_ متخافيش يا حمزة، عارفة إن اللي حصل أكيد غصب عنك أكيد مش هتعمل دا عمدًا مش كده.
بصلي بأمل ممزوج بخوف بعض الشيء وقال..
_ أه.
اتكلمت بهدوء وقلت..
_ من أمتي بيحصلك اللي حصل انهاردة ؟
_ من تلت شهور،كان كل فترة يحصل معايا،بس أخر أسبوعين بقى غصب عني مبلحقش نفسي.
طبطبت على كتفه بهدوء وقلت…
_ طب مقولتليش ليه !؟
رد وقال..
_ خوفت منك.
رديت بسرعة وأنا بشاور على نفسي وقلت..
_ خوفت مني، خوفت من ماما.
اتكلم بكسوف وقال..
_ أسف بس حضرتك انهاردة لما شوفتني الصبح كنتي متعصبة أوي، حتى أنا خوفت تضربيني.
بصيتله بلوم ممزوج بحنيه وقلت…أنا أضربك، يعني هضرب راجل في طولي.
نهيت جملتي ولاقيته فضل ساكت ولما سكوته طال. أخدته في حضني واتكلمت قلت..
_ متقلقش يا حمزة ومتخافش مني، لو كنت حاكيتلي من الأول اللي حصل مكنتش اتعصبت عليك وأكيد كنت فهمت السبب.
نهيت كلامي وخرج حمزة، أما أنا غوصت في أفكاري خاصًا جملته اللي قالها فضلت تتردد في ودني واللي هي إن اللي بيحصله دا من تلت شهور.معرفش إزاي غفلت عنه كده كنت بسأل نفسي السؤال دا بتعجب لكن ثواني ورد عليا ضميري وقال من وقت مبدأت شغلي من وقت متأثرت بكلام السوشال ميديا وإني لازم أعمل لنفسي كرير.
المشكلة مكنتش هنا؛ المشكلة إني بدأت أعمل دا على حساب بيتي وولادي بقيت أهتم بالشغل عنهم. معرفش ازاي انشغلت بالحد دا، لوهله قعدت أفكر طب ازاي أنا مقدرتش أواظب بين البيت والشغل في حين إن في ستات كتيرة بتعمل دا وبطريقة كويسة جدًا،
علميًا الست تقدر تعمل أكتر من حاجة في نفس الوقت وتركز في أكتر من حاجة في نفس الوقت.في نهاية المعركة الفكرية اللي كنت فيها تواصلت إن كل الستات اللي نجحت في المواظبة بين حياتها وشغلها بتعمل دا من سنين ويمكن من قبل متتجوز فبتالي عرفت تنظم حياتها مش زيي من يوم وليلة بقت عاوزة أقلد الستات اللي بيشتغلوا وناجحين.
نسيت إن مش شرط نجاح الست في شغلها وأنها تعمل كرير هو الأساس، الأساس إنها تهتم بِــ بيتها وولادها وزوجها، تعرف ازاي تربي جيل على الدين والمباديء في زمان اتعدم فيها الحاجات دي.
خرجت من أفكاري على جرس الباب بيرن،قلت أكيد دا يوسف خلص مشواره وجه.
خرجت أستقبله،لاقيته جايب معاه طبق حلويات،عطهولي وطلب مني أطلع منه ناكل كلنا.
دخلت المطبخ وأخدت شوية حلويات حطيتها في طباق وعملت عصير مانجو.
خرجت وقعدنا ناكل كلنا وأحنا بنسمع المسلسل.
_ حمزة كفاية حلويات.
قلتها بجدية رد عليا يوسف وقال…
_ إيه يا نهى متسيبيه يأكل.
اتكلمت بجدية واضحه في نبرة صوتي وقلت..كل يا حبيبي اللي نفسك فيه.
نهى جملته، أكل حمزة قطعة الكنافة اللي كانت في إيده بشراسة وكأنه كان مستني كلمة أبوه بفارغ الصبر.
مقدرتش اتحمل أكتر من كده وطلبت من يوسف نتكلم لوحدنا.
بمجرد متقفل علينا باب أوضيتنا بدأت أحكيله اللي حصل واللي لاحظته على حمزة وشكوكي.
نهيت كلامي لاقيته ساكت، لما سكوته طال خوفت من رد فعله فتكلمت وقلت..

