مَا هُو الرُو ح القُدس ؟ فى قوله تعالى : وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس فى سورة البقرة

وقال آخرون : الروح الذي أيد الله به عيسى ، هو الإنجيل .

ذكر من قال ذلك :

1490 – حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : ( وأيدناه بروح القدس ) ، قال : أيد الله عيسى بالإنجيل روحا ، كما جعل القرآن روحا كلاهما روح الله ، كما قال الله : ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ) [ الشورى : 52 ] .

وقال آخرون : هو الاسم الذي كان عيسى يحيي به الموتى .

1491 – حدثت عن المنجاب قال : حدثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس : ( وأيدناه بروح القدس ) ، قال : هو الاسم الذي كان يحيي عيسى به الموتى .

قال أبو جعفر : وأولى التأويلات في ذلك بالصواب قول من قال : “الروح ” في هذا الموضع جبريل ؛ لأن الله – جل ثناؤه – أخبر أنه أيد عيسى به ، كما أخبر في قوله : ( إذ قال الله ياعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق ) [ المائدة : 110 ] ، فلو كان الروح الذي أيده الله به هو الإنجيل ، لكان قوله : “إذ أيدتك بروح القدس ” ،

و “إذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ” ، تكرير قول لا معنى له . وذلك أنه على تأويل قول من قال : معنى ( إذ أيدتك بروح القدس ) ، إنما هو : إذ أيدتك بالإنجيل – وإذ علمتك الإنجيل ، وهو لا يكون به مؤيدا إلا وهو معلمه ، فذلك تكرير كلام واحد ، من غير زيادة معنى في أحدهما على الآخر . وذلك خلف من الكلام ، والله تعالى ذكره يتعالى عن أن يخاطب عباده بما لا يفيدهم به فائدة . وإذ كان ذلك كذلك ، فبين فساد قول من زعم أن “الروح ” في هذا الموضع ، الإنجيل ، وإن كان جميع كتب الله التي أوحاها إلى رسله روحا منه لأنها تحيا بها القلوب الميتة ، وتنتعش بها النفوس المولية ، وتهتدي بها الأحلام الضالة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top