رواية انصاف القدر الفصل الثالث 3 بقلم سوما العربي
رواية إنصاف القدر الفصل الثالث
يجلس مقابل صديقه (كارم) الذى يرمقه بنظرات محتاره.
يرتشف بضع من قهوته ويعاود النظر إليه.
كارم:فى ايه يا عامر مالك كده؟
عامر :مالى؟
كارم :مش عارف.. مش مظبوط خالص.. كأنك مستنى حاجة او حد.. قاعد عمال تفرق على الكرسى زى العيال الصغيرين.
عامر :ايه الى بتقولو ده.. ماتلم نفسك يالا.
كارم :الله مش بقولك إلى انا شايفه… انت مش مظبوط والله.
عامر :بقولك ايه.. انت هتعمل شغل المباحث ده عليا… اشرب قهوتك وانت ساكت.
كارم :ياخى حـrام عليك دى رابع قهوة اشربها امال فين الغدا.
عامر:قول كده بقا.. حاضر يا سيدى هنأكلك.
ثم اخذ يتطلع حوله ربما تكون قد عادت من الخارج… منذ الصباح بعدما رحبت بخالته وابنتها بحفاوة غير عادية او متوقعه خرجت.. حتى لم تتناول الفطور معهم. وقد قارب المغرب على الأذان ولم تأتى حتى الآن.
كارم يجلس يتابعه… كل حركاته.. بحكم مهنته هو متأكد أن صديقه به شئ.
كانت كارما تسير باتجاه هديل تحمل معها بعض المسليات فتحدث عامر سريعاً :كارما… كارما.
اتت سريعا تقول :مساء الخير.. مساء الخير يا حضرة الظابط.
كارم :مساء النور ازيك يا كارما.
كارما: الحمد لله
عامر :احمم.. اا لو الكل بقى موجود قوليلهم يحضروا الغدا.
كارما :ماشى هخليهم يحضروه.
عامر :يعنى مليكه رجعت؟انا قاعد من بدرى فى الجنينة ماشوفتاش.
كارما :لا ماهى بعتت رساله على موبيل تيتا انها هتتغدا برا.
حاول عدم الشعور بالضيق.. عادى… فلتأكل بالخارج وما يعنيه هو بالاساس.
ذهبت كارما وظل كارم يسلط نظراته الثاقبة على صديقه.
كارم:هى فين مليكه صحيح… وحشتنى العفريته دى.. بقالى مده ماشوفتهاش.
عامر :ها. مش عارف.. خرجت من بدرى.
كارم :اممم… بس انت بتسأل عليها ليه؟
عامر :ايه يابنى مش مسؤله منى.
كارم:مسؤله منك اااه.. صح عندك حق.
نظر له عامر بضيق وصمت. وكارم مازالت نظراته عليه يبتسم بخبث يود الضحك بشدة.
عامر :فى ايه ياض انت بتبصلى كده ليه… انا غلطان اني مصاحب واحد زيك.
كارم:والله انا ال غلطان فى حق نفسى أنى مصاحب واحد زيك.. حويط ومش صريح ابدا… قاعد من الصبح فيك حاجه.. عمال تفرك وتتلفت حوليك زى اللى عامل عامله وبتتحجج وتسأل على مليكه… عبط احنا بقا.. مانا اكيد هربط الاحداث ببعض يعنى وافهم انك بتتلفت تشوفها رجعت ولا لأ.
عامر:ايه الهبل الى بتقولو ده.. انت عبيط.
كارم :بص بس عشان القفشه بتاعتك دى مش هتجيب معايا.. انا قاريك يالا.. انطق وقولى ايه سر التغيير المفاجئ ده.. فى ايه؟
عامر :يابنى مافيش.. كل الحكايه انى عايز اتابعها بنفسى.. حصل حاجة كده من فتره خلتنى احس أني لازم اتابعها اكتر.
زم كارم شفيته بعدم اقتناع يضع اصبعيه تحت ذقنه يقول:اممم… بجد.. حاجة ايه دى؟
عامر بلامبالاه وكبر:ابدا يا سيدى.. جت يوم عيد ميلادها تقولى انها بتحبنى وبتاع وكلام كده… مش عارف ازاى تفكر كده اصلا.. ولا فاكره او بتقول انها متأكده أنى بحبها بردو.. شغل هبل فى هبل كده.
ينظر لصديقه ينتظر الانبهار او الصدمه… كارم يعلم ذلك.. يعلم أن صديقه ينتظر منه ان يصدم ولكنه لن يفعل فليجعله يهبط من سماءه العالية قليلا ولا يتحدث هكذا عن مشاعر بنت صغيره كل ذنبها انها أحبته.
كارم بهدوء:طيب وبعدين.
عامر :ايه الى وبعدين.. انت ماسمعتش إلى انا قولته؟
كارم :لا سمعت.. بس عااادي جدا وبيحصل كتير.
