رواية غويشه صينى (كامله جميع الفصول) بقلم شهد محمد موسى

_رَديت بسخرية : ومهانش عليكم تصحوني أحضر كَتب كتابي!! لاء إخص عليكم بصحيح مكانش العشم!!

_ضِحك وكمل بمرح: مَعلش يا عسل الوقت كان يدوبك

close

_حاولت أتمالك أعصابي ورَديت: أدهم أحسنلك متفتحش بؤك دا تاني دلوقت خالص عشان حاسه إنه هقوم أرتكب فيك جناية!!”بَصيت لبابا بضيق وكَملت” و إنتَ يا بابا وافقت إزاي تِكتب كتابي في المستشفي!! لاء والأحلي و أنا أصلا شبه مِش موجودة!!

_رَفع إيده ورَد بإستسلام: حُكم القوي بقي أعمل إي!؟ رَفضت وزعقت وعملت كُل ما تتخيليه بس إنتِ عارفاه زناان زن ولما بيقرر شئ فخلاص لازم يحصل “كَمل بحنان وهو بيبتسم وبيبصلنا” لولا عارف ومتأكد هو بيحبك أد إي إتأكدت مِن دا لما شوفت لهفته وخوفه عليكي وأد اي هو محتاج يبقي قريب منك عشان يطمن نفسه كُنت لا يمكن أعمل حاجة مجنـ ونة زي دي وأسمع كلام واحد مجنـ ون زيه

_كُنت بسمع بابا وانا مبسوطة…مبسوطة إي لاء أنا كُنت هطير مِن كُتر الإنبساط أدهم مجنون فعلا بس جنانه دا زي العسل بالرغم من سعادتي المفرطة إلا إني رَديت بغيظ: دا مِش مبرر علي فكرة!!

_أدهم بغيظ: بقولك إي أسكتي أحسن !

_رَديت بغيظ وصوتي عِلي: مِش هسكت يا أدهم!! إنتَ حرمتني مِن كَتبوا كِتابك يا نقاوة عيني!!! “خلصت الجملة وتأوهت بألم لأن حسيت بصداع جامد في نفوخي”

_أدهم رجع مِسك إيدي تاني ونطق بحنان: متتكلميش تاني عشان خاطري وأنا أوعدك يا ستي أول لما تخرجي بالسلامة هنجيب المأذون تاني ونكتب تاني وهشغلك كَتبوا كتابك يا نقاوة عيني وكُل إللي إنتِ عايزاه…”بص لبابا وكَمل ” أنا هروح أنادي الدكتور

 

_أنا وحشة صَح!؟”الجملة إللي هَمست بيها سما للدكتور إللي كان واقف قريب منها وبيطمن علي حالتها”
_إبتسم و رد بهدوء : هو عموما مفيش حَد وحش يا سما !! فأكيد إنتِ مِش وحشة

_سما دموعها نزلت و إتكلمت بصوت مهزوز: طَب أنا ليه شايفة نفسي وِحشة وبكرهني !؟ وليه بأذي الناس وبكرههم؟

شد الكرسي وقربه من سريرها وقعد عليه ورَد بهدوء: عشان إنتِ متعرفيش نفسك كويس ومِش عارفة هي عايزة إي بمعني تاني يا سما إنتِ نفسك تايهه عنك وإنتِ مِش مهتمه تِعرفي هي فين كُل إللي همك إنك توصلي لأهداف وهمية في دماغك وفاكرة إنك لما تحققيها كدا إنتِ تمام ومرتاحة بس الحقيقة إنك هتفضلي مِش مرتاحة!! هتفضلي حاسه إنك مقصرة هتفضلي شايفة إنه لاء مِش كفاية أوصل لدا ولازم أوصل لحاجة تاني ولو محققتيهاش هتكرهي نفسك أكتر وهتلاقي غصب عنك بتأذي غيرك لو لقيته محققها !! فمعني كدا إنه أذاكي للي حواليكي وكرهك ليهم نابع مِن إنك مِش لاقيه نفسك وبتكرهيها و بتعتبريها عدو ليكي وبيطبق عليكي في الحالة دي مَثل كدا بيقول:” الإنسان عدو ما يجهل ” وبما إنك أصلا مِش عارفة نفسك ومِش متصالحة معاها فهيطبق عليكي باقي المثل إنه” من يُعادي نفسه، يُعادي من حوله، ومن يُعادي من حوله يكره نفسه بلا شك” حِبي نفسك يا سما ودوري عليها وإسأليها هي عايزة إي؟ مِش عقلك وإعتقاداتك عاوزين إي!! إبدأي رحلة إستكشافية لنفسك وعيشي فيها وصدقيني هتبطلي تكرهي نفسك وإللي حواليكي!! “كَمل بإبتسامة” هسألك سؤال وتجاوبيني عليه بصراحة”سما هزت دماغها بِـ حاضر وهو كَمل”
جربتي تِحبي حياتك وواقعك زي ماهو كدا!؟ وتِحبي الناس إللي حواليكي زي أصحابك مثلا زي ما هما كدا بعيوبهم و مميزاتهم مِش زي ما إنتِ حباهم يكونوا!؟

_سما ردت بنبرة حزينة ولكنها ساخرة في نفس الوقت ودموعها بتنزل: أبداً أنا بكره حياتي!! و بكره الواقع إللي عايشاه وبحاول أهرب مِنه بِكل الطرق المُمكنة مره بالنوم و مره بالشغل ومره بالتليفون أنا ممكن أقعد اليوم كُله مبعملش حاجة غير إني ماسكة التليفون وبعمل سكرول بلا هدف علي الفيس بوك!! ومره بهرب بقراءة كتاب أو رواية أو مقال أو إي حاجة أو للأدق بضحك علي نفسي إني بقرأ!! لأني ممكن أكون بقرأ اه بس تِحس إنه مفيش إستيعاب!! الكلام بيعدي زي الهوا كدا
يعني من الآخر مجرد تضيع وقت !!

