….. صح يا وليد… قُلت لباباك على ميعاد فرحنا
رد عليّ بصوت متردد وقالي :
…. لا ماقلتش …. ما أنتِ عارفة أنه مسافر من زمان
حسيت برعشة خوف ف صوته …. نبرة صوته نفسها خوّفتني ….هو ليه خاف بالشكل ده. … معقول يكون كلام والده صح ….. معقول وليد وراه مصايب كبيرة طب أنا أعمل إيه دلوقتي ….ده أنا كتب كتابي بكرة …يعني كمان كام ساعة …… قفلت مع وليد من غير ما أقوله الحقيقة … وللأسف مقدرتش أعرف منه أي معلومات عن والده …هو طول عمره ما بيتكلمش عن أبوه خالص كل كلامه عن أمه بس …. عن حنيتها وطيبتها …. ولما كنت اسأله عن أبوه كان دايما يتهرب من الإجابة بجملة:
ماعشتش معاه كتير … عشان كدا مش فاكره كويس … وكمان مش بعرف أشوفه لأنه مسافر برا مصر
بس ابوه لما جالي قالي أنه عُمره ما سافر برا مصر… حسيت بصداع هيموتني … ماكنتش عارفة احكي مع مين … مالقتش غيره قدامي … بابا … لازم أحكي معاه ويسمعني … أنا بجد محتاجة له أوي …. محتاجة اسند على أي حد حتى لو هيجاملني …. عشان كدا روحت عند بابا وقُلت له :
….. بابا لو سمحت عايزة أتكلم معاك ف موضوع مهم
رد عليّ وقالي:
….. تعالي يا عروسة … خير يا حبيبتي عايزاني ف إيه
بصّيت على مراته اللي قاعدة ف وسطنا وعاملة نفسها مش سامعة … وقُلت له :
…. عايزاك لوحدك يا بابا
وف ثانية الدنيا ولعت حريقة … إزاي أطلب من أبويا دقيقة من وقته … إزاي أقوله عايزاك لوحدك … قامت سعاد من مكانها وهي بتمثل الحزن وقالت:
….. أنا سايبة لكم البيت كله وماشية …. أصل أنا العزول اللي هتنكد عليكم فرحتكم …

