والنبى شيث حتى اليوم يحلف به الصابئة فى العراق، بل يقولون إنه منبع ديانتهم، وبعده النبى يحيى. والصابئة ذُكروا فى القرآن الكريم ثلاث مرات فى سورة البقرة الآية 62 والآية 69، وسورة الحج الآية 17.. (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) البقرة- آية 62، هم يسمون بالصابئة المندائيين، وبدايتهم
كانت فى فلسطين، ومع قدوم عيسى عليه السلام خرجوا إلى العراق، يتخذون أماكن عبادتهم على شواطئ الأنهار، ويعمدون أولادهم مثل المسيحيين وكثير من طقوسهم مرتبطة بالمياه.. هم من الموحدين، ويقولون «لا إله إلا الله»، وكتابهم يسمى «الكنز الأعظم»، لهم طقوس خاصة، ورجال دينهم يجب أن يمروا باختبارات عدة.. يصلون ٣ مرات فى اليوم: قبل شروق الشمس وقبل الظهر وقبل الغروب، وصلاتهم تشبه صلاة الإسلام ولكن دون سجود.. يصومون اثنين وثلاثين يوما فى السنة.. يؤمنون باستنساخ الأرواح. كما يؤمنون بأن هناك 360 شخصية ليسوا من البشر أو من الملائكة، يحكمون الكون بأمر من الله.. قبلتهم هى القطب الشمالى أو نجم الشمال لاعتقادهم بقوة تأثير الكواكب. حكاية النبى شيث تلخص أساس الكثير من مشاكل البشرية، وهى الشهوة التى خلقها الله داخلنا والمحرك لكثير من المعاصى. منذ بداية الخلق، قـtـل الأخ أخاه من أجل امرأة أحبها، فأرسل الله للأبوين آدم وحواء «شيث» ليجبر بقلبيهما ويعوضهما، فبدأ قومه يشتهون نساء قوم أخيه. الغريزة تحرك البشرية كلها، والأتقياء فقط هم من يتحكمون بها ويضعونها فى إطارها الشرعى.
الخلاصة أن الحكاية منذ بداية البشرية تتلخص فى أمر إلهى، وهو أيضا السبيل، اتق الله عندما تتحكم بك غريزتك يجعل لك مخرجا، وإن فعلت يكافئك سبحانه فيرزقك من حيث لا تحتسب.