هل لشيخكم الميت من وريثٍ ولد؟
قالوا نعم، لكنه شابٌ صغير!
فطلب القاضي مثوله بين يديه، ثم أعطاه فنجان القهوة وقال له: أريد منك أن تعيد الفنجان لي فارغاً بشرط ألا تشرب القهوة التي فيه وأن لا تسكبها!
فوضع الشابُّ مباشرةً طرف غطاء رأسه (الغترة) بالفنجان إلى أن امتصّ القهوة كاملة، ثم قال للقاضي: فنجانك فارغٌ وقهوتك على رأسي! وأمام ذهول الحضور، التفت القاضي وقال له: أسألكَ بعضَ الأسئلة: ما المكسب، ورأس المال، والخسارة؟
قال الشاب: المكسب أن تكون أحسنَ من أبيك،
ورأس المال أن تكون مثل أبيك، وأما الخسارة أن تكون أردى منه!
فقال له القاضي: ما أول أمس، وأمس، واليوم ؟
قال الشاب: أول أمس هو جدي، وأمس هو أبي، واليوم هو أنا.
قال القاضي: أعزك الله يا بُني، قوموا يا رجاااال وخذوا معكم شيخكم وانصرفوا.
نعم …. اكتساب الخبرة أهم من استحواذ المال، ولبس العباءات والرُّتَب، وامتلاك النفوذ والقوة! فالشابُّ الصغير تربّى في بيت شيخِ القبيلة وتعلّم منه أشياءً لم يكن ليدري عنها أيٌّ من الرّجال أصحاب العباءات المرصّعة والشماغات المُنقّطة.
كم يحتاج أولادنا اليوم لامتلاك الخبرة منّا حتى ترسخ أقدامهم فلا يَزلّوا ولا يَضِلّوا أو يُضِلّوا.