-أنا هتصرف في اللي بيحصل، ومتنزليش القبر تاني. قفلنا القبر، ومشيت، وأنا في الطريق، فهمت منة عايزه إيه ؟، منة عايزه تنتقم من أخوها، لأنه طردها في أخر أيامها وهي في أشد الحاجة للرعاية والفلوس، وأخد ورثها كله، ومرضيش يصرف على علاجها، ومحضرش عزاها، ولا دفنتها، ويوم موتها فضل يضحك في التليفون معايا،
وسافر علشان شغله كأن مافيش حاجة حصلت…. في اليوم التاني، اتصلت بيه، رد عليا بالعافية، وطلبت منه يجليي البيت في حاجة ضرورية، رفض واتحجج وقالي أنا جاي تعبان من السفر ومش قادر، فزعقت معاه، وصممت، وقدام إلحاحي، جالي.
خدته ووقفنا في الشارع، وقولتله:
-ورث أختك لازم تطلعه للخير لأنه مش حقك.
-أنت مجنون صح ؟، جايبني علشان تقولي كده ؟، وتفكرني بالمجنونة اللي ماتت، وما صدقت خلصت منها.
-عمرك ما كنت قاسي بالشكل ده.أنا ماشي، وياريت لو عايزنا نفضل قرايب متجبش سيرة منة الملعونة، ربنا يجحمها.
مكنتش مصدق اللي بيقوله، وسكت، وشوية وقولتله:
-قبل ما تمشي لازم تيجي معايا مشوار.
خدته، وروحنا المق1بر، وهناك حسيبة فتحتلنا البوابة، أديتها دوa لذراعها، وألف جنيه علشان تتهد شