“هديل”
بصتلي بصة جمدت الدم في عروقي وفضلت تزوم بطريقة عجيبة, مرة واتنين وتلاتة, في النهاية مسكت راسها جامد وفضلت تتنفض كأنها وقعت في نوبة صرع رهيبة, بعدت اختها عنها وخدتها في حضني وانا مرعوب عليها, روحنا المستشفى وعملنا فحوصات بس مفيش أي حاجة خالص..
رجعنا على البيت وانا مقهور, حاسس بخوف كبير أوي, حاسس اني لوحدي, وحاسس بالخطر في كل مكان حوليا, وزاد الشعور اكتر لما دخلت أسيل الحمام بالليل وفجأة سمعت صراخها من جوة..
وكالعادة باب مبيتفتحش, حاولت أكسره بس كان قوي, صلب, ومن ورايا سمعت ضحكات, كانت هديل, ولقتها بصوت خشن اتكلمت وقالت
“سيبها تتعاقب وإلا هعاقبك انت”
ولأول مرة أحس بالرعب من بنتي الصغيرة, بس مكنش ينفع أسيب بنتي في الحمام, حاولت مرة واتنين لحد ما الباب اتكسر, ودخلت لقيت أسيل مرمية في الحمام مغمى عليها, وهديل مش راضية تقف عن الضحك والشماتة, كأنها فرحانة في عدو أزلي..
وروحنا المستشفى تاني, وفحوصات جديدة, ومفيش أي جديد, ورجعنا البيت وانا خلاص, حاسس بانهيار كبير, حاسس اني طفل صغير عايز يترمي في حضن حد كبير, وقتها افتكرت زينب, وبكيت اكتر من بكائي عليها يوم موتها, لأنها لو جمبي كانت هتهون عليا كتير اوي اوي..
فرشت المصلية بعد ما البنات ناموا وفضلت أدعي ربنا كتير أوي, دعيته انه ينجينا اكراما للست أمهم التقية النقية, دعيته بأعمالها الصالحة وانه يكرمها بعد موتها في بناتها, دعيت وانا ببكي بحرقة شديدة اوي..
وفي النهاية نمت, نمت وحسيت بزينب بطبطب عليا, شوفت وشها ابيض ومبتسمة بطريقة جميلة أوي,
“زينب انتي عايشة”
ابتسمت ومردتش
“زينب البنات بتحصلهم حاجات غريبة, تعرفي تساعديني”
وقتها شاورت, شاورت قدامها, بصيت ولمحت واحدة ست شكلها مبهدل, وانتهى الحلم, صحيت وانا هتجنن مش فاهم, بس بعد تفكير طويل افتكرت, دي ست من اللي كانوا موجودين يوم العزاء, صحيت أسيل بسرعة وبدأت اسألها بانفعال عن الستات المبهدلين اللي كانوا بيسلموا عليهم يوم العزاء..
وبعد محايلة طويلة افتكرت وقالت
“دي الست اللي ماما وطانط أية بيروحوا يدولها فلوس”
انا أعرف اية صاحبة مراتي, لازم أروح وافهم القصة, تاني يوم روحت في زيارة مفاجئة لشقة زوج أية, كنت اعرفه لأني شوفته مرتين, اتفاجئ بزيارتي بس رحب بيا جدا, طلبت منه زوجته تقعد معانا في القعدة ضروري, والراجل رغم استغرابه وافق..
وحكتلهم كل حاجة, حكيت وانا مقهور, خايف, قلقان, جوزها بصلها وقالها:
يتبببببببببببببع