وفضلت محبوسة في اوضتي مبخرجش منها غير قليل أوي, بس واضح إن الأمور كانت هتتكشف قدامي في أسرع وقت, ليلتها كان الجو برد شديد والمطر بينزل في الشارع والدنيا كلها طين, كنت واقفة في الشباك براقب الشارع بشرود وخايفة أنام لأن انهاردة آخر الشهر وخايفة يجي ويطلب مني أروح معاه عند المقبرة, ووسط شرودي ده لمحت أمي خارجة من باب البيت وسط المطر وبتتلفت حوليها بحذر وخوف..
قلبي اتنفض من مكانه واستغربت من خروجها في الليل والبرد ده, لبست هدومي في لحظة ونزلت أجري وراها في الشارع, راقبتها من بعيد لبعيد وهي كانت ماشية وبتسرع في خطواتها, لحد ما لقتها داخلة في قلب المقابر, دخلت وراها وانا جسمي بيترعش من البرد والرعب, وفضلت أمي تمشي وكأنها حافظة المقابر كلها, في الوقت ده خوفت تكون دي خدعة من الكائن ده وبيستدرجني بيها لحد المقابر, بس الغريب إني لقيت أمي وقفت عند نفس المقبرة, ولقتها واقفة وبتتكلم بس مكنتش سامعة هي بتقول ايه..
قربت واحدة واحدة وكانت المطرة خفت شوية وبدأت أسمع أمي بتتكلم وتقول:
“كفاية كدا على البنت وسبها في حالها بقا, ولو عاوز حاجة فخدها مني أنا”
استغربت أوي من كلامها بس شوفت الخوف على وش أمي وفجأة وكأن حد ضربها بقوة ووقعت في قلب الطين, وبعدها قامت وجريت من المكان كله, رجعت البيت وانا هتجنن, مش عارفة ايه علاقة أمي بالمقابر بالقصة دي كلها, لحد ما ظهر من تاني, بس كان غضبان أكتر من أي وقت تاني, كان غضبان غضب غريب..
وهددني انه هيجي الليلة الجاية ياخدني للمقبرة غصب عني وإلا هيقتلني, كلامه رعبني وقعدت طول اليوم اللي بعده بتنفض, مرعوبة, لدرجة إني بالليل خبيت سكينة تحت المخدة وفضلت صاحية طول الليل..
يتبببببببببببببببببع