قصة حماتي

…. تمام … بس انجزي بسرعة …. ماما لو اكتشفت إن رصيدها خلص هتخليني اشحن لها من مصروفي
اديتني الفون وطلعت برا الأوضة خالص…. طلعت الرقم بسرعة وكتبته ف تليفون سعاد …. وأول لما دوست على زر اتصال …. اتصدمت. … الرقم متسجل عندها ….. بس متسجل ب اسم واحدة ….. جربت تاني ….أكيد ف غلط … بس العجيب أنه فعلا متسجل عندها … متسجل ب إسم هالة …… معقول يكون اداني الرقم غلط ….
حاجة جوايا قالت لي ادخلي على الرسايل. .. وياريتني ما دخلت …. اتصدمت صدمة عمري …. اكتشفت حاجات عمري ما كنت هكتشفها لوحدي أبدا. …. واللي اكتشتفته كان …..إن والد وليد هو السبب ف كل اللي بيحصلي ده…. معقول الراجل الملاك ده هو الشيطان الرئيسي ف القصة ….. الرسايل بينهم كانت كتير أوي ….. كنت بقراهم زي المجنونة …. ودي كانت أول رسالة عيني تقع عليها … كانت بتقوله فيها :
…. البت جاية مستوية ع الآخر. … أنتَ لازم تيجي بكرة عشان نخلص عليها خالص….
كان باعتلها رد مكتوب فيه :
……. طب وجوزك اللي قاعد ف البيت ع طول ده …
قالت له :
…… متقلقش هفهمه إنك دكتور نفسي معرفة … أنا أصلا مفهماه إنها محتاجة لدكتور نفسي…..وهو كدا كدا مايعرفكش. .. وهقوله أنها لازم تقعد معاك لوحدها وبكدا مش هيسمع كلامك معاها……هبعتلك بقا كل التفاصيل اللي هي حكتها لما جت….. عن وليد وامه والجن …. المُغفلة فاكرة إن ف جن ف الموضوع العب أنت بقا ع موضوع الجن ده … خليها تتطلق واخلص منها بقا ……
كنت بقرأ وأنا مذهولة ….. مش قادرة أتخيل إن ف حد بالشر ده ….. كنت مذهولة لدرجة إني ماكنتش مصدقة عينيا … قلبت ف الرسايل تاني ….وللأسف لقيت بينهم كمية رسايل فظيعة……بس الرسالة دي بالذات مقدرتش امنع دموعي بعد ما قرأتها …. والرسالة دي كان مكتوب فيها :

…… بقولك إيه أنت لازم تخلص موضوع وليد وملك ده ف أسرع وقت …. الواد طالع من عيني …. أنا عايزاه لسارة بنتي بأي تمن ….
رد عليها وقال :
….. مش عارف عاجبكم ع إيه وليد ده
قالت له :
….. سبحان الله … أول مرة أشوف حد بيكره ابنه بالشكل ده أنا بكره ملك لأنها مش بنتي ……
…… بكرهه لأنه مش شبهي … اهبل زي امه. ..
…… اهبل إيه بس … ده ذوق أوي وكريم جدا … ده كل شوية يجيب لنا هدايا من المحل بتاعه. … عايز يقرب بيني وبين وملك … مايعرفش إني عمري ما كرهت حد قدها معقول الهبلة دي تاخد واحد زي وليد … وبنتي أنا لأ….. أنا لازم أجوز وليد لبنتي سارة بأي تمن……
ماكنتش قادرة اقرأ أكتر من كدا …. سيبت التليفون وسيبت البيت كله ونزلت ….. مش عارفة أوقف دموعي …. حسيت ب اليُتم أوي … أنا طول عمري بكره سعاد … بس عمري ما فكرت اءذيها أبدا …. عمري ما قوّمت بابا عليها … عشت طول عمري ساكتة وكاتمة ف نفسي …. وف الآخر يطلع منها هي كل ده …. عايزة تطلقني من جوزي عشان تجوزه لبنتها .. اللي هي أختي. … أختي اللي لسا ف تالتة ثانوي. … للدرجة دي الحقد عاميها. …

close

كنت ماشية ف الشوارع من غير هدف …. ماكنتش عارفة أروح فين ولمين ….. نفسي أروح ل وليد … بس برضه أنا لسا خايفة منه …. أيوة خايفة….. مش قادرة أنسى تصرفاته هو ومامته … التصرفات اللي شُفتها بعيني….. وماحدش قالي عليها ….. وعلى الرغم من خوفي …. لقيت نفسي تلقائي رايحة له…. كان لازم أروح ل وليد عشان أفهم باقي الحكاية. … ف كلام كتير جوايا لازم اقوله عليه….. كفاية بقا سكوت وخوف كفاية ……….
وصلت عند باب الشقة وفضلت واقفة مكاني مترددة … اخبط ولا امشي …. افتكرت إني معايا المفتاح ف شنطتي … شنطتي اللي الحمد لله إني أخدتها وأنا نازلة ….. طلعت المفتاح وفتحت الشقة براحة …… شكلهم مش موجودين …. وبعد ما دخلت سمعت همسات مش واضحة ….. قربت من أوضة حماتي … ما أنا متعودة إن الألغاز كلها ف الأوضة دي …… بس المرة دي مفيش صوت طالع منها …. روحت عند اوضتي أنا و وليد ….. الباب كان مقفول كالعادة …. بس كان ف صوت طالع منها …. قربت بِراحة خالص عشان اسمع أكتر … والمصيبة إني سمعت نفس صوت المرة اللي فاتت …. نفس الذبذبات الغريبة. …. وبرضه وليد بيتكلم معاه …. ماكنش ينفع أهرب زي المرة اللي فاتت …. لازم المرة دي أشوف بعيني كل حاجة ….. عشان كدا فتحت الباب عليه فجأة ….. بس المفاجأة…مفيش ف الأوضة غير وليد بس…. وأول لما شافني اتصدم وظهر على ملامحه الذهول وقالي :
……. ملك …. جيتي امتى
قلت له بعصبية :
….. هو فين اللي بتتكلم معاه ده …. أنا عارفة كل حاجة
صدمتي زادت لما سمعت الصوت المخيف تاني …. سمعته بيقول :
….. خير يا أستاذ وليد ف حاجة
بصيت حواليا عشان أشوف مصدر الصوت …. ومن غبائي ماخدتش بالي من التليفون اللي ف ايده …. معقول الصوت ده جاي من التليفون اللي ف ايده ده…. مش قادرة أصدق. … بس صدقت أكتر لما شُفت وليد وهو بيقرب التليفون من بوقُه و بيقول :
….. معلش يا دكتور هكلم حضرتك بعدين
سمعت الصوت بيرد على وليد بس فعلا كان طالع من التليفون…. رد وقال :
….. مفيش مشكلة

إيه ده….. أنا مش فاهمة حاجة …. وتليفون وليد صوته عمل كدا ليه…. أنا عمري ما شُفته كدا ….. قلت له بعصبية واندفاع :
…… إزاي الصوت ده طالع من تليفونك ….. أنا أول مرة أسمعه كدا ….. ومين الدكتور اللي بتكلمه ده …. أكيد بتكلم دكتور نفسي عشان تدخلوني مصّحة …أكيد سعاد هي اللي قالت لك تعمل كدا صح
قالي :
إيه اللي أنتِ بتقوليه ده….. مصّحة إيه اللي بتتكلمي عنها …. ده الدكتور بتاع أمي . …. وتليفوني بايظ من فترة …. باظ ف نفس اليوم اللي امي تعبت فيه … وقع مني والسماعة اتاثرت جامد من الوقعة وبقت تتطلع الصوت بالتشويش ده…. عشان كدا صوته بقا بالشكل ده … ولازم لما أتكلم اشغل المايك عشان اسمع اللي بيتصل ….. وللأسف معنديش وقت اصلحه الأيام دي…….
قلت له بضعف:
…. أنت بتتكلم بجد…. يعني أنت يومها كنت بتتكلم ف التليفون ….. معقول
قالي بعدم فهم:
….. يوم إيه أنا مش فاهم حاجة
قلت له:
….. اليوم اللي مامتك دخلت فيه المستشفى
اتنهد بحزن وضيق وقال:
….. اليوم ده من أصعب أيام حياتي…. ماكنتش قادر أشوف ضعفها …. عشان كدا مقدرتش أقعد ف المستشفى …. جريت ع البيت ودخلت اوضتها …… الأوضة اللي ياما شُفت خير فيها … وفجأة لاقيته بيتصل …. أكتر إنسان بكرهه ف الدنيا … أبويا…. كان بيعرّفني إن هو السبب ف دخولها المستشفى … كان شمتان في مرضها ……. عشان كدا اتعصبت عليه ف التليفون …. ولو عليّ كنت قتلته من زمان وخلصت منه …بس للآسف هي السبب

قلت له بسرعة :
يتبببببببببببببع

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top