع ليال وثمانية أيام لم تر الدنيا مثلها أبداً ، ثم توقف الريح بإذن ربها «سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً فترى القوم فيها صرعا كأنهم أعجاز نخل خاوية.
ولم يعد باقياً من قوم هود إلا ما يبقى من النخل الميت ، فهلكوا جميعاً ، ونجا هود عليه السلام ومن آمن معه.