حاولت تطمني بس كانت فعلا تعبانة، خدتها بدون تفكير ناحية أقرب مستشفى ودخلنا الاستقبال، الدكتور طمني انها مرهقة شوية والصداع اللي عندها نتيجة الارهاق وانها هتعلق محلول ساعتين بس وهتبقا كويسة..
قلبي اتعصر من الألم عليها وانا شايفها مبتسمة رغم اني عارف انها بتتألم من الإبر، وعارف كويس انها بتخاف منها جدا، ولما هديت واستكانت طلعت برة أشرب كوباية قهوة عشان افوق واستنيت، استنيت، استنيت..
“الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله”“الله أكبر الله أكبر ولله الحمد”
وبدأت أسمع صوت تكبيرات العيد، وحزنت أوي انها مش جمبي زي كل سنة عشان نطلع مع بعض نصلي العيد في الساحة، ووسط شرودي مع صوت التكبيرات الجميل ده حسيت بهرج غريب وممرضة بتجري بقلق، بصيت ناحيتها بعدم استيعاب وقربت من اوضة مراتي وانا قلبي بيدق بعنف شديد أوي..
بصيت من الازاز ولقيت الدكتور ومعاه ممرضة بيحاولوا يعملوا اكتر من حاجة معاها، لدرجة انهم استخدموا جهاز الصد@مة الكهربائية، وقفت مشلول براقب الموقف بدون أي وعي، اعصابي كلها منهارة وريقي بقا أنشف من الحجر.
.وبعد ثواني من الرعب الحقيقي، شوفت الاجابة في عيون الدكتور، ويارتني مت قبل ما اشوف النظرة دي واسمع الكلمة دي “البقاء لله”
“الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله”“الله أكبر الله أكبر ولله الحمد”.وسمعت التكبيرات من تاني، وبصيت للسما وسالت دموع ملهاش أول من أخر، دموع معتقدش انها ممكن تخلص في يوم من الأيام، وقعدت على الأرض وحطيت ايدي على دماغي وانا شايفها في خيالي، شايف العفيفة التقية طالعة للجنة في يوم العيد، طالعة تاخد ثواب رضا رب، ورضا زوج، وعبادات ملهاش أول من آخر..
فضلت مصدوم كتير أوي، كنت باخد العزاء وشايف في كل العيون نظرات ذهول، وكلهم على لسانهم نفس السؤال..
ماتت ازاي ؟؟
انا نفسي مش عارف ماتت ازاي، بيقال انه هبوط حاد في الدورة الدموية، وانا بقول انها حُسن خاتمة، الست اللي عمرها ما زعلتني تستحق كتير أوي، يارب ارزقها الفردوس الأعلى بطاعتها ليا طول السنين دي، وماتت مراتي، ماتت وسابتني بتحرق بألف الف خيط من النار الملتهبة..بس الموقف الغريب اللي لاحظته في العزاء ان فيه حوالي أربع ستات شكلهم مبهدل أوي جايين يعزوا، وكأنهم من عاملات النظافة في الشارع، وكنت شايف عيون مقهورة من البكاء، وسمعت واحدة منهم بتقول بصوت ضعيف اوي“
