عندها فر<ـت كثيرا وشكرت الولد وأرسلت معه
شكري لوالده؛ ووضـ3تُ باقي Iلمبلغ في جيبي وأنا
سعيد جداً .
وصلتُ إلى بيتنا في السويداء وعن⌟ما أدخلت يدي
في الجيب الخلفي للسروIل الذي كنت ألبسه تفـI جأت
بأن الخمس ليرات في هذا الجيب الذي لم أبحث
فيه ؛ فقصصت على والدي ما حدث لي في ⌟مشق
فـI بتسمَ وقال لي :
يا إبني تجار الشام وحلب هم تجار أباً عن جد
ويحملون كل معاني الإنسانية ؛ وعليك يا بنيّ أن تعيد
الخمس ليرات للتاجر فهي دين في رقبتك وستأخذ
معك خبز ( مُلوّح ) من خبز والدتك لتكون هدية له
وأن تدعوه لزيارتنا .
وفعلاً في الأسبوع الثاني حملت معي ( خبز والدتي
Iلملوّح ) وخمس ليرات الدين.
عن⌟ما رآني التاجر من بعيد رأيت على وجهه
إبتسامةً ؛ وعن⌟ما إق تـ̡ بت منه قال لي : ألم أقل لكَ
بأنك ستعود !! والآن خذ معك هذا الكيلو الهريسة وسلّم لي على والدك وعلى أهل السويداء .
وبعد طول هذه الفترة الطويلة ما زال وجه ذاك التاجر وإبنه أمام عيني ؛
ولن أنساه ما حييت فقـ⌟ أعطاني الكعك والبرازق والغريبة ؛
وإنتبه أنني لا أمتلك غيرالخمس ليرات الورقية ؛ ولن يكون معي أجرة الطريق ؛
فأرسل لي مع إبنه مبلغاً يعينني على ⌟فع أجرة الباص للوصول لمدينتي السويداء …
عبد الحـoــيد شعبان **الشارع العربي **