رواية انصاف القدر

رواية انصاف القدر الفصل التاسع 9 بقلم سوما العربي


الفصل التاسع

تجلس لجواره وهو يقود شاردة.

تفكر بكل شئ… مازال طعم ذلك المرار في فمها حين سافرت وهو حتى لم يهتم بتوديعها.

فعل أشياء كثيرة احزنتها ولكن ذلك اليوم وهى تراه لم يبالى حتى أن ظلت معهم او سافرت الامرين سيان.

الهذه الدرجة لا يشعر او يبالى بها.

اشاحت عينيها عن الطريق ونظرت له.

تمعنت به… هى الوحيدة التي تعرفه والفضل لعشقها الغبى له… بفضل ذلك العشق الذى وللاسف شبت عليه فهى تعلم كل تفاصيل وجهه.

حتى حركه يديه وذراعيه.. تسطيع بنطره واحده ان تفرق بين تنهيده حـzن… تنهيدة راحه… تنهيدة فرحه.. تنهيدة تعب.

وهو الآن سعيد… يتنهد براحه… ملامح وجهه مرتاحه… يغمض عينيه كل ثانيه او اثنين يسحب أكبر كمية من الهواء داخله ويزفر بهدوء.

ينظر لها كأنها كنزه الثمين…كان فى رحلة بحث طويله عنه وأخيراً وصل له.

عادت تنظر أمامها مجددا فمنذ متى كانت نظرتها صحيحة كما تعتقد او تظن.

أليست هى من اعتقدته يعشقها وذهبت كالبلهاء تعترف له كى يتجرأ و يزيل اى عواقب تقف امامه وبالنهاية حطم قلبها ولم يكن تحتطيم عادى… هو حتى لم يشعر أنه حطمها… حتى لم يلحظ انها ظلت مريضه وطريحة الفراش لأيام.

تعامل مع الأمر ومع غيابها بمنتهى الاعتياد… وكأنه لا يوجد فرد ناقص بعائلته.

كل تلك الشحنات العكسية كانت تتدفق على قلبها وعقلها.

ولكن شحنه الخذلان منه كانت اقوى… لن تسير خلف قلبها الاحمق مجددا.
قلبها الذى يصر بأن يمت على يدى ذلك العامر.

كان هذا هو القرار النهائي الذى اتخذته وهى توبخ نفسها على موافقتها له وأيضا فرحتها واستعداها السريع للذهاب معه.

اما هو فلا شئ يصف حالته الآن… كلمه سعادة وراحة اقل بكثير من أن تصفه.

ما يشعر به أكبر من اى صفه او اى كلام.

ينظر لها بين لحظة والثانية يلاحظ شرودها… يتذكر كل كلمه خرجت منها بمنتهى القوة تخبره كم كانت تحبه وكم خذلها هو.

عامر الخطيب…. ااااه والف ااااه من عامر الخطيب… ذلك الرجل ذو المظهر المهيب والنفوذ بالمال والمعارف… من يراه يقسم انه اكثر الأشخاص اتزان وعقل…. اكترهم حكمه ونجاح.

الف اه واه اخرى لو يعلمون…. عامر بداخله شخص مذبذب… متردد.. لم ينجح بأى شئ غير عمله…. شخص يعتقد أنه يفعل دائما ما عليه وأكثر… انه يفعل ما يريد وسيأخذ ما يريد… لو اقتحم أحدهم شخصيته لكانت الطامة الكبرى وهو يجده غير قادر على اتخاذ أهم القرارت بحياته.. حتى الأقل من اتخاذ القرار هو غير قادر عليه.
هو حتى غير قادر على مواجهة نفسه ليرى ماذا يريد من ربيبته.

عامر الخطيب والذى يعتمد عليه الجميع لحل مشاكلهم وهو وبكل جداره وحسم يحلها غير قادر على حل مشاكله النفسيه… أزمات قلبه الذى يخفق الان بجنون.

صراعه مابين العقل والقلب… مابين الصح والاصح.

عامر دائما ما يفعل الاصح.. منتظر منه دائما أن يفعل الاصح…. وهذه هى مشكلته مع تلك التى لجواره يقسم انها لا تطيق النظر اليه مما فعله مسبقا ومعها كل الحق.

اه لو تعلم أنه حتى يخشى مواجهة نفسه بما يكنه لها… لو تعلم أنه يتهرب من أن يحدد هذا الشئ لأجلها.

هل احبها.. ام انه العشق… هل هو عشق فقط ام سيتخطى كل الحواجز ويصبح جنـn يجعلها تفر منه كما فرت من قبل غيرها.

الطامة الكبرى ان هذه المره لن يستطيع.. حينما حدث ذلك مسبقا كان على استعداد ولم يتأثر الا قليلا ولكن مع مليكه لو حدثت ستكن فاجعة بالنسبة له.

