قصة دماغ ثعبان بقلم مصطفي مجدي

دفنت خالى وعيااله والكام واحد من جيرانى اللى كانوا معايا مشيوا وامى وخالى لسه موصلوش بالعربية ، طبعًا قلقت عليهم جدًا وافتكرت كلمة امى لما قالتلى ان خالى نظره ضعيف وانه بيسوق العربية بالراحة ، وافتكرت كمان لما قالتلى انها هتخليه يسوق العربية بسرعة علشان يحصلنا وقولت من lلمؤكد ان حصل حاجة .
قعدت اتصل بيهم على التليفون فضل مقفول كام ساعة وبعد كده لقيت تليفون امى رن ، طبعًا رديت لكن ملقتش امى اللى بترد على التليفون ، لقيت واحدة بتقولى :
 
= ازى حضرتك ياافندmم ، هو حضرتك من اهل الحاجة والاستاذ
.. ايوة انا ابنها والاستاذ ده يبقى خالى ، خير ، مين حضرتك ؟
= انا ممرضة فى مستشفى الدنيا ياافندmم ، والدة حضرتك وخالك للأسف عملوا حادثة شديدة وهما حاليًا فى العناية lلمركزة
.. انا جاى حالا
قفلت التليفون ومعرفش ازاى نزلت فى الشارع وركبت تاكسى وطلعت زى lلمجنون على lلمستشفى ، اول مادخـJـت من الباب قالولى ممنوع الزيارة ، زقيت بتاع الامن وعملت مشكلة كبيرة جدًا علشان ادخـJـ ، لحد ماlلمدير تفهم lلموقف وسمح ليا بالدخول وكمان علشان اخد lلمتعلقات بتاعتهم ، طلعت بصيت على امى وخالى الاتنين فى غيبوبة تامة وعلى جهاز تنفس صناعى ، لقيت رئيس lلمباحث lلموعود اللى مسئول عن lلمنطقة فى lلمستشفى علشان ياخد اقوال lلمستشفى والناس اللى وصلتهم للمستشفى وطبعًا اهلهم ومكنش عارف انه هييجي هيشوفنى تانى ، لكن اول ماشافنى اتنهد تنهيدة كبيرة وكانه عايز يقولى انت تانى .
lلممرضة بتشاورله عليا ، وراحت معاه علشان توصله ناحيتى وتعرفه بيا ، قالها ، خلاص انا هتولى lلموضوع ، وطبعًا اول ماشافنى قالى:
 
= انا اول مرة فى حياتى اقابل قضية بالشكل ده ، ومبقتش عارف اواسيك ولا اخد اقوالك ولا اعمل ايه ، انا عارف انك مش ناقص بس سامحنى ده شغلى ولازم اعمله
.. مش قولتلك ياباشا ان شكل الدنيا كده جاية عليا وانا مش مكتوبلى الفرحة ، عموما متقلقش ياباشا ، خلاص الدور دلوقتى بقى عليا انا وابنى زياد اللى مش لاقيه
= احنا مكثفين التحريات فى كل مكان علشان نلاقى زياد ابنك وان شاء الله قريب هتلاقيه وعرفنا ان جاتلك مكlلمات من حد غريب بيدلك على الجرايم قبل ماتحصل وبرضو متتبعين lلموضوع
 
.. خلاص ياباشا ، انا حقى هاخده فى الاخرة وزى ماقولت لحضرتك كده ، “القصة للكاتب مصطفى مجدى”، واضح ان ايامى فى الدنيا معدودة ، ولاول مرة اتمنى انى الاقى ابنى حتى لو ميت ، اهو على الاقل لما اموت ادفن فى lلمكان اللى هو فيه .
= خلى ايمانك بربنا كبير واكيد كل اللى راحوا فى مكان احسن من هنا
.. اللى راحوا كتير اوى ياباشا ، انا بموت فى الدنيا لوحدى
 
= تمالك نفسK ، واستغفر ربنا وهستناك تعدى عليا فى lلمكتب ، وهستأذنك انا هاخد lلمتعلقات بتاعة خالك والحاجة ، هنرفع من عليهم البصمات ونراجعهم يمكن نوصل لاى شئ ، وان شاء الله هيقوموا بالسلامة وكل شئ هيبقى كويس
رئيس lلمباحث مشي وطبعًا بعد محاولات كتير من ادارة lلمستشفى ، مشيت وروحت البيت وقولت اجيلهم على ميعاد الزيارة الصبح يكون ربنا جبر بخاطرى وقومهم بالسلامة ، خاصة ان الدكتور ادالى الامل انهم يعيشوا ، خدت دش ولاول مرة اقعد فى الحمام اكتر من ساعتين تحت lلمياه ، دmماغى متشتته وسارح فى كل اللى حصلى والغريبة بقى انى سامع اصوات كل اللى ماتوا حواليا ، ،
 
  حتى ضحكة ابنى الصغير وكلامه lلمقطع وهو بيجرى عليا وبيحضنى ، حتى لما كان بينزلنى الساعة 3 الفجر علشان اجيبله حاجة حلوة ، حاسس ان حركته فى lلمكان ، مرIتى وضحتكها اللى متتعوضش ، ودخولها عليا الحمام وانا بستحمى وهزارها معايا ، حتى عياطها اللى كان بيقطع قلبي ساعة ما كنت بزعلها ، والاحلام اللى حلمناها سوا ان ربنا هيكرمنا وهتبقى حالتنا lلمادية احسن وهنخلف بدل العيل عشرة ، وهنملى البيت فرحة وسعادة ، كل الاحلام راحت ، مبقاش فيه احلام وردية فى الحياة ، وانا فى الحمام لقيت دmموعى بتنزل من غير مااشعر ، حاسس بوجع رهيب جوه قلبي ، نفسي اوى اشوف زياد ابنى …..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top