“خدت نفس وكملت بنفس النبرة” أما بقي بالنسبة للناس فبردوا لاء غالبا أنا مبحبش حد !!فأنا دايما عايزة أكون أحسن من الكُل! مِش عايزة أكون أقل منهم بأي شكل مِن الأشكال وعشان كدا بلاقي نفسي غصب عني بقرب من الناس إللي بحس إنهم عندهم حاجة مِش عندي !! وبلاقي نفسي بأذيهم مِن غير ما أقصد!! “بكائها زاد وكَملت” أنا مش قصدي أذيهم والله بس عايزة الحاجة دي تكون ليا!! عايزة أكون أحسن منهم!!

_الدكتور خد نفس طويل وكَمل بهدوء: مِش قولتلك مِش لاقيه نفسك ومتعرفيش هي عايزة إي!! إجابتك أكدتلي إستنتاجي دلوقت إنتِ فعلا جاهلة نفسك أوي ومِش عارفة إيه الطريق إللي هي عايزة تمشي فيه وعشان كدا بتحاولي تدفينيها تحت عنوان إنك عايزة تكوني الأفضل والأحسن و بس!! “بصلها بجدية وكَمل بهدوء” إسمحيلي أقولك إنك مريضة نفسياً و هَلكتي نفسك وإستنذفتيها بشكل بشع لغاية لما نفسك إختفت وبقيتي بتكرهيهها !! لو كُنتِ جربتي ولو لِمرة تِحبي نفسك وتعرفي هي عايزة إي و تحاولي تحبي واقعك وترضي بيه وتحاولي تنسجمي مع كُل لحظة في الحاضر وتتأقلمي معاه بِحلوة و مُره وترضي بيه مِن غير ما تفكري إنه فيه أفضل منه وغيرك أحسن منك مكنتيش وصلتي لِكدا أبدا!! لازم تبدأي تدوري علي نفسك وتحاولي تستكشفيها وتتصالحي معاها وتعرفي هي عايزة إي ولما تلاقيها صدقيني الحياة هتختلف و نظرتك تفكيرك هيختلفوا كليا

“إبتسم وكمل” أنا الدكتور خالد دكتور أمراض نفسية أو دكتور المجانين زي ما بتسموه يعني “سما إبتسمت علي كِلمته وهو كَمل “هكون مبسوط لو سمحتيلي إني أساعدك تدوري علي نفسك وأنا مِش منتظر منك إجابة دلوقت فكري براحتك وأنا عيادتي موجودة في المستشفي هنا وتحت أمرك في أي وقت

قام بهدوء وأتكلم بأبتسامة: و علي فكرة حتي لو مخترتنيش إني أساعدك فلازم تدوري علي حد يساعدك لأنك بجد نفسك تعبانة ومحتاجة علاج والنفس دي زيها زي أي عضو في الجسم ولا تقل أهمية عنه بل ممكن تكون أكثر أهمية مِنه كمان لأنه لو نفسك تعبانه فتأكدي إنه تلقائيا هتلاقي نفسك بتعاني مِن كُل الأمراض الجسدية

” إبتسم و مشي كام خطوة ناحية الباب بس لف وشه ليها و كَمل بإبتسامة ” أنا حقيقي مبسوط وفخور بيكِي جدا إنك إتكلمتي شوية وأقدر أقولك إنه تقدري تخرجي مِن المستشفي في الوقت إللي أنتِ عايزاه

خلص كلامه وخد بعضه وخرج وهي فضلت بصه في آثره و بتعيد كلامه في دماغها لأنه لمسها وحست إنه بيوصف حالتها فهي فعلا مش لاقيه نفسها!!

“النفس هي الوطن الذي نحمله معنا ولا يُغادرنا إلا عندما نُغادره. النفس كائن آخر يسكننا، هي ليست نحن، ولكننا قد نكون هي فعلينا دائما الإعتناء بها ومصادقتها و محاولة فهمها ومحادثتها والتفرغ لها فإذا فرغت لنفسك فسوف تتمكن من إصلاحها، ومن أصلح نفسه، فكأنما أصلح الناس جميعاً وكما قال الشاعر الجليل إيليا أبو ماضي في إحدي قصائدة”كُن جَميلاً ….تري الوجود جميلاً” ”

_أدهم هو إي اللون الأحمر إللي علي قميصك دا!!؟”همست بيها بإستغراب لما جه قعد جمبي ”
_………..

يتببببببببببببببع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *