عادت إليه سريعاً وقالت:شكرا شكراً.. حلوه اووى بجد. انا. انا عايزه اقولك على حاجه مهمه اوى.
قاطعهم صوت ناهدت والدته.. تنادى الجميع من بعيد وهى تتقدم بقالب الجاتوه مع صوت أشهر اغانى أعياد الميلاد.
اضطرت لتأجيل كل شئ وذهبت تطفئ الشمع وهى تصر على وجوده لجوارها.
تحدثت ندى بسرعة قالت :استنى استنى.. غمضى عينك واتمنى امنيه بسرعه.
وهل يوجد لديها امنيه غيره.. لاشك بالتأكيد هذه هى الأمنية التى دعت بها الله فى تلك اللحظة… تمنت أن يجن جنونه بها ويصبح مهووس مليكه كما تقرأ برواياتها المفضله.
التف حولها الجميع يقدمون لها هداياهم التى لم تلتفت لها.. عيونها مثبته على عامر… وهى تراه يقف الان مع تلك الأنثى الشقراء التى لا تعرفها.. تراها تضع يدها على صدره بدلال وهى تضحك بغنج مستفز.. والاكثر استفزازا هو ضحكاته التى يطلقها.. إلا يعلم ذلك الغبى ان هناك من تغير عليه بجنون.. لما لا يعمل لها حساب.
تركت الكل واتجهت اليه سريعاً.. لن تنتظر وتفكر أكثر.. يجب أن تأخذ موضعها بحياته.. ان تبدى غيرتها وحقها به أمام الكل وفى النور.
وقفت على مقربه منهم تقول :عامر ممكن دقيقة.
التفت لها مستغربا.. تناديه اليوم دون اى ألقاب كما عودها.
نظرت تلك الشقراء لها باستخفاف وقالت :ايه يا حبيبتي.. مش تراعى الأدب وتقولى ابيه ولا عمو ولا اى حاجة.. وكمان مش شايفاه واقف معايا.
ولا كأنها سمعت شئ.. نظرت له بتصميم وقالت :ثوانى لو سمحت.
نظر لها مطولاً وقال:اوكى.. عن إذنك يا شاهى.
حاولت تناسى ذلك الغضب منه.. لم يردع تلك الافعه ويحذرها من ان تحدثها هكذا وايضا يستأذن منها.. ولكن صبرا صبرا.. الآن سيتغير كل شئ حينما تعطيه الضوء الأخضر فلا يخاف شئ ويعترف هو الآخر بحبه لها وبعدها يصبح كل شئ من حقها وفى النور.
وقفت بارتباك.. لم تكن تعلم أنها ستكون هكذا.. ظنت انها ستقول كل شئ بقوه وثبات… ولكن عامر حبيبها… له هيبته على كل حال.
عامر:ايه يا مليكه هنفضل واقفين كده.. قولى كنتى عايزه تقوليلى ايه… اه لو على الكلية.. ماتخافيش انا خلاص قدمت لك لازم تبقى كليه قمه طبعا زى كل ولاد الخطيب.
أخذت شهيق عالى وقالت :لا انا مش مش عايزه اقولك كده… انا عايزه اقولك انى بحبك.
اتسعت عينيه فاكملت:انا بحبك اوى ومن زمان وخلاص عايزه اقولك كل ده.. انا عارفه انك بتحبنى بس متردد تيجى تقولى عشان…. قطع حديثها وهو لم يستطع كبت ضحكاته…
هوى قلبها بين قدميها… تشعر بالبروده تسرى وتنخر بعظمها وهى تستمع لقهقاته العاليه يقول :ايه يا ميكا الى بتقوليه ده… بحبك ايه لأ ومتاكده كمان… انتى عندى زى كارما بالظبط لأ لأ انتى بنوتى إلى انا مربيها. ههههههه مش معقول انا مش مصدق بجد.. عشان كده دايماً مأجله خطوبتك من فادى… ايه يا حبيبتي الخيال الأوفر ده.. يا مليكه ده انا لو كنت مبطل شقاوة من بدرى شويه كنت جبت بنوته قريبه من سنك.
كان قلبها هو الذى يدمع.. عيونها لم تدمع بل قلبها… تستمع له بزهول وقد تجمد كل جسدها.. قلبها ممزع كأنه يعبث به بيده والدم يسقط منه..وهو بكلماته تلك كأن يده تقبض وتبسط على قلبها الذى فى قبضة يده وهو لا يبالي… كأنه يعبث وهى تتألم.
حاولت إيجاد صوتها تقول بصوت مختنق:بس.. بس انت.. انت دايما بتعاملنى معاملة اسبيشال.. و. وو. ودايما بتقولى يا حبيبتي.
عامر :مانتى بنوتى حبيبتي… انا الى مربيكى من وانتى خمس سنين لما جيتي من عند جدتك بعد ما ماتت من اسكندرية.
تحدثت بضياع تشعر أن كل شئ انهار حولها بضياع :يع.. يعنى ايه.
