#ابنة_الصياد

وإذا بشجرة البرتقال تناديها ،وتطلب منها أن تسقيها ،فلمّا رأت أنّها يابسة قالت لها :سأخبر أبي ليأتي وسجعل منك حطبا للمدفأة !!! فدعت عليها وقالت :إن شاء الله تكون رائحتك نتنة كلسانك القذر ،فضحكت منها ،وإنصرفت .ولمّا كادت تصل إلى البيت وجدت القطة فتوجعت أمامها، وقالت لها : أنا مريضة، إسقيني شربة رحمك الله ،فردّت عليها :ستبقين مكانك حتى تأتي الفئران ، وتأكل ذنبك ، ستكونين أكثر جمالا دون ذنب !!!غضبت القطة ،ودعت عليها وقالت: إن شاء الله تأتيك في الظلام ، وتأكل أذنيك لتصبحين أكثر قبحا .

في أحد الأيام قالت زوgة الأب لعيشة :سأجمع بعض الأعشاب لأصنع منها دواءا لأختك ،أريد منك مرافقتي للغابة !!! أجابتها : حسنا ،سأفعل ما تطلبينه منّي . إبتعدت Iلمرأة كثيرا على الدّار ،وكلّ مرّة تسألها البنت ،تقول لها : ليس بعد ،حتّى وصلتا إلى جبل مرتفع ،وقالت لها: هناك تنبت عشبة الهندباء ،وهي حمراء اللون ،أحضريها لي، فأنا أشعر بالتّعب، وسأنتظرك هنا ،هيّا أسرعي، لا وقت لدينا !!!

لمّا صعدت عيشة للجبل إبتسمت Iلمرأة، وخاطبت نفسها: سأنصرف الآن ،ولن تعودي للدار حيّة !!! فهذا الجبل مليئ بالثّعالب والضّباع ،والعقارب السّامة ،وحتّى لو نجوت منها ،فلن تقدري على الرّجوع ،وستموتين من البرد والجوع عقابا لك على ما فعلته بإبنتي ،فلقد قضمت الفئران أذنيها ،وأصبح شكلها قبيحا .
فتّشت عيشة عن الهندباء ،لكنها لم تعثر على شيء ،ولمّا رجعت إلى زوgة أبيها ،وجدتها قد إنصرفت ،وتركتها وحيدة .حاولت أن تتذكّر الطريق الذي جاءت منه ،لكن لم تفلح في ذلك، فكلّ Iلمسارب متشابهة ،بدأت في الصراخ لعلّ أحدا يسمعها ، وفي الأخير تعبت ، وجاءت تحت شجرة ،وبدأت في البكاء . وفجأة سمعت صوت حمامتين تتخاصمان ،وقال الذّكر :لقد إتفقنا ان ندّخر الحبّ للشّتاء ،لكنّي لاحظت اليوم نقصانه !!! أجابت الأنثى : صدّقني، لم ألمس منه شيئا .

كان ذلك اليوم حارا جدا :فقالت له عيشة : لا تظلم زوgتك لقد جفّ الحبّ بسبب الحرّ ،ولمّا ينزل النّدى، يرجع كما كان !!! نزلت الأنثى ،وجلست في حجر البنت ،وقالت لها :أشكرك، لولا نصيحتك لكنت الآن في ورطة ،كيف يمكنني أن أرد لك معروفك ؟ أجابت عيشة :إنّي بحاجة للهندباء لأختى ،وأرغب في الرجوع لبيتنا قرب البحر ،Iلمشكلة أني لا أعرف الطريق !!! تعجّبت الحمامة وقالت : تلك العشبة لا تنبت في الجبال ،من الذي أتى بك لهذا Iلمكان Iلموحش ؟
فهمت عيشة أن IمرIة أبيها قادتها إلى هنا لتهلك ،وأنه يجب أن تحذر منها في Iلمرّة القادمة ،وبينما هي غارقة في التفكير جاءتها الحمامة بعشبة حمراء في منقارها ،وقالت لها : إتبعيني سأريك الطريق إلى البحر ،ولو أسرعت لوصلت قبل حلول الظلام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top