مرت الأيام ولهفة إبن السلطان تشتد حتى أتاه رفيقه بطبق من السمك والأرز لا يزال البخار يتصاعد منه
وقال له :اذهب وكل مع جاريتك لا شك أنها جائعة
فلما رأته قادما إرتبكت فأول مرة ستجلس مع فتى
طأطأت رأسها وعلت محياها حمرة الخجل وخيل لها أن الغزلان تضحك منها
لكن الأمير إبتسم لها بحب وقال: تعالي لنأكل ولقد أمرت بجزر وخسّ وبرسيم لغزلانك وما هي لحظة حتى جاء العبيد بالقفاف فجاءت لتأكل بعدما نظرت بعيونها الواسعة العسليتان للأمير كأنها تشكره على معروفه
وبسرعة زال الخجل عن وجدان ومدت يديها وبدأت تأكل وتثني على لذة السمك
كان محمد ينظر إليها وقد علت وجهه البهجة وقالت له : إملأ معدتك ولا تقلق فلن أهرب فأكل شيئا يسيرا
ثم أخذت قدحا ملأته بحليب غزالة وقالت :إشرب وهات الباقي لكنه أجابها أنت الأول وفي هذه اللحظة علمت أن الأمير يحبها بصدق وربما ستتغير حياتها ولم يخيب ظنها
ففي الغد جاءها وأخبرها أنه ينوي الزواج منها
قالت له على شرط تجعل هذه الأرض ملكا للغزلان ولا يدخلها أحد سوى أنا وأنت
قال لها : ليكن الأمر كثلك
جاءت وجدان للقصر وأدخلوها للحمام ومشطت الجواري شعرها الطويل ولبست ثوبا من الحرير الأزرق ووضعن الأساور والخواتم في يديها والعطر على وجهها
ثمّ جاءوا بها لقاعة العرش كان السلطان يتناقش مع ولده محمد وقد بان عليه عدم الرضا وقال :كيف تتزوج من فتاة ليست من أبناء الملوك وماذا سيقول الناس عنا؟

