قفلت السكة ومكملتش كلام معاه واترجيت الظابط انه يطلعلى تصريح دفن بسرعة وكتر خيره قدر الموقف ووفرلى الورق اللى محتاجه علشان استلم خالى ومراته وعياله من المشرحة وادفنهم ، الفلوس اللى معايا تقريبًا شبه خلصت ومتبقاش حاجة منها ، واستلفت كتير من الشغل والجيران الايام اللى فاتت ، مكنتش قادر اتكلم مع حد واقوله يسلفنى فلوس علشان ادفن خالى وعياله ، امى كان فى ايديها الدبلة اللى كانت سايباها ذكرى فى ايديها من ايام المرحوم ابويا ، اديتهالى علشان ابيعها وطبعًا مقدرتش اقولها لأ ، الحوجة وحشة واحنا خلاص مبقاش حيلتنا حاجة ، يادوب بعت الدبلة وروحت جرى على المشرحة علشان استلم خالى وعياله واتفق مع العربيات على نقل الجثث ، لقيت ……
فى مشرحة زينهم عالم تانى ودنيا مختلفة خالص عن اللى عايشينها ، قدام المشرحة والاهالى منتظرين جثث اهالهم مفيش اى ملامح فى المكان غير ملامح الاسى والحزن ، وانا طبعًا دلوقتى بقيت واحد منهم او يمكن بعيش حزن وآسى اكتر منهم ، لكن الحاجة اللى ادتنى امل فى الحياة ، اني لقيت قدامى خالى عادل ، انا وقفت مندهش للحظات مش مصدق انه رجع من السفر وواقف جنبي ومعايا فى الوقت الصعب ده ، وبرغم كل شئ واهماله لينا الا انى مقدرتش امنع نفسي انى احضنه ، وهو استقبلنى بالدموع وقالى:
= حقك عليا ياابنى ، انا هعوضك عن كل شئ وهبقى ضهرك لاخر العمر
.. انا مش عايز حاجة غيرك ياخالى ، مبقاش لينا فى الدنيا الا بعض
= انت ابنى اللى ربنا عوضنى بيه عن عدم خلفتى لعيل من صلبي ، كل اللى بتحلم بيه هحققهولك ، انا غلطان ياابنى فى حقكم كلكم ودلوقتى انا جاى علشان اكفر عن كل الغلط اللى عملته فى حياتى
شاورلى ناحية العربية بتاعته ، لقيت امى نازلة من العربية وفرحانة برجوع خالى وبحالة الحنين والاشتياق والندم اللى عنده ، ، وبدأ يظهر قدامى بشاير الامل ، وقولت اكيد ربنا شايلى حاجات كويسة بعد كل الاحزان اللى قابلتها فى حياتى دى .
امى مشيت خطوات بسيطة ناحيتى وحضنتنى جامد ، وقالتلى :
يتبببببببببببببببببع