قال وابنتينا مامصيرهما في قلبك؟
قالت اخاف منهما ايضا
قال قد حملتيهما تسعة في بطنك!
قالت وإن
وباتا تلك الليلة متظاهرين إلا ان زوجها لم ينم أصلًا
حتى افاقت وجدت البيت خاويا من زوجها وابنتيها
ووجدت رسالة من زوجها يقول فيها:
اني قد حاولت ان امهد لك مرارا بحقيقتي ولكن لم اجد في قلبك صمودا
هل تذكرين حين كنت صغيرة في بيت ابوك كنت دائما تمشطين شعرك وتتمرجحين عند شجرة التفاح في حديقتكم وكنت انا مشغوفا بالتفاح كثيرا اذ كنت اتسلل من ارضنا عبر هذه الشجرة وتعودت عليك حتى عشقتك وجلست حينا من الدهر اراقبك تكبرين وتزدادين جمالا وازداد بك عشقا الا ان اصبحت فتاة في سن الزواج فاعلمت اهلي بعشقي لك ورغبتي في الزواج منك .
وقوبلت برفض شديد لاسيما ان ابي هو سيد قبيلتنا ومن غير المعهود ان يتزوج الجن بالإنس إذ اننا ننظر لجنسكم نظرة دون. إلا أنني اصررت على طلبي متحديا عاداتنا وتقاليدنا وأبي الذي قرر أن انفى من ارضنا ان لم اعد عن قراري ولكنني تحديت قومي جميعهم ونفيت عن ارض الجن وتزوجت بك ياقلبي
وكانت حياتنا سعيدة الا ان جائني مرسول من قومي يطلبونني فيه إذ انه نشبت حـrب عظيمة ضروس بين قبيلتنا وقبيلة مجاورة وقتل جدي وأبي وأعمامي وأخوتي ولم يبقى غيري لسوء حظي وحظهم أيضا. ولا مفر من الرفض يجب أن أعود للدفاع عن أرض أجدادي
فلم يكن مجال ان ارفض وخفت ان اودعك ابنتينا فترميهما او تقتليهما لو بان شيء من جنسهما الجني بعد ان اكدت لي موقفك مرارا من استحالة العيش معي وابنتي.والحق يقال انني لم استطع مصارحتك بحقيقتي ولكن حاولت التلميح لك كثيرا وفي كل مرة تصديني.فآثرت الهرب بهما
علنا نلتقي ان انتصرنا في الحرب او نلتقي في حياة أخرى
سامحيني
ووصيتي لك بحق عشرتنا وحبنا الطاهر أن لاتخلعي خاتم زواجنا من أصبعك أستحلفك بكل ماهو غال ومقدس في حياتك
زوجك المحب
جـn جنونها لما قرأت رسالته
ووجدت البيت خاويا من ابنتيها
وتساقطت دموع اللوعة فوق خديها
لم تفكر في ابنتيها
ولا في ان زوجها من الجن
اذ تتساوى الاجناس امام الحب العظيم
كل ماكان يشغل بالها هو خوفها ان يصيب عائلتها مكروه حتى وان كانوا من الجن.صحيح ان الانسان لايستطيع تقدير الاشياء حق قدرها الا حين يفقدها. واخذت تنظر لخاتمها بحرارة وتحس بدفئ في اصبعها وقلبها فتعلم أن حبيبها بخير
لا خير في جnس أنت لست هموا لم يعد بعدك لي لا إنس ولا جان قد ضعت بعدك ياحبيبي أنني
في بلدة الانسان مسجون وسجان
ومرت الايام والليالي وهي لا علم لها بمصير عائلتها وهذا ماكان مضنيها اذ كيف تستعلم عنهم

