فذهب إليها أخوها، ولما سمعت صوته فرحت وفتحت له الباب وقال لها :تعالي لنرى أبانا فهو ينتظرنا على جمله .
وفي الطريق سألها : هل صحيح أن جارتك هي من تصعد السلم لتعطيك حاجياتك؟
أجابته؛ نعم لأن المؤذن الذي وثق فيه أبي طمع في لما رآني بمفردي تبّا له من شخص لئيم ولقد هدد بتجويعي والنيل من سمعتي إن لم أستجب له
لكن تلك الجارة عطفت على وصارت تعطيني من عندها لما رأت أن ما في القفة لا يكفي Lehcen tetouani
حين وصلوا إلى الصحراء سألت البنت عن أبيها فأخبرها أخوها بالحقيقة وأنه جاء هنا ليقتلها
فقالت له :هذه رقبتي فاقطعها إن كان ذلك يريحك
فبكى وقال: إني أصدقك فلقد أحسن أبانا تربيتنا وأمنا رحمها الله ذات علم وفضل وما أكثر من يخفي وراء الدين جشعه ولؤمه ثم شاهد غزالا فرماه بسهم وسلخه وقطع لسانه
ثم طلب من أخته أن تتوارى وتخلع ثوبها ثم رمى إليها بالجلد فالتفت به فأخذ الثوب ولطخه بالدم و قال هاك قربة ماء وسيكفيك اللحم بضعة أيام فتدبري حالك فإني لا أقدر على عصيان أمر أبي والله سيحميك ويجد لك مخرجا فيما أنت فيه من كرب ثم ودعها وانصرف
وعندما لاقى أباه أراه الثوب واللسان وقال له لقد نفذت أمرك ومحوت عارك والآن عد إلى بيتك قرير العين ومرفوع الرأس والله لو سمعت أحدا يذكر أختي لضربت عنقه
أمّا الفتاة فجففت اللحم ثم وضعته في صرة ومشت في البوادي والقفار حتى نفذ زادها وأحسّت بالجوع والعطش فسقطت على الأرض وقد أيقنت بالهلاك
ولم تعلم كم من الوقت بقيت نائمة وفجأة أحسّت بشيئ رطب على وجهها ،ولما فتحت عينيها رأت غزالة صغيرة تلعق وجهها و قطيع من الغزلان يمر أمامها
فتحاملت على نفسها وتبعته حتى وصلت إلى أرض فيها ماء وكلأ فشربت واستحمت ثم جعت العشب الطري وأكلته من شدة الجوع
وكان الغزلان تعتقد أنها واحدة منهن فلم يخفن منها وأحست البنت بالأمان معهم فلقد كانوا يحبونها
فقالت في نفسها الحيوانات لا تعرف الجشع لذلك لا تظلم وما دخل حب الدنيا على قوم إلا أفسد ما بأنفسهم فمرحى للغزلان وبؤسا للبشر
و بدأت تفكر من ان تنتقم من المؤذن دون رحمة وتاخد حقها وتجعله عبرة لمن يعتبر
يتببببببببببع