زوى عامر مابين حاجبيه بضيق وقال:هو ايه اللي عادي يابنى انت؟
كارم :ايوه.. بص هفهمك… هى قالتلك بحبك صح؟
عامر :هممم صح.
كارم :بطل تناكة اهلك دى ورد عليا عدل وحياة ابوك.
عامر :احترم نفسك يا*****وكمل.
كارم :ماعلينا.. هبلع الاهانه عشان مش عايز اضربك قدام اهللك.. أول حاجة طبيعي جدا ان بنت فى سنها تقريبا انت الى مربيها تقولك كده.. دى مشاعر مراهقة يعنى ممكن حست كده ساعتها بعدها بساعه واحدة لا.. بطلت.. مابقتش بتحبك ولا حاجة.. فى السن ده وخصوصاً البنات بيبقي عندهم تغيرات كبيره وسريعة.. يعنى ممكن الى تحبه النهاردة تانى يوم تشوفوا عادى… مراهقه.
صدم عامر كليا وقال وهو يعتدل قليلا على مقعده :نعم؟
كارم:ايه اول مره تسمع الكلام ده.. مادرستش علم نفس قبل كده؟
كان عامر صامت فقط مصدوم مما يقال.. فاكمل صديقه :طب احكيلى كده بعدها كانت بتتعامل معاك إزاى؟
تحدث عامر بعد دقيقة من الصمت والزهول يخبره بما حدث وأنها تغيرت كثيرا بل وتتعامل كأنها لم تخبره شئ.
كل ذلك وكارم يشعر أنه لا.. تلك الصغيرة حقا تكن له شئ.. هذه ليست أول مرة يكن فيها بيته ويلاحظ اهتمامها به.. لكن ليربى عامر قليلاً ربما تحدث المعجزة ويتغير جبل الجليد هذا.
كارم بهدوء :طيب شوفت… زى ماقولتلك بالظبط.. والدليل على كده انها بتتعامل بهدوء وبراحة خالص.. هو حاجة من الاتنين.. ياما هى كانت بتحبك فعلاً ولما انت قولت كده اتضايقت من نفسها انها حبت واحد حيـwان وجلف زيك.
. عامر :ولااا.
كارم :اسمع منى انا بكلمك كأخ.. رد فعلك على كلامها كان بشع يعنى لو هى بتموت فيك ردت فعلك كفيله انها تكرهك الف مره.. مش بتحبها ومش عارف تشوفها كده ترفض اه بس تحترم مشاعرها مش تقعد تضحك وتقرقع اوى.. هى قالتلك نكته ده انت حيـwان اوى.
عامر :كاااارم.
كارم:بلا كارم بلا زفت على دماغك.. بنوته صغيره وحلوه جايه تقولك وبنفسها بمنتهى البراءه انا بحبك تقوم انت تقعد تقهقه اوى كده يالى ماعندكش دـm يازباله… ياخى ياريتها كانت حبتنى انا وانا كنت فتحت حته من ضلوعي كده ودخلتها جواها خبيتها وروحت نمت وانا مرتاح ومبسوط… عارف يعني ايه يا مهزق يا عديم الدم لما بنوته في سنها تروح تقول لواحد هى انها بتحبه عارف ولا انت أعمى القلب والنظر…. مش كفاية انها حبت واحد زيك بسنك الى عجز وتقل دمك وبرودك.. يخربيتك ده انت مافيش فيك ميزه… وكمان بتتنك اوى… انت عارف واحده حلوه جدا جدا جدا زى مليكه وصغيرة كام واحد يتمناها وانت تقولها انتى بنوتى… يا اخى جتك البلا فى تقل دمك وسماجتك.
كل هذا وعامر مصدوم… هل كل ما اعتقده غير موجود.. هل فعلاً أصبحت لا تهتم.. توقفت عن حبها له.. والدليل على ذلك تغيرها الكامل.
نظر بصدمه ناحية كارم وقال :والاحتمال التانى؟
كارم :الاحتمال التانى انها مشاعر مراهقه سريعه وجديدة عليها… حست كده وقتها فاجت تقولك وبعدها مافيش… هما شويه أحاسيس جديدة حست بيهم وعبرت عنهم وبعدها خلاص مافيش.
عامر :ايه؟
كارم :لأ ده فى احتمال انيل وانيل.
عامر:ايه هو؟
كارم بمكر:انها بتحبك.. اب.. اخ. مش اكتر وهو ده كان قصدها ساعتها.
صدم عامر على الاخير يتحدث بزهول :ايييه؟
كارم ببرود:اه.. هى مثلا قالتلك عايزاك تتجوزنى.. تخطبنى.. اى حاجة من الحاجات دى؟
ردد عامر بصدمه :لأ.
كارم :طيب مايمكن قصدها انها بتحبك بالشكل ده. الاب والأخ.. انت ليه دماغك راحت فى حته تانيه؟
ابتلع لعابه يقول:لأ.. لا ياكارم ماكنش قصدها كده.
كارم :وانت تعرف منين…. ولا انت الى من جواك بتتمنى ان ده يكون قصدها.
