عشتار وجلجامش

بسرعه أدخلت يدها في الكيس ورمت الخلية بقوة على الأفعى واختبأت خلف صخرةٍ كبيرة حاضنتًا زوجها وهي تبكي بصمت

هاج النحل علئ الأفعى بشراسة محاولًا لدغها ولكن دون فائدة إذ كان جلدها متينًا ولدغات النحل لاتؤثر فيه علاوة علئ ذلك كان الأفعى تتدحرج بسرعة لكن لحسن الحظ أصيبت الأفعى أخيرًا في عينيها وأخذت تضرب نفسها في جدار الكهف

close

المكان يهتز
عشتار تهتز
قلبها يهتز
لكن زوجها دافئ

X

أخيرًا اختبأت الافعى في جحرها

خرجت عشتار بسرعة وفتحت الباب

لم تخف من تنتبه لها الأفعى
لم تهمها لدغات النحل
كل ماكانت تريده هو أن تنجح الخطة ولابد لها من أن تنجح

خرجت أخيرًا بنشوة انتصار وخوف مستقبل
لتجد نفسها امام شاطئ بحري ساكن وبارد مع ان الجو كان صيفًا

اخذت تمشي بقلق وخطواتٍ بطيئة الى ان وصلت للشاطئ.وجدت جسرًا صغير طوله خمسة امتار تقريبا مربوط به ثلاثة قوارب صغيرة
قارب بني وقاربان احمران
ورجل عجوز بثوبٍ مهترئ جالسٌ على الجسر يصطاد السمك

قال العجوز دون أن يلتفت: اشم رائحة امرأة

نظرت عشتار اليه بخوف وقالت: أين نحن ياعم

العجوز ببرود: بل قولي أين أنا، فأنا اعرف مكاني اما انت فلا

احتارت عشتار ماذا تقول ولكنها احست بالإطمئنان قليلًا

العجوز: هل انت ذاهبةٌ لأرض الجن

عاد الخوف لعشتار مرةً أخرى وقالت متوجسةً: كيف عرفت!!!

العجوز: هه لا أحد يأتي هنا.. إلا إذا كان ذاهبًا هناك
حتى تصلي هناك عليك ان تستقلي إحدى هذه القوارب ولكن حذارٍ يجب عليك الاختيار بحكمة

عشتار: ألا تخاف على نفسك من هذا المكان إذ يبدو أنه مهجور وقد يأتي جـnٌ في أي لحظة

العجوز: لايهمني من يأتي طالما أنه سيدفع أجرة القارب

عشتار: لكني لا أحمل مالًا

العجوز: لا أتقاضى بالمال بل بالمقايضة

عشتار: ليس عندي ما أقايضه

العجوز: أشم رائحة عسل ويبدو انه لذيذ

لحسن حظ عشتار ان الكيس لازال بحوزتها نظرت بداخله واذا به قليلٌ من العسل

عشتار: قليلٌ من العسل هو كل ما أملك

العجوز: لابأس به
اعطنيه واختاري لك قاربا بحذر

عشتار: إن كنت سأحتار بين الاحمران سأختار البني

العجوز: فتاة حكيمة جدفي بالقارب الى ان تصلي للضباب وعندها لا حاجة للتجذيف فالضياع سيأخذك الى أرض الجن.العجوز: هه تطلبين الكثير مقابل لعقة عسل
اذهبي قبل ان تذوب حلاوته من فمي

ادركت عشتار انه لافائدة من أضاعت الوقت
وقالت: الى اي جهة علي ان اجدف

العجوز: لاتوجد جهات هنا فقط جدفي

نزلت دمعةٌ من عيني عشتار ولكنها استجمعت قواها ووضعت النسر في القارب وهمت تحاول دفع القارب لعرض البحر ولكن دون جدوى إذ كان ثقيلًا على جسدها الناعم

نزلت دمعةٌ أخرى

قالت: هلا تساعدني أرجوك

العجوز: آه ماذا جاء بك الى هنا

كادت ان تشرح له بحماس إلا أنه قاطعها: لا أريد أن اعرف اصعدي

صعدت عشتار القارب بخضوع ونهض الرجل العجوز ورفع ثوبه مخرجًا رجله
وكانت المفاجأة!!!رجل حـmار!!!