عامر باستعجال :خلاص يا ميكا يا حبيبتي… ماتديش الأمور أكبر من حجمها.. انتى كنتى فاهمه غلط وانا صححتلك الصوره… يالا بقا انا لازم امشى دلوقتي.. كل سنه وانتى طيبه.
قبل مقدمة رأسها وكأنه لم يحطمها ويستهزأ بها وبقلبها الصغير.. أراد أن يأخذ الأمر ببساطة لكن لم ينتبه انه قد سخر واستهان بمشاعر بنت صغيرة.. قلب صغير.. حلمها أن ترفرف في سماء الحب.. قلب بنوته صغيره رق وحب.. احب شخص استهان به بل واستهزاء وضحك.
لا والاكثر والذى لن تنساه طوال عمرها وهى تتوارى خلف الشجر تراه وهو يرحل مع تلك السيده.. تسحبه معها بغنج مقزز.. اليوم. وبنفس اللحظه.. الن يحترم حتى حرمة تلك المصارحه.. انه حطم ورفض حبها الان. ألم يكن بمقدوره السهر معها غداً.. فى تلك اللحظة وهى تراه يقود السياره يغلق زجاج النافذة ويغادر خارج بوابه القصر الضخمه سمحت لنفسها بالانهيار والبكاء.. تبكى وتنتحب على ما فعله بها… لقد حطمها بكل برود.
جاءت ندى سريعا بعدما كانت تقف من بعيد تراقب كل شئ.. اقتربت وهى ترى انـhيار صديقتها أرضا..ودون ان ينتبه احد على كسرتها وانهيارها سحبتها سريعا لغرفتها… تستمع لكل ماحدث.
لقد قاربت الشمس على الشروق وهى تبكى وتخبر ندى بكل شئ.
انفجرت ندى بوحهها تقول:جالك كلامى.. هو ده عامر الى بتموتى فيه. ده كـlب..طب كان رفض بهدوء واحتواكى وفهمك بالراحة.. ليه يضحك ويعمل كده… اتفاجئ اوى بروح*** يقوم يعمل كده.. ورايح يسهر سهره حمرا فى نفس اليوم.
استمعت الى بوق سيارته يعلن عن وصوله حتى يفتح له البواب.
ندى :اتفضلى… لسه راجع من عند الهانم.. ملتزم اوى عامر بيه الخطيب ده.. من السرير للبيت على طول.
اغمضت مليكه عينيها بأسى وحزن على من حطم قلبها واستهان بمشاعرها البريئه.. هو الوحيد الذى كانت وديعه معه ولم تشغل أفكارها الجهنميه عليه ولم تستمتع يوما لنصائح صديقتها.. انما سارت وراء حبها العذرى.
سحبت الغطاء عليها تريد ان تنام ولا تقم ثانية.
أغلقت ندى الاضواء وهى تتصل بامها أخبرها بما حدث مع مليكه وأنها ستظل عندها حتتى تتحسن.
ثلاثة أيام مرت وهى لم تبرح غرفتها.. الجميع يسأل عنها وندى تخبرهم انها مريضه قليلا من يوم الحفل.
على الفطار كان يجلس كالعادة يترأس المائدة.. ينظر لذلك المقعد الفارغ يقول بقلق :هى مليكه مش هتنزل النهاردة بردو.
ناهد (والدته) :لسه تعبانه… الجو يومها فعلا كان مرطب وهى كانت لابسه كت وقصير اوى.. ان شاء تبقى كويسه.
شعر ببعض القلق يتذكر حديثه معها اعترافها له.. اكيد معيبه نفسيا مما قاله.. أو ربما لا تقوى على مواجهته.
صمت فهى بالتأكيد يومين وتكن بافضل حال.
تحدث فادى :طب انا هطلع احاول اجيبها تفطر معانا ماينفعش نسيبها كده.
ولكن صدح ذلك الصوت الذى جعل الكل ينظر خلفه وخصوصا عامر تتسع عينيه بزهول وهو يراها بكل تلك القوة تتبختر على السلم لجوار صديقتها تقول :لا انا جايه بنفسى يا فادى.
ينظر لها مستغرب بشده. يشعر أن هناك شئ مختلف بها.. ربما قوه لم يعدها.. بريق لامع باعينها.. ربما انوثه زائده… لا يعلم لكنها اليوم مختلفة… لما لم تهتم بنظراتها عليه كما اعتاد دائما.
يراها تجلس تسحب احد شرائح الجبن الرومى وهى تبتسم لصديقتها التى جلست لجوارها بمرح شديد… توقع ان تكون منهارة.. لكن لم يحدث.
وهى تجلس بجوار ندى تتوعد بتغيير وقلب كل الموازين..من يظن نفسه كى يهزأ بمشاعر وقلوب الغير ويرفضها بتلك الطريقة.. ستجعل الحلم حقيقة.. تقسم أن تفعل…….