اخذ نفس عميق وأخرجه بهدوء يرتب أفكاره التى بعثرها منذ قليل وهو يقول انه قد قفز سلم قلبه سريعا من قال انه احبها حتى يصل لمرحلة العشق ثم للجنون… هو للام لم يقر ويحدد ذلك فليهدأ إذا.

كل ما هو به الآن لا يتخطى مرحله الأب الذى يصالح ابنته الصغيره… آخر العنقود ذات المكانه الخاصه.

هذا وفقط… اخذ يفكر كيف يسعدها ليرى تلك الضحكه التى تثلج قلبه مجدداً.

توقف أمام احد المطاعم الشهيرة.

فسألت :وقفنا ليه؟!

ابتسم لها وقال:مش نفطر احلى مليكه الاول.

ومن تلك التي لا تعشق الدلال حتى لو كانت حزينة من ذلك الشخص.

كائنات رقيقه نحن ونعشق الدلال.

لذا وسريعا ارتسمت على وجهها أجمل ابتسامة وقفزت من السياره تسير لجواره.

طلب له ولها وجبتين من الفاست فود.

استغربت كثيرا بل صعقت وهى تراه يأخذ الطعام دليفرى.

مليكه:مش هنقعد ناكل.

عامر :لا ناكل هنا ايه… تعالى بس.

اتسعت عينها وهى تجده بعد قيادته لمدة عشر دقائق يتوقف بالسياره أمام الكورنيش.. ترجل من سيارته وقام بسحب يدها لداخل أحد الشواطئ.

رغم معرفتها الجيده به… بل تركيزها به على مدار حياتها كلها او كما تقول ندى (معاكى ماجستير ودكتوراه فى عامر الخطيب) الا ان هذا العامر الذى أمامها الان لا تعرفه ولم تراه من قبل.

يقم بفتح اغلفه الطعام ويضعه على الأرض الرمليه مقابل موج البحر مباشرة يدعوها ان تجلس للتأكل.

من هذا العامر المتحرر… اولا من بذلته.. ثانيا من غطرسته.. والان من قيوده.

جلست تتكئ على ركبتيها أمامه وهو يطعمها احيانا ويأكل احيانا.

يطلب منها ان تحدثه عن كل تلك الأيام التى قضتها هنا… كلما انتهت من اخباره باستفاضة عن شئ يعاود سؤالها عن شئ آخر حتى يطول الحديث ولا ينقطع… او ربما شئ آخر… عامر يريد أن يجعلها سعيده ان تحب الجلوس معه ان تشعر أن سعادتها معه… لا يصدق انه الان كما القرد الذى يصنع حركات بهلوانيه كى يرى استحسان الجمهور له… بالضبط هو الان (بيعمل شقلبظات عشان يعجبها)

بعد مرور وقت طويل… وجدوا انهم قد قضوه فى الطعام والحديث… صاعقة الجمت اثنتيهم وهما ينظران لتلك الوجبات التى تكفى على الاقل أربعة رجال أو خمسه.. لقد قضوا عليها ولم يبقى اى شئ.

مهلا لقد مرت ساعات وهما يأكلان.

مليكه :يانهار اسود.. حد يعمل كده… انت عارف احنا كلنا اد ايه… انا بطنى بتوجعنى من الأكل.

عامر :الحق عليا عايز اغذيك عشان تكبر.

مليكه:بذمتك بطنك مش وجعاك؟
عامر :وجعانى بصراحه.. اقولك… قومى نتمشى على البحر شويه عشان نهضم.

مليكه:احنا كده محتاجين نرجع للقاهرة مشى عشان نهضم كل ده.

وقف مادا يده لها يقول:قومى بس تعالى.

جذبها لجواره يسير معها.. حديث طويل مع هواء البحر ورائحة اليود… شمس يوم ربيعى كأنها اتفقت مع الهواء لتصنع يوم أكثر من رائع كى يظل ذكراه لسنين.

مر وقت طويل وهما على سيرهما.. أوقف احد الباعة كى يشترى لها(فريسكا)

طعام لذيذ ويوم جميل… أفعال مجنونه يبادر بها هو كى يخطف تركيزها وعقلها.. قلبها.. كل شئ.

بدأ يسرع بخطواته.. يجذبها للركض معه.. وهى بدأت تسايره… بدأ المرح وهو أكثر من سعيد.. وهى نست كل شئ أو لا تتذكر الان لقد انساها.

مع حلول الليل كان اللهو مازال قائما… حتى توقف يقول باعين تشع حماس :تيجى ننزل الميا.

مليكه :ميا ايه باليل ومش معانا لبس غير ده.

عامر :ده العوم باليل ده حاجة تانيه.

مليكه برفض قاطع :مش معانا لبس.. مستحيييييل.

بعد مرور مده طووويله.

كانت تخرج من المياه معه وهى ترتجف و تضحك قائله :يا مجنووون انا مش عارفة ازاى طاوعتك… همموت من البرد.

