“سيف انت بتعيط ليه يا حبيبي”
لقيته فضل متكوم على نفسه وبدأ صوته يعلى في البكاء أكتر, قربت منه وحطيت ايدي عليه, في اللحظة دي كشف وشه ليا, كان وشه شاحب, شاحب زي الأموات, وقبل ما أصرخ لقيت صوت من قدام القبر بينادي:
“يا بابا ايه اللي دخلك جوة كدا”
اتنفضت مكاني وبصيت لقيت ابني سيف واقف قدام القبر, بصيت من تاني ورايا ملقتش أي حاجة, مجرد قبر فاضي تماما, خرجت بسرعة وخدت ابني سيف وخرجنا من المقابر كلها, ركبنا العربية عشان نروح لقيته وبدون أسباب قالي:
“يا بابا غلط اللي انت عملته ده”
بصتله بخوف وقولت:
“انا كنت فاكرك انت جوة القبر”
“وحتى لو انا جوة القبر مكنش ينفع تفتح عليا”
مسكت لساني لأنه طفل صغير ومحبتش أكمل كلامي معاه, وفي النهاية رجعنا البيت ودخلت أنام شوية من التعب اللي كنت فيه, كنا تقريبا بعد المغرب, وعلى بالليل لقيت سيف جاي بيصحيني وهو مخضوض وعمال يقول:
“اصحا يا بابا, اصحا بسرعة فيه صوت في المطبخ”
قمت من نومي مخضوض, كانت الأوضة ضلمة أوي, ضلمة بطريقة مُخيفة, حتى سيف ابني قال الكلمتين دول ومعرفش راح فين, قمت من مكاني ومشيت في الضلمة ناحية المطبخ, حاولت أفتح نور الاوضة بس كان مبيفتحش, اتقدمت ناحية المطبخ على حسب حفظي للشقة, المكان ضلمة برضه, حتى لو النور قاطع استحالة شقتي تبقا ضلمة للدرجة دي, فتشت في المطبخ لقيت الولاعة, ولعتها عشان أشوف قدامي,
و
وفوجئت إني في مكان غريب ومقفول, عامل زي الأوضة, أوضة الأرضية بتاعتها رملة, وليها باب صغير, ومسافة ما استوعبت حسيت إن شعري شاب من الفزع, أنا جوة قبر, ومقفول عليا كمان, ناديت على سيف بصوت مرعوب بس مردش عليا, في اللحظة دي بدأت أسمع صوت ضحك, ضحك طفولي, وبالأخص صوت سيف ابني, وسمعته بيقول:
يتببببببببببببببببببع