فضلت مصدوم كتير أوي, كنت باخد العزاء وشايف في كل العيون نظرات ذهول, وكلهم على لسانهم نفس السؤال..
ماتت ازاي ؟؟
انا نفسي مش عارف ماتت ازاي, بيقال انه هبوط حاد في الدورة الدموية, وانا بقول انها حُسن خاتمة, الست اللي عمرها ما زعلتني تستحق كتير أوي, يارب ارزقها الفردوس الأعلى بطاعتها ليا طول السنين دي, وماتت مراتي, ماتت وسابتني بتحرق بألف الف خيط من النار الملتهبة..
بس الموقف الغريب اللي لاحظته في العزاء ان فيه حوالي أربع ستات شكلهم مبهدل أوي جايين يعزوا, وكأنهم من عاملات النظافة في الشارع, وكنت شايف عيون مقهورة من البكاء, وسمعت واحدة منهم بتقول بصوت ضعيف اوي
“يارب اكرمها زي ما كرمتنا, يارب اكرمها زي ما كرمتنا”
مكنتش فاهم دول مين وازاي يعرفوا مراتي, ولا فاهم ازاي بناتي بيسلموا عليهم بالشغف ده, بناتي اللي لسة مش فاهمين لحد دلوقتي ان امهم ماتت خلاص, وخلص العزاء واتكسر قلبي للأبد, وكنت فاكر ان دي النهاية, بس طلعت البداية لأمور أغرب من الخيال..
بقلم: أحمد محمود شرقاوي
بعد العزاء بيومين صحيت في نص الليل على صوت بكاء بنتي أسيل في اوضتها, قمت من نومي مخضوض وروحت على اوضتها وانا قلقان, فتحت الاوضة لقيت أسيل قاعدة في زاوية الاوضة بتبكي بحرقة واختها هديل نايمة في سابع نومة, حضنت أسيل وسألتها بصوت هادي وقولت:
– بتبكي ليه يا حبيبتي
– الست الوحشة بتضربني وانا نايمة
بصتلها بقلق واستغراب وقولت:
– ست مين يا حبيبتي مفيش غير اختك
– ماهي بتخلي أختي تصحى وتضربني جامد
يتبببببببببببببع