رواية انصاف القدر

كانت تقف فى شرفه غرفتها وهى تتابعه يجلس يضحك ويتسامر مع ابنه خالته.. تعلم أن هديل فتاه طيبه وجميله لكنها تنصاع وراء تعليمات امها.

وها هو منعها من السباحة لكنه يجلس مستمتع بوقته الى اقصى حد.

دلفت لغرفتها سريعا.. لن تكن مليكه أن ظلت فى موقف المتفرج.. كان حديث نجلاء يتردد فى اذنها.. لن تعيش دور الضحية.. حتى لو لم تستطيع ان تجعله يعجب بها.. حتى لو لم تقدر على أن تعحبه على الاقل لن تجلس تنفذ الاوامر فقط… على الأقل ستتمرد.. ستكن فعلت ماتريد ولن تظل تلك الطفله التابعة له.

بعد نصف ساعة تقريباً.

كان مازال يجلس وهديل لجواره تقدمت كارمن تقول :هممم قاعدين انتو هنا ومنفضين للكل.

هديل:بصراحة الجو على البول تحفه.. احسن من هوا التكييف.

كارما :صح الجو النهاردة حلو… انا هروح انادى ماما وطنط من جوا… وكمان هخليهم يجبولنا الغدا هنا.. نادر اخوكى لسه متصل بيهم وقال انه خلاص على وصول.

عامر:ايه ده.. هو نادر جاى.. وحشتنى والله ابن الايه ده.. بنات اوروبا لحسولوا دماغه.

كارما:ده تقريبا بقاله سنتين مانزلش.. شوفت صوره على فيس بوك. واااااو بقا فظيع… يخربيت حلاوته.

عامر :طب لمى نفسك يا حلوه وحاسبى لا محمد يسمعك.

كارما بخوف :لا الطيب احسن.. هو فى زى مودى وحلاوته… انا هروح أوصى على الغذا.. وانادى مليكه.

هديل :هههه ياجبانه.

كارما وهى تسير للداخل:الجبن سيد الاخلاق.

ضحكوا عليها بشده وهى تختفى للداخل.

فجأة تلاشت ابتسامته وهو يرى مليكه. تلك الصغيرة تخرج إليهم ترتدى روب طويل عليهآ متجهة الى حمام السباحة.

اتجه إليها على الفور بغضب شديد حتى توقف امامها يمنعها عن التحرك خطوة اخرى.

مليكه :ايه؟
عامر:انتى الى ايه.. وعلى فين.
مليكه ببساطة :هعوم.
عامر :وانا مش قولت لا مش النهاردة.
مليكه :بس انا عايزه النهاردة ولو سمحت اوعى من قدامى عشان اتحرك.

نظر لذلك الروب وقال :وانتى ايه اللي لابساه ده.. هتنزلى بيه يعنى؟
مليكه وهى تهم لخلعه:لا طبعا اكيد هقلعه.

نظر إليها بزهول وغضب وهو يرى ذلك الجسد الخرافي… ترتدى مايو كطعتين بلون الأسود منقط بالابيض.

عامر بصدمه منها :يانهارك اسود… انتى ايه ده.

مليكه :ايه.. لابسه مايو هو انا اول مره البسه؟
رفع عليها ذلك الروب سريعاً يقول بغضب:لا ماكنتيش كبرتى كده.

همت لخلع الروب من جديد تقول :مهما كبرت يا ابيه عمرى ما هكبر عليك.. ده أنا بنوتك.

قالتها بخبث شديد وهى تبتسم داخلياً بسخرية.
وضع عليها الروب من جديد :انا بحذرك يا مليكه.. دارى جسمك ده واطلعى فوق بمنظرك ده حالا.

خلعت الروب مجددا تقول :ماله منظرى بس انت لو كنت مبطل شقاوة من زمان كان زمانك جبن بنت أصغر مني بشويه.

هم للرد عليها وجد شخص يقف خلفهم يصفر بإعجاب شديد ويقول :واااو.

التفتوا بصدمه تفاجئوا بوجود نادر الذى صدم هو الآخر يردد:مليكه؟!!!! مش معقول.

رفع عامر الروب سريعا يلفه عليها باحكام شديد ويضمها قليلا له يقول :نادر… اهلا وسهلا.

تقدم بزهول لا يهتم بحديث عامر ولا ترحيبه :مليكه انتى كبرتى كده واحلويتى امتى… انا مش مصدق.

ابتسمت بذلك الإطراء اللطيف وهمت للرد لكنه تقدم وقف مقابل نارد ولأول مرة يرد عليه بتلك السماجة :لا ماتصدقش اوى…هى لسه صغيره.

نادر:لا صغيرة ايه.. ده أنا لفيت كتير ماشوفتش كده ابدا.

عامر بغضب:وهو انت شوفت ايه؟

نادر:بصراحة مالحقتش للاسف بس ملحوقه.. ده أنا هبات هنا.

