انا فى لحظتها فكرت فى الانتحار ، لكن اخرت الخطوة دى شوية لحد ما اكرم امى وخالى وادفنهم ، وطبعًا رئيس المباحث كان هناك وسهلى الامور جدًا علشان اخد تصريح الوفاة ، وطلع محفظة خالى الله يرحمه ، وكان فيها فلوس كتير ، وشنطة صغيرة ، قالى :
= انا عارف انك فى ظروف صعبة علشان كده حبيت اعرفك ان كرم ربنا كبير ، المتعلقات دى فيها حاجات مهمة جدًا هتهمك ، بص عليها كويس ، والمحفظة دى جواها فلوس خالك ، انت اكيد محتاجها دلوقتى
رجعت الحاجات لرئيس المباحث وقولتله :
.. مش عايز حاجة ولا عايز اعرف حاجة يا افندم ، انا هاخد بس دول علشان الدفنة
خدت مبلغ صغير من محفظة خالى علشان الدفنة والعربيات والعزا اللى بقى مبيتشلش من قدام بيتنا ، ومشيت بسرعة على المدافن واول مرة فعلا ميروحش معايا حد من الجيران ، واروح لوحدى انا و العاملين فى الجمعية الشرعية .
لما روحت المقابر المرة دى حسيت بإحساس غريب ، حسيت انى مش هاجى للمقابر تانى فى دفن حد ايًا كان ، وان المرة الجاية هاجى متشال او الله اعلم يمكن اجى وانا مرمى فى الشارع رمية الكلاب واموت من غير ماحد يحس بيا ، الانتحار كُفر وانا مش بعد كل اللى شوفته اموت كافر ، ربنا غفور رحيم والواحد عمل ذنوب كتير اوى فى الدنيا دى ، اتمنى ربنا يدينى الوقت انى اكفر عنها .
بعد الدفنة كلمنى رئيس المباحث وقالى انه عايزنى اروحله ضرورى ، روحتله واول ماقعدت لاول مرة اشوف على ملامحه السعادة ، وده كان غريب بالنسبالى ، وقبل مااقعد قالى:
= عندى ليك مفاجات كتير اوى علشان تعرف بس ان ربنا شايلك الخير ومش كل الدنيا وحشة
.. خير يا باشا ، اتمنى يكون خير
نادى على العسكرى اللى بره وقاله
= دخله ياابنى
العسكرى دخل وشايل زياد ابنى ، انا قومت وقفت وفضلت مبلم شوية ومش مصدق عنيا ان ممكن زياد يكون لسه عايش ، “، خدته فى حضنى وقعدت ابوsه واعيط لدرجة ان دموعى تقريبًا بقت بتنزل على الارض ، وزياد كمان اترمى فى حضنى اوى وقعد يقولى بطريقة كلامه المقطعة دى
.. انا زعلان منك بابا ، انا زعلان
= متزعلش ياحبيبي مش هسيبك تضيع منى تانى ابدًا
بصيت لرئيس المباحث وقولتله بلهفة
= لقيته فين ياباشا؟!!!
.. لا انا عندى ليك مفاجأة كمان الاول وبعد كده هقولك انا لاقيته ازاى
= ايه هي ؟
يتبببببببببببببببببع