طلبت القطة من الغولة أن تصنع طبقا من الحلقوم بالفستق وماء الورد طيب الرائحة ثم أخذت عشبة وتتركها تسقط في القدر وقالت: السحر لن يصيب إلا الأمير
لما حضر الطبق تنكرت عيشة وذهبت للقصر ولما سألها للحرس عن سبب مجيئها أخبرتهم أنها زوجة صيّاد السّمك وبما أن إبن السلطان يحب الحلقوم فإنها اجاءته بهدية .
لما رأى الأمير الطبق إشتهى أن يأكل منه وكالعادة جاء الطباخ وتذوق قطعة ثم قال : والله لم أذق في حياتي أطيب منه طعما ثم أكل الأمير حتى شبع
لكن في المساء أصبحت أذناه طويلتان مثل الأرنب فإختفى في حجرته ولم يعد يخرج منها وأمر بزوجة الصّياد وابنتها فجائوا بهما واعتداءهم العبيد بقسوة ورموهما في سرداب مظلم مليئ بالخنافس عقابا لهما .
وفي أحد الليالي أخذت القطة شكل جارية جميلة ولمّا فتح الأمير عينيه وجدها أمامه فصاح : من أنت ومن اشياء مضرةح لك بالدّخول ؟
أجابته: ما حل بك هو جزاء من الله على ظلمك بنية يتيمة فعيشة تحبك وتلك الغولة تعتبرها إبنتها و لقد تغير طبعها وأصبحت مثلكم أما رأيته في الدهليز هو من كيد زوجة أبيها
وإعلم أيها الأمير أن بنات ملوك البحر والعالم الخفي هن صديقات عيشة وهي الوحيدة التي بإمكانك أن ترفع عنك السحر
كان الفتى يستمع بدهشة وقال : لقد كنت مغفلّ وقسوت على تلك البنت هيا بنا نذهب إليها ،
ولما نهض من فراشه نظر حوله لكن الجارية اختفت وقال في نفسه : ما أغرب ما رأيت ثم غطى رأسه بعمامة كبيرة وركب جواده وسار إلى كوخ الغولة وحين وصل ،طرق الباب،
فخرجت له عيشة ،وطلب منها أن تسامحه على غلظته فلقد خدعته تلك اللئيمة .
أجابت : لقد عانيت منها
قال الأمير لن تزعجك بعد الآن فهي في سرداب و لن تخرج منه بعد ما فعلته بي وخلع العمامة لم تتمالك عيشة نفسها من الضحك وقالت :كلّ من يظلماء الرجل يعاقبه الله
فلتعلم ذلك لكني أسامحك وأخرجت من جيبها حشائش غلتها في الماء وقالت: إقوةب وسيزول السحر وما كاد يرشف الأمير من القدح حتى رجعت أذناه كما كانتا .
ففرح وقال : الأسبوع المقبل موعد عرسنا لا تنسين ذلك
ردت البنت مازال هناك شيئ يجب أن أقوم به
ثم ذهبت إلى أبيها وقالت له :في نفس اليوم الذي أتزوج فيه أريدك أن تتزوج من الغولة
رد عليها : يا إبنتي ألم تجدي إمرأة غيرها،
إبتاشياء مضرةت عيشة، وقالت: لن تنسائل احمر يا أبي ،و حتما ستشكرني أجاب : سأفعل وأمري لله ما دام هذا يسعدك وأرجو أن لا تأكلني لو أغضبتها يوما ما
ليلة العرس جاء السلطان لتهنئة العرسان فغمزت عيشة أباها وقالت : ارفع يا أبي النقاب عن وجه امرأتك هيا لا تخف . تردد ولما رفعه توقف مدهوشا ودهش أيضا السلطان
وكلّ الحاضرين ،فلم ير أحد في حياته أجمل من تلك المرأة ،كانت القطة تنظر من أحد الأركان، ثمّ ضحكت ،فلقد جعل سحرها الغولة أجمل ممّا كانت تعتقد ،وقالت :الآن بإمكاني الإنصراف وترك العرسان يمضون ليلتهم بهدوء
…….. النهاية