رفع نظره له بتفاجئ يقول :قصدك ايه؟
كارم :مش قصدى.. بص انا عارف انك طول عمرك شايفها بنتك.. ولحد دلوقتي انا عارف ومتاكد أنك يعنى مالحقتش تحبها.. بس انت الكبر الى بيجرى فى دـm اهلك ده صورلك انها جايه تقولك بموت فيك.. مايمكن قصدها حاجة تانيه… هو هو نفس الكبر الى مخليك دلوقتي مش متقبل فكرة انها بطلت تجرى وراك ويبقي كل اهتمامها متركز عليك انت لوحدك وانت لا تهتم ولا تاخد بالك.. عايز ترفض حبها وكمان تهين مشاعرها الى عبرت عنها بمنتهى الفطره والبراءة وهى لازم تفضل متجننه بيك بردوا.. طب انت مين قالك او فهمك أن ده هيحصل.. هتتصدم شويه وتفوق من الوهم ده… ده كلامى ده كله اصلا على اعتبار أنها كانت قاصده تقولك بحبك كحبيب وحبيبه مش اب وبنته.
ابتلع عامر ريقه مره اخرى بصعوبه وقال :يعنى.. يعنى دلوقتي ايه اللي حاصل.
كارم ببرود :ياسيدي ماتهتمش ولا تاخد فى بالك…. كله بيتنسى.
احتدت نبره عامل قليلاً وقال:ماتنطق يازفت.
كارم بمكر:ياسيدي انت بتكلمنى كده ليه… هو انا دكتور نفسى ده انا ظابط شرطة.. هما بس كلمتين قاريهم من الكتب بتاعت امى إلى ماليه البيت مش اكتر.
عامر :طب قول كلامك للآخر.
كارم بخبث:انت مدى الموضوع اكبر من حجمه ليه بس.. الموضوع خلص خلاص.
عامر :خلص؟!
كارم :ايوه امال انت مفكر ايه… خلص.. هى تقريبا كده هتلاقيها اتصدمت يومين طبعا ده بفضل رد فعلك الكيوت الحساسه وبعدها فاقت وقررت تخرج من الدايره الى هى عملتها لنفسها.
عامر :يعنى ايه.
كارم :هو كل حاجه يعنى ايه يعني ايه. مش عارف حاجة في دنيتك خالص فالح بص هتقهقه قوى وهى بتقولك.
عامر :كااااارم.. اخلص انا مش ناقصك.
كارم :انا مش عارف الموضوع ده مخلى أعصابك فلتت ليه. بس هفهمك واخد فى واحد زيك ثواب.. بص ياسيدي دلوقتي وبحكم انى دخلت بيتكوا كتير هقولك انها كانت مخليه يومها او مركز حياتها انت. بمعنى اصح كانت عايشه في عالم عامر الخطيب.. كل حاجه متركزه حواليك انت.. بعد الى سيادتك هببته و بعد ما فاقت من الصدمه اول خطوة هتعملها انها تخرج بره الدايره دى وتحاول تصنع لنفسها دايره جديدة تعيش بيها وعليها… الايام الجايه هيبقي كل تركيزها انها ازاى تبسط نفسها.. نفسها وبس.
عامر:يعنى ايه تخرج برا دايرتى؟!
كارم :ومالك مصدوم كده.. مش هو ده اللي انت عايزه.
صمت عامر فقال كارم :هو الخوف الأكبر من حاجات تانيه
رفع عيونه له وقال بسرعه :حاجات ايه؟
كارم:يعنى.. واحدة مصدومه في حبها الخوف تروح تدور على حب تانى بسرعه عشان تثبت لنفسها انها حلوه ومرغوبه خصوصا بعد ما انت كسرتها بالشكل ده.
عامر :كسرتها؟
كارم :ايوه… أمال انت مفكر ايه.. انت حطمتها مش بس كسرتها… الخوف الأكبر هو انك بقيت تهتم اوى وانت مش واخد بالك.
عامر :ايه الى بتقولو ده.. دى مسؤولية وانا دايما بتابعها.
كارم :يبقى خلاص.. الى حصل حصل وللأسف انت مش هتقدر تصلح فيه حاجة.. الامل الوحيد والى ممكن يبقى زى ما قولتلك احتمال كبير انها كانت بتعبر عن حبها ليك كاب واخ حد مربيها وليه فضل عليها يعنى مش اكتر.
صمت ينطر بخبث لملامح صديقه التى بهتت وقال:ادعى معايا.
اما عامر فلم يدعى بشئ.. بماذا ينصحه ان يدعى ذلك الابله.. لقد صدم من حديثه الأخير.. لا يتوقع أن يكون اعترافها على أنه اب واخ… لا ابدا.. كانت تنظر له بعشق وو.. قطع حبل افكاره المصدومه صوت كارم:ايييه روحت فين… خليهم يحضروا الغدا بدل ما اقلعكوا هنا… يالا انا جوعت.
