حكاية وجدان بقلم Lehcen Tetouani

…… بقيت وجدان مدة من الزمن مع الغزلان تأكل العشب وتشرب من لبنها وتصطاد الفرائس الصغيرة حتى توحش بدنها ولم تعد تخاف من شيئ

وذات يوم وجدت متاعا لأحد المسافرين هلك صاحبها في الصحراء وكان من بينها مقص وخيط فأخذت الجلد وقطعته ثم جعلته ثوبا وقصت شعرها الطويل وظفرته

close

وتقلدت سيف الرجل وأخذت حجر صوان وأصبحت تشعل النار وتطبخ الجذور والأعشاب واللحم فتحسنت حالها

X

وفي الليالي الباردة كانت تجتمع حولها الغزلان فتتدفأ معها وكانت تحمي القطيع من الذئاب والضباع وتداوي المريضة وتضمد جراح المجروحة

ومنذ أن جاءت وجدان لم يفقد القطيع أحدا من أفراده وزاد عدده لكن البنت كانت تفكر دائما في أبيها وأخيها
وأقسمت أن تنتقم من المؤذن دون رحمة

وفي أحد الأيام وصلت إلى أرض خضراء كثيرة الماء فانبسطت وصارت تستحم وتغني وأخذت أعشابا عطرية دهنت به جسدها ووضعت زهورا حمراء على شفتيها

فصار لونهما قرمزيا ولما نظرت الغزلان لوجدان أعجبت بجمالها وحركت أذنابها الصغيرة بفرح فلقد أصبح لهن ملكة قوية وجميلة

أحد الأيام خرج إبن السلطان للصيد مع رفاقه ورأى من بعيد قطيعا من الغزلان يرعى فركض بفرسه بصحبة رفيقه في القصر الذي كان رجلا ذو عقل وفطنة

إقترب الأمير منهن ولشدة دهشته لم يهرب أحد ورفعن رؤوسهن ونظرن إليه وواصلن الأكل كأن شيئا لم يكن
فضحك الرفيق وقال: لعلهن يعتقدن أنك فراشة أيها الأمير

أو ربما ببغاء فلم يضحك الأمير وصوب قوسه إلى أقربهن إليه وفجأة خرجت له فتاة ليس هناك من هو أجمل منها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top