قال الاخيره بفرحة وبلاهه… تقدمت هديل تقول بفرحة :نااادر. حبيبي. وحشتنى.

نادر :انتى كمان وحشتينى اوى يا حبيبتي.
هديل:كل ده سفر وحشتنى…غبت المره دى اوى.

نادر :اه فعلاً بقالى كتير.. وحاجات كتير اوى اتغيرت… ماكنتش اعرف ان مليكه كبرت اوى كده.

عامر:لا ماكبرتش.. لسه.. لسه صغيره.

مليكه بعضب منه قالت لنادر بابتسامة لطيفه:لا كبرت.. وتميت ال18 وقريب هطلع رخصه سواقة بس لما اتعلم سواقة الأول.

كانت تتحدث وهى تقصد كل كلمه خصوصا الأخيرة.. وعلى الفور رد نادر يغتنم الفرصه :انا ممكن اعلمك.. هعلمك كل حاجه على ايدى.

تقدم عامر بغضب يقول :تعلمها ايه يا قـdر يا زباله انت.
نادر :السواقة يا عامر السواقه فى ايه.. انت ليه دماغك بتروح فى حتت بعيده وقذره كده… وبعدين انت متضايق ليه.. ماهى كبرت ومسيرها تتعلم كل حاجه.

عامر :انا الى هعملها.
نادر :ايه؟
استدرك نفسه وقال :السواقه يا زباله.

كل هذا وهى تتابع كل شئ بخبث ومكر شديد.

نادر:ياخسارة… بس مش مشكلة انا قاعد. وشكل كده اقامتى هتتطول هنا.

هديل بفرحة :بجد يانادوره.. دى ماما هتفرح اوى… تعالى ندخلها.

نادر وهو ينظر ناحية مليكه:لا ادخل ايه حد يسيب المناظر الطبيعية دى ويدخل جوا.. خليها هى تيجى.. روحى قوليلها.. روح معاها يا عامر ..سيبوا مليكه ترحب بيا.

ذهبت هديل بسرعه تنادى والدتها وعامر ينظر بغضب لنادر.. طوال عمره على مقربة وصداقة شديدة من نادر. لما لا يطيقه الآن.

نادر :وانتى بقا فى سنه كام يا مليكه.

همت لتجيب عليه فتحدث عامر بغيظ:انتى لسه هتردى…. ايه هتفضلى واقفة كده كتير.. اطلعى البسى حاجة ياهانم.

تقدم نادر يقول :فعلاً… تعالى اوريكى اوضتك انا عارف الاوض هنا اوضه اوضه.. يالا بينا.

توقف عامر امامه يقول :حيلك حيلك.. رايح فين؟

نادر ببراءه :هاوريها اوضتها.
عامر:لا والله.. وهى مش عارافاها؟!

مليكه :خلاص يا ابيه ماتضايقهوش.. بصراحة نادر دمه خفيف اوى.

عامر:نعم؟ نادر؟!! ايه نادر دى.. اسمه ابيه نادر… زيى بالظبط

مليكه :لا انت اللي عايزنى اقولك يا ابيه هو لأ صح يا نادر.

نادر بسرعه :صح جدا.. وبعدين لعلمك انا اصغر من عامر ب4سنين… وبحب دايما اقرب المسافات.

ابتسمت له بوداعه وخبث فى نفس الوقت الذي يقف فيه عامر يغلى من الغضب يحاول أن يحافظ على هدوؤه وهيبته.

لكن للصبر حدود.. لم يعد يتحمل.. تحدث من بين اسنانه يقول :أخفى من هنا حالا.

مليكه :لا انا لسه عايزه انزل البول.

مسك نادر يديها يقول :طب يالا بسرعه الجو فعلا حر اوى.

إلى هنا ولم يتحمل جذبها سريعاً بقوه ورفعها على ذراعيه يحملها كالعروس يسير بها بغضب وهى تصرخ به:نزلنى يا ابيييه.. عايزه اعوم بقا.

وصل إلى غرفتها فتح الباب يقول بغضب:اخرسى خالص.. يظهر أنى لازم اعيد تربيتك من جديد.

وضعها على الفراش بغضب فوقفت تقول :ايه ده… ايه اللي انت عملته ده… انا كنت عملت ايه يعني؟
عامر :بقا مش عارفه.. واقفة جسمك كله باين وعماله تتمرقعى مع البيه ولا كانى واقف ومش عملالى اى احترام

مليكه :وفيها ايه انا بالنسبه له عيله عادى بيهزر معايا زى ما اكون بنته.

عامر :بس انتى مابقتيش عيله مين اللي قالك كده.

مليكه :لا عيله وانت الى قولتلى كده.

بهت وجهه فوضعت يدها بخصرها تقول :ايه غيرت رائيك يا ابيه؟

خرج سريعاً كأن خلفه شياطين الإنس والجن تطارده. لا يريد أن يجيب على اسئلتها ولا على تلك الأسئلة التي اندلعت بعقله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top