أول قسم بالله زورا وبهتانا
بقي إبليس يوسوس ويوسوس لهما ولا يطيعانه، حتى أقسم بالله لهما أنه ناصح، بالطبع لم يكونا يتخيلان أن هناك مخلوق يظهر باسم الدين، ويقسم بالله ويخدع الناس، فأخذت حواء من ثمار هذه الشجرة، فأكلت فلم يحدث شيء، فأعطت لآدم فرفض، فأغرته وما زالت تغريه حتى أكل، فلما أكلا منها حدث شيء غريب؟
تساقطت الثياب ﴿ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾، لأول مرة تكشف العورات، فاستحييا.
خلق الحياء من أخلاق أهل الجنة
- أهم صفة من صفات الإنسان هو الحياء، أما الرجل والمرأة الذين يتعريان أمام الآخرين فقد فقدو حيائهم، التعري ليس من طبيعة البشر، بل من فطرة الإنسان الحياء.
- ما رضي آدم وحواء من شدة حيائهما أن يمشيا عاريين ﴿وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ ٌ﴾، وهرب آدم لا يعرف إلى أين؟ فناداه ربه يا آدم: أتفر مني؟ فرد آدم بقولة عجيبة قال: (لا يا رب ولكن استحياءً منك أن تراني عاصيًا عاريًا).
- انظروا الفرق إلى ما بعد معصية آدم وإبليس في التعامل مع الله، إبليس لما عصى الله ما اعتذر، وإنما أصر ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ﴾ فرد برد قبيح ﴿قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ﴾، أما آدم عليه السلام لما سأله الله عز وجل أتفر مني؟ قال: لا يا رب، إنما حياء منك.
- ثم إنّ الله عز وجل عاتب آدم وحواء {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ}، شجرة واحدة لم تصبرا عليها أي طمع عند البشر تأتيه الأموال والأموال والأموال ومع هذا يسرق ويغش ويطلب المزيد، أقنع بما أعطاك الله عز وجل، ماذا كان رد آدم وحواء ﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.