رواية انصاف القدر

فى صباح اليوم التالي

بشقة نجلاء خرجت من المطبخ تمسح يدها بمنشفه صغيره خاصه بالمطبخ وهى تسير بسرعة إثر صوت ذلك الجرس المزعج وابنتها نائمه.

فتحت ندى باب غرفتها تقول :ايه ده فى ايه يا ماما مين الى بيرن الجرس كده وعلى الصبح.

نجلاء بعصبيه:انا عارفه.

فتحت الباب وجدت صبى فى الثانية عشر من عمره يحمل لفه كبيره بيده يقول :صباح الخير يا خالتى ام ندى.

نجلاء:صباح الخير يا بنى انت مين ولا عايز مين؟
الصبى:انا حوكشا.. الى شغال فى مسمط ام تغريد.
نجلاء :تشرفنا يا سى حوكشا أمر.
حوكشا :مايأمرش عليكى ظالم.. الطلب ده ليكوا.

رددت ندى التي تقف خلفها بزهول :لينا؟!

حوكشا :ايوة. المعلم رجب الجزار موصى عليه بنفسه وقال لازم يجيلكوا على الفطار…ده موصى المعلمه وخلاها تفتفح بدرى مخصوص عشانكوا… اتفضلوا… بالاذن انا بقا.

ذهب سريعا وتركهم ينظرون لبعض ثم لتلك اللفة بصدمه حيره كأنها قنبله وعلى وشك الانفجار بوجههم.

_____________________________

فى قصر الخطيب.

استيقظ من نومه وعلى شفتيه ابتسامه تعرف طريقها ذاتيا لوجهه لأول مرة.

اخيرا عادت مليكه كالسابق… وقف سريعاً يؤدى روتينه اليومى كى يهبط لهم.. اشتاق لأن تصب اهتمامها عليه.. سيذهب سريعا كى يحظى به وامام الجميع كما كان.

ارتدى حله من اللون الاسود.. ساعة يده الماركة. عطره الخاص به وحده و قميص اسود مشدود.. حذاء لامع.

هبط الدرج بسرعه ينظر تجاهها هى فقط… ابتسم براحه وهو يجدها جالسه من قبله كما كانت تحرص دائما ولم تتأخر مثلما أصبح يحدث منذ أسبوعين.

مليكه عادت له.

القى السلام على الجميع وللعجيب وجد نفسه يلقى بسلام خاص لها فقط.. كانت هى تفعلها دائما سلام للجميع ثم سلام خاص به وهو الآن فعلها بفطره.

لكن كانت الصدمة من نصيبه وهو يجدها ترد على سلامة ببرود دون أن تنظر له.. تكمل طعامها وكل تركيزها مع جدتها من جديد.

ثم وقفت دون أن تلقى عليه نظرة واحدة.. تخطف قبله من وجنت جدتها تقول :انا رايحه لندى زى ما قولتلك يا تيتا.

اماؤت لها الفت سريعا وهى تبتسم بفرحة وتشفى.

وهو فقط يشعر انه بدوامه… تدور به الدنيا من حوله لا يفهم او يعى شئ……..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top