وهو يضحك كثيراً. لقد زاد جنونه اليوم بعض الشئ.

عامر :يالااااا بسرعه على بيت خالتك عشان تغيرى.

مليكه :عاااااا.. الهوا ساقع اوى وهدومى كلها اتبلت.

لم تستطيع كبت ضحكاتها على جنونهم اليوم اكثر من ذلك.. هو أيضا انفجر بالضحك وبلا مقدمات ضمها لحضنه.

اخذها لحضنه يعتصرها داخله وهو يغمض عينيه يحدث نفسه (كدااااااااب ياعامر… انت بتحبها)

أخرجها من حضنه ينظر لها بوله… مليكه الجميله… هو بالفعل أحبها.

ذلك الحضن جعلها تشعر ببعض الدفئ…والخجل ايضا بملابسها الملتصقه عليها هكذا.. لا تريد أن تنصاع مع قلبها الابله.

تحدثت بتوتر:طب يالا عشان ارجع لخالتو واغير.

كان مازال ينظر لها بعشق اعترف به لنفسه توا.

هز رأسه فقط وهو يبتسم ابتسامة جديدة كليا.

يقود بسيارته متجها لبيت خالتها وكل دقيقه ينظر لها ثم يعاود التركيز على الطريق.

كل مافعله اليوم لم يكن بذلك الجنون او كونه عامر الخطيب لم يفعلها لاااا… لقد مارس كل هذا الجنون واكتر مسبقا… فعل أشياء حتى لن تخطر على بال احد… لكنه يوما لم تسعده هذه الأفعال قدر اليوم… الغريب أن الفتيات من كن يفعلن كل ذلك من أجله كى يشعر بالحياه وان السعادة معهم.. بعضهم بخبث وخبرة وذكاء بعضهم ببراءه شديدة كى تعجله يرى أن السعادة معها ولكن لم يحدث… كل ما حاولن فعله.. فعله هو لمليكه.

كى تشعر أن لا طعم للسعاده والجنون الا معه.. هو ذلك الشخص الذي سيجعلها تشعر بالسعاده… هو من يفعل الاشياء الفريده لا غيره.

ودعها بابتسامه عاشقه وقال:هجيلك الصبح بدرى عشان نخرج تانى.

اماءت له بسعادة كبيرة تبتسم بحماس.

اوقفها بصوت غاضب وهى على اعتاب البنايه.

ينظر بتفحص لملابسها الملتصقه باستفزاز على منحنياتها…هل سيبدأ الجنون من الآن.

مليكة :فى حاجة؟

ضغط على أسنانه يقول :خدى ده البسيه عليكى لحد ما تدخلى اوضتك.

نظرت لذلك الجاكيت وقالت :جبته منين ده؟

عامر:إلى كنت لابسه امبارح وقلعته ونسيته في العربيه.

مليكه:انت صحيح كنت جاى من غير لبس… جبت لبس ليك ازاى.

زم شفتيه بغضب وهى مازالت تقف أمام المارة هكذا :حطى الجاكيت عليكى…اكيد يعنى اشتريت اون لاين… اطلعى حالا ودارى جسمك كويس فاهمه لحد ما تدخلى اوضتك وتغيرى واول ما تغيرى كلمينى

مليكه :ها؟!….قاطعها:ايه؟ ها ايه؟!… يالا ماتقفيش فى الشارع كده.

سارت من أمامه سريعاً وهى مستغربه من تحكماته وتزمته الجديد عليها ولا تجد له تفسير… لكنها إليوم سعيدة ولن تفكر في شئ يضيع سعادتها.

دلفت للمنزل بتلك النسخة التى اعتطها لها خالتها.

تعلم أن ندى مع مازن وخالتها بالخارج.

كانت تسير بهيام الى ان اسطدمت بأحدهم.

مليكه:هيييييى.. حـrام عليكى يا نهى خضتينى.

نظرت لها تلك الفتاه ذات الوجه الخمرى المستدير… ضغطت على نظارتها من بين عينيها تقول كأنها المحقق كونن:هممم… كنتى فين كده وجايه مبلوله.. وجاكيت مين ده؟

مليكه :ده جاكيت عامر.

نهى بغيظ منها ومن بلاهتها هى وامها من وجهة نظرها :عامر….تانى عامر… مش قولتى هتشيلى الموضوع ده من دماغك… يابنتى بقا هتجنينى انتى وامى الى ممشياكى وراها بالروايات الهبله بتاعتها دى.

مليكه بهيام :بصى مش هجادلك… اليوم كان حلو وانا مش ناويه اختمه.. يالا تصبحى على خير.

اعادت نهى الضغط على نظارتها بغيظ وغضب تقول :هبله… وهتفضلى طول عمرك هبله… انا مالى اولعوا انتو الاتنين انا ورايا حاجات اهم.

ثم اخذت إحدى المراجع وبدأت فى التركيز فيهم بشده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top