قصة سيدنا شيث عليه السلام
2 – نبي الله شيث عليه السلام
اول نبي بعد سيدنا أدم عليه السلام
قليلة جداً المعلومات المتوافرة عن شيث. ما رُوى عنه أن والده عهد إليه بالنبوة من بعده.. وفعلا لما مـaـت آدم قام شيث بأعباء الأمر. ومعنى شيث: هبة الله أو عطية الله، وسماه والداه بهذا الاسم لأنهما رزقاه بعد أن قَتَل قابيل أخاه هابيل (أو العكس.. ولشرح الأمر رجاء العودة إلى مقالى الذى كان تحت عنوان «قابيل أم هابيل») فاعتبرا أن الله قد أرسل إليهما شيث كتعويض أو كجبر لقلبيهما، لما عانى منه الأبوان عندما قـtـل ابنهما أخاه.
كان شيث بارا بوالديه لأقصى درجة، فنقل إليه آدم ما كان لديه من علم، وعندما حضرت آدم، عليه السلام، الوفاة عهد لولده شيث بأمر قومه، وأوصاه بألا يعرّف أخاه القاتل تفاصيل وصيته لأنه كان حسودا غير محب للخير، فتولى شيث، عليه السلام، أمرهم بعد أبيه، وعندما توفيت أمه حواء بعد وفاة زوجها بسنة تكفل بأعمال دفنها بالطريقة التى علمتهم إياها الملائكة عندما دفنت أباه.
جعل الله تعالى شيث نبيًّا بعد مـoت سيدنا آدم، عليه السلام، وأنزل عليه خمسين صحيفة، وفى حديث ضعيف، ولكن نذكره هنا لقلة المعلومات المتوفرة عن شيث. روى أبوذر الغفارى، رضى الله عنه، عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «أُنزل على شيث خمسون صحيفة»، ثم أخذ يشرِّع للبشرية أمور الدين، ويبين لهم الحلال والحرام، فكان أول من حرم زواج الأخ من أخته الآتية من نفس البطن أى الأخت التوأم.. كان قوم شيث يسكنون الجبال، وقوم الأخ القاتل يسكنون السهول، ومنع شيث قومه من الاختلاط بقوم أخيه، وفى إحدى المرات تجرأ رجل من قوم شيث، عليه السلام، ودخل بين قوم قابيل فى عيدهم، فتعجب من حسن نسائهم، فقد كانت نساء السهول أكثر جمالا من نساء الجبال، وطريقة
تبرجهن مختلفة، وكانت فى رجالهن دمامة، فيما كان رجال الجبال من قوم شيث يتسمون بوسامة الوجوه وفى نسائهم دمامة، ثم رجع ذلك الرجل إلى رفاقه وأخبرهم بما رأى من حسن وجوه وجمال خلقة وتبرج نساء السهول، حتى أغراهم بما وصف، فعصوا شيث عليه السلام، ونزلوا السهول ليشاركوا فى عيدهم، واختلطوا بنسائهم، وافتتنوا بحسنهن، وافتتنت النساء بحسن رجال الجبال أو قوم شيث، ليكون ذلك أول زنى يقع فى تاريخ البشرية.
بعد تلك الحادثة سمع أناس آخرون من قوم شيث ما حدث، فهفت نفوسهم إلى المعاصى والافتتان بالنساء، وأخذوا يهاجرون من الجبال إلى السهول، حتى بدأ يقل عدد أصحاب شيث عليه السلام مقابل زيادة عدد قوم قابيل، ودب الفساد والفسق والفواحش فى قوم قابيل ومن هاجر إليهم، وامتد فحشهم إلى خارج قراهم، فأخذوا يهجمون على قوم شيث فيؤذونهم ويقتلون منهم، وكان شيث قد مـaـت، وبعد انتشار الفسق والبعد عن الله بدأ سبحانه فى إرسال الأنبياء.
