ظل يجاهد لسنوات ليزرع قرنية وكل مرة تفشل العملية، ومع ذلك لم يستسلم، فالله له حكمة في التأجيل، ومرت عشرة أعوام كحلم، وفجأة تم التجهيز للعملية ونجحت تلك المرة، وأخبرني الطبيب أنه أصبح يرى، انزويت في زاوية الغرفة، وضعت أمامه
أطفالنا، ولم أتجرأ على الاقتراب، ظل يقبل في الصغار ثم أمه وأبوه، وبعدها بدأ يتجول بعينيه في أنحاء الغرفة بحثا عني، وعنا رآني قال عروسي الجميلة أخيرا رأيتك، جرت الوع من عيني، فقال اقتربي أريد أن أراكِ جيدا، كانت قاي لا تني، أمشي بصعوبة، وعنا اقتربت ضحك وقال أجمل من ما تخيلت بكثير، وقبل يداي أمام الجميع.
ظل شيطاني يأكل رأسي، لعله فعل ذلك حتى لا يجرحني أمامهم، وسوف تتغير معاملته تدريجيا، ولكن ذلك لم يحدث، فقد زاد حبه لي، وأنا أيضا، فبالرغم من وجود الجميلات حوله في العمل والعائلة إلا أنه لم ينظر لإحداهن يوما،
توفي والداي في وانطويت على نفسي من الحزن، فأخد مكان أبي وأمي في غمضة عين، واعتبرني ابنته التي لم ينجبها، ومرت سنوات ولم يتغير قيد أنملة، وأدركت فيها حكمة الله فيما فقد، فلولا أنه فقد بصره لم يكن ليراني من الداخل، وفعلا صدقت جدتي حين قالت: لعل مع الضرير حياة يملأها العبير…
فقط تزوجي من يحتويكي…