كل هذا وهو عينه عليها.. على الدموع الملتمعه بعينيها ونظرة الخذلان.
ناهد :تعالى ياميكا اقنعيه معايا.. بصراحة انا شايفه ان هديل مناسبه ليه اوى.. ومن كل حاجه… السن والتعليم والشغل والتفكير ده غير الأدب والجمال.
التمعت اعين محمد وقال:ااه وباباها راجل تقيل فى البلد وله وزنه هيفيدك كتير فى حملتك الانتخابية يا عامر… هى دى الجوازه الصح وفى الوقت الصح.
ناهد :تعالى… تعالى ياميكا اقنعيه معانا.
كل هذا كثير.. الا يكفى ما حدث هل أيضا مطالب منها ان تقنعه بالزواج من اخرى… والله كثير.. هذا كثير.
كان ينظر لعينيها بعجز والم… حبيبته امامه تتألم وحديث محمد يدوى فى أذنه كالرصاص.
شعور العجز مؤلم خصوصا امام من تحب.. بالاخص إذا كنت عاجز امام ما تريده انت… اذا كنت مكبل بأشياء كثيرة لا فكاك منها.. المسؤليه.. المظهر الاجتماعى.. سمعة عائلتك.. مستقبل العمل.. حتى أرباح واسهم الشركة وجد نفسه مسؤل عنها… إذا سقطت سمعه الخطيب فلن يسقط هو فقط…خلفه عائلة بالكامل ستسقط معه لو فعل مايريد.
لم ولن تستوعب كل هذا.. يعلم الجواب الوحيد الذي يدور بذهنها… لو اردت لتركت كل شئ خلفك وأتيت لى.
حاولت حبس دموعها.. ان تطمثها بقوه وتحدثت بصوت رغما عنها خرج متحشرج:مبروك يا ابيه… اسمع كلامهم.. هديل فعلاً مناسبه ليك وهتفيدك فى الانتخابات.
نظر لها بألم لو بيده لبكى الان وهو يراها تبتسم بسخرية وتخبرهم:ههه اتحايلوا عليه شويه صغيرين بس وهيوافق… ماهو مارفضش بقوه من بداية الكلام يعنى شويه زن كمان هيروح يطلب ايدها والنهارده كمان.
ضحكت ناهد تقول :تصدقى عندك حق.. هو كده طالع لابوه… تقيل ويحب الى يتحايل عليه… بس لو كده بسيطة.
نظرت لهم بقهر ثم استدارت تغادر بخطوات مرتعشه.. لن تنهار أمامهم الان.
فى ساعة متأخرة من الليل.
كانت تجلس على فراشها تحكى لجودى كل شئ.. تشكى لها الالم المتفاقم داخلها… ذلك السكين الغادر الذى تشعر به قد غرس بصدرها.
كتبت جودى :لو سمحتى ممكن بقى تطلعى الموضوع ده من دماغك… انا شايفه انه مايستحقش كل دموعك دى.. انتى لسه صغيره وحلوه وبكرا تلاقى الف واحد يتمنوا نظره منك.. بلاش تستنفذى قلبك ومشاعرك وروحك فى علاقه واحده وتيجى بعدها ماتلاقيش عندك حاجة تديها لحد وممكن يكون الحد ده هو الشخص الصح.
مسحت دموعها وكتبت :جودى انا عارفه كل الى قولتيه وعايزه تقوليه بس هو صعب… انا عيشت طول عمرى احلم بيه وماصدقت حس بيا.
جودى :وهو كان حس بجد؟ ده حتى عمره ما صرح انه بيحبك.
مليكه :عندك حق.