انتفضت عشتار بنسرها لنهاية القارب

ضحك العجوز وضرب قعر القارب برجله فثقبه ثم دفعه لعرض البحر وهو يضحك

كان هذا هو “الشق” وهو فصيلة من الجن
نصف انسان ونصف حيـwان يتعرض للمسافر ان كان وحده

أصيبت عشتار بانهيار شديد وأحست ببرودة شديدة في جسمها

وسرعان ماستوعبت ان الماء بدأ يتسلل داخل القارب ببطء

استجمعت قواها ماسحةً دموع عينيها وامسكت بالمجداف الذي من حسن الحظ كان مقعرًا كالمعول فكانت تارةً تخرج الماء من القارب وتارةً أخرى تقوم بالتجديف

ظلت مايقارب ساعةً كاملة على هذا المنوال لاتكفأ عن العمل كآلة

إلى أن أحاط بها الضباب أخيرًا
وأحست أن القارب غدا يسبح لوحده
استندت بظهر القارب بعد عناءٍ شديد تلتقط أنفاسها وهي ممسكةً المجداف تخرج الماء ببطء وحضنت النسر لصدرها

ثم أخذت تبكي
أين أنا ماذا جنيت على نفسي
جـn
كهف
أفعى
بحر وضباب
مجهول في لامكان
ونسرٌ لا أعلم إن كان زوجي حقًا
حضنته وأحست بدفئه وتذكرت تلك الليالي التي كانت تضع رأس زوجها على صدرها
إنه ذات الدفء
ياحبيبي تمسك بالحياة جيدًا لاتتركني
فأنت املي الوحيد في الحياة
وانا لن اتركك إما أن نحيا جميعا أونموت جميعا

زاد الضباب حتى لم تعد ترى أي شيء
وزادت البرودة
وأحست بالنعاس
فانسل المجداف من يدها شيئًا فشيئًا واحتضنت زوجه متمسكتًا بدفئه جيدًا
ووصل مستوى الماء مايقارب ثلث.ياحين: ماتنوي أن تفعل

جلجامش: اختبئا داخل فرو الذئب لن أغيب طويلًا سأعود قبل أن تصل إليكم الذئاب إما الآن وإلا فلا

اختبأ كل من عشتار وياحين داخل فراء الذئب وانطلق جلجامش بإتجاه البركان بسرعةٍ رهيبة

وصل للفوهة ووجد حجر المغناطيس معلقًا في الهواء تدور حوله ستة سيوف عظيمة

قبض على الحجر محاولًا الطيران به عاليًا لكن الحجر لم يتزحزح إذ كان تجاذبه مع السيوف يعطيه ثقلًا عجيبًا

أمسك جلجامش الحجر بكلتا يديه وبكل ما أوتي من قوة أخذ يسحبه للأعلى

كان الوقت يسير بسرعة ليس بصالح جلجامش لاشك فزوجته وصديقه سيكونان فريسةً للذئاب إن فـsل في قلع الحجر

حاول وحاول
اخذ يسحب ويسحب
عرق جبينه
غلى دـm عروقه
ووجهه أصبح احمرًا ككتلة لهب
إلى أن قلعه وطار عاليًا بسرعة رهيبة

تساقطت السيوف الستة تحت أرجل الجن الحمر الذين كانوا قابعين حول البركان يحرسونه فانتفضوا جميعًا بسرعة نفضة واحدة وامسكوا بسيوفهم وانطلقوا محلقين خلف جلجامش
في حين بدأت الأرض بالاهتزاز معلنتًا ثوران البركان الرهيب

أحس ياحين وعشتار باهتزاز الأرض
فرفع كل منهما طرف الفراء

صرخت عشتار: يا إلهي لقد وصلت الذئاب.عشتار برجفة: ألن تقلني الى هناك فأنا لا أجيد التجديف.وصرخ ياحين: ياللهول جلجامش قادم من بعيد وخلفه الجن الحمر.نظرت عشتار للجهة الأخرى وأصيبت بهلعٍ شديد من عظمة هؤلاء الجن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top