اسكريبت جميلة بقلم ريم السيد

-ليس لها أب شرعيّ ، ولذا كان من الصعب أن أواجه المجمتع بها ، وبسبب اقامتي بالدار لفترات طويلة لم يعلم أهلي عن جميلة شيء ، لكني كلما رأيتها أصب غضبي وندمي على فعلتي بها فأعنفها وأضربها لأنها من سلالة ذاك الحقير الذي سلبني أعز ما أملك وورطني بتلك الفتاة وذهب .

أصابني الاشمئزاز من قلبها الأعمى :
=وما ذنبها ؟ هل تصبين غضبك وندمك على هذه البريئة التي لم يكن ذنبها سوى أنها ابنة لشخصين انعدمت الرحمة في قلوبهم أحدهم لم يعترف بها والأخرى يتمتها وهي على قيد الحياة ! ، ماهذا قلة الضمير ؟

close

بكت وانتحبت ثم تنهدت وقالت :
-اختفائها لهذه الأيام وأنا أعلم أنه بسببي جعلني لا أنام ، لم أعرف قيمتها وحبها المتواري بقلبي إلا حين رحلت ، أصبحت كالمجنونة وبحثت عنها في كل مكان .

=هل تمزحين ؟… تعامليها بقسوة لدرجة الهرب منكِ ثم تبحثين عنها .
-اختفائها من أمامي أوجع قلبي وجعلني أراجع حساباتي بشأن معاملتي لها فرغم ما أفعله معها فأنا لا أطيق ذهابها عني .

حين عدت للبيت لأخذ جميلة وإعادتها لحضن أمها لم أجدها أبدًا فقد رحلت ، حاولت البحث كثيرًا بعدها لكن دون جدوى فقد ضاعت بعيدًا

عن أمها التي عرفت قيمتها بعد فوات الأوان ، فأحيانا لا نعرف قيمة الشيء إلا بعد ضياعه فلا نستطيع معاودته مرة أخرى ، فمثل تلك النرجس لا تستحق سوى الندم مرتين مرة على مافعلت بيدها ومرة على مافعلت بقلبها في ابنتها .

لكن اتضح بعد ذلك أن زوجي كان قد عاد خلال تواجدي بالدار وعرف حكاية الفتاة فأودعها بدار أيتام يعامل فيها الأطفال بلطف ورحمة وتكفل بها تمامًا وأخبرني بالأمر بعد أسابيع ليطمئن قلبي وداومت

على زيارتها من فترة لأخرى أما عن نرجس فلم أسمع عنها بعد ذلك ربما عادت لأهلها وتزوجت وربما تبحث عن جميلة وربما التحقت بعمل آخر المهم أنها نالت ماتستحق فربما لو أخبرتها وضمنت بقائها لعادت لسابق عهدها من قسوة معها . ريم_السيد

البعض لا يتعظ مهما حدث له لكن الزمان كفيل بأن يرد الحقوق لأصحابها .

بقلم / ريم السيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top