عامر :مش وقت كلام ويالا بينا مش كنتى متأخره.
ذهبت معه تعلم أنه يرواغ.
بعد نصف ساعة كانت تجلس أمام المرأه تساعد ندى فى إتمام زينتها.
تزامنا مع وصول سيارة والدها واعمامها.
جلس رجب كأنه يفترش الجمر لا يستوى على مقعده ثانيه وهو يجد ذلك السمج يترجل من سيارته ويدلف لبيت ست البنات خاصته.
وقف من مقعده مناديا ابنه:واد يا يوسف… خد تعالى.
يوسف :نعم.
رجب :هو فى ايه فى بيت الست ام ندى؟
رمق والده بغضب وقال :ونادهلى عشان كده؟ ماعرفش ابقى روح اسألها.
لم يتم جملته الا ووجد سياره اخرى تتوقف و يترجل منها سيده لجوارها فتاه وبعدهم رجل ذو شعر ابيض…. وأخيراً.. ماذا… شاب وسيم يرتدى بذله زيتونيه ويحمل بيده باقه من الزهور.
مابه يجعله يبتسم باتساع هكذا؟!
ترك والده وذهب للداخل المحل على الفور يبحث عن هاتفه.
اما رجب فلن يستطيع الانتظار كثيراً.. لن يجلس هنا مثل الثور فى نظرة ويتركه يجلس معها.
ذهب وهو يردد (هما فاكرنى ايه مركب قروون ده انا المعلم رجب)
توقف عند ورشه صديقه الاسطى سيد ينادى عاليا :ياسيد… سيد… تعالى عايزك.
خرج سيد من ورشته:خير في ايه مالك قايم القيامه كده.
وضع يده على كتف صديقه يقول :انا عايز اعرف ايه اللي بيحصل عند ام ندى دلوقتي… شايف عربيات رايحه وعربيات جايه والجدع الى اسمه توفيق ده كمان فوق.
سيد :الا يكونوا رجعوا فى اتفاقهم معانا.
رجب :نهار ابوهم اسود.. ليه هو لعب عيال… ده انا اهد الدنيا.
سيد :تهد ايه وتنيل ايه.. هما لو رجعوا في اتفاقهم مين يقدر يغصبهم يعنى؟ ده جواز.. وكل ده لعبه عملناها انا وانت.. يمكن لاقوا حد غيرك.
اغتاظ رجب وغلى ادم بعروقه وقال :انت ياجدع انت جاى عشان تفور دمى.
سيد :اهدى بس كده خلينا نشوف هنعمل ايه.
رجب :اتصرف ياسيد.. انا قتيل الليله دى.
سيد:ااا.. احمم.. الا قولى يا رجب… انت مابتفكرش ترجع للست حكمت.
رجب :ايه الى فكرك بالموضوع ده دلوقتى.
سيد :بسأل بس.
رجب :لا.. حكمت بنت خالتى وام ابنى وبس.
ابتله رمقه بصعوبه وقال :طب… طب أفرد هى قالت هتتجوز.
رجب : تتجوز.. ده مين الى قال كده.
سيد:اانا بسأل بس.
رجب :هتتجوز ازاى يعنى.. ويوسف.. لا لا.. حكمت ماتعملهاش.
احتد سيد رغماً عنه وقال :وفيها ايه يا جدع مانت هتتجوز هى يعنى الى لازم تقعد تربى الواد… كمان يوسف كبر وداخل الجامعه اهو وكلها سنه والتانية ويقولك عايز اخطب واتجوز وهى هتعيش لوحدها.
رفع رجب حاحبه وقال :انت مالك ياض؟ فيك ايه كده مالك محموق اوى.
سيد :ووووانا وانا مالى هتحمق ليه.. انا بس مش بحب الى يحلل الحاجة لنفسه ويحرمها على غيره.
رجب :يعنى هو كده وبس.
ابستم سيد بتوتر :ايوه امال ياجدع… فوت.. فوت قدامى نشوف حل لوقعتك المقندله دى… فووووت.
عند ندى
اخذ هاتفها يهتز معلنا عن اتصال ملح… يتصل مرارا وتكرارا…. نظرت للهاتف واتسعت عينيها تقول لمليكه:يانهار اسود… ده يوسف.
مليكه :وده عايز ايه ده دلوقتي.. ماترديش.
ندى :انا خايفه.. ايه اللي يخليه يتصل النهاردة مش كان نسى الموضوع ده.
اخذت الهاتف منها وقالت:روحى انتى كملى لبس وهاتى انا هرد عليه اشوفه عايز ايه.
اعطتها ندى الهاتف ففتحت الخط وقالت :ايوه.
يوسف بغضب:فين ندى؟
مليكه ببرود وتلكئ:مشش فاضييه.. اصلللها بتتجهز.. لعرييسسها… ماهو النهاردة خطوبتها.. عقبال عندك يا يوسف.
يوسف:خطوبتها… ايه لحقت تنسانى بالسرعة دى… هو ايه كانت عارفانا احنا الاتنين فى وقت واحد.
مليكه :اخرس قطع لسانك.. انت اتجننت.
يوسف :مش غريب عليها وهى هتجبيه من برا ما امها كانت متجوزه ومشاغله ابويا فى نفس الوقت.
مليكه:لااا.. ده انت شكلك اتجننت فعلاً… ايه اللي بتقولو ده ياحيوان اوعى تقول نص كلمه تانيه.. طنط نجلاء دى مافيش منها.
يوسف :اااه بأماره ابويا… المعلم رجب الى راح جرى ورضى على نفسه يكون محلل.
مليكه :أنا بجد بحمد ربنا انو رحمها من واحد حيـwان زيك.. انت الى زيك ربنا مش بيسلط عليه حد لا هو مسلط عليه نفسه.
ثم أغلقت الهاتف بوجهه تزفر بضيق.
خرجت ندى من المرحاض تقول :قالك ايه ولا قولتيلو ايه.
مليكه :سيبك منه ده عيل معتوه… ده ربنا نجدها نوسه.
ضحكت ندى بخفة وقالت بفرحة :مازن جه براااا… شكله امووور اوى فى البدله.
بالخارج يجلس الجميع ينظرون للمعلم رجب وهو يجلس بين توفيق والحاج شكرى يفرد كتف على توفيق وكتف آخر على اخيه شكرى فالاريكه بالكاد تاخده وهو يفرد باقى جسده عليهم عن قصد.
يرفع فنجان القوة يرتشف منه ببطء مصدرا صوت مقرف.
رغماً عنها نجلاء تختلس النظرات إليه كفتاه لم تكمل العشرين أتى أقوى رجل بالحى يغازلها تحت نافذه غرفتها.. لكنها ليست بنافذتها بل يجلس ببيتها يكاد يخفى توفيق وشكرى بسبب عرض كتفيه… وهو يجلس هكذا بكل فخر واعتزاز بحاله… رغم كل شئ واى شئ… ضحكت…ههههه .
المعلم رجب شخص خاطف للنظر.
بينما هى تضحك خلسه تحاول أن تخفى بسمتها عليه وعلى هيئته وأفعاله… كانت دلال وزوجها فاروق يجلسون لا يفقهون شيئآ ولا تفسيرا لوجود ذلك المدعو رجب ولا سيد.
فهم سيد على الفور وحمحم بحرج بسبب أفعال صديقه التى دائما ما تورطه :اااا.. اهلا وسهلا… ده الحاره فج نورها والنعمه.. اااصل ندى دى بنتنا ومتربيه وسط عيالنا.. واحنا هنا بقى زى ماحضراتكوا شايفين منطقة شعبيه وعارفين بعض.
رجب مكملا بغرور واعتزاز وهو مازال يرتشف قهوة نجلاء الذيذه:اه والى يفرحهم يفرحنا والى يزعلهم يزعلنا.. مش كده ياست ام ندى.
نادى باسمها وهو يتغزلها بعينه فاتسعت عينيها تكبت ضحكتها.. كل ما يحدث اليوم لاهو ضرب من ضروب الجنون.
مال فاروق على اذن دلال يقول :ده ايه المجانين الى جيبانى وسطهم دول… ايه الى مقعد حارتهم كلها معانا.
دلال بخفوت:يا فاروق احنا فى منطقة شعبيه كله عارف كله وبيحبوا يقفوا جنب بعض ويجاملوا.. هما كده ناس عشرية.
فاروق:دى حشريه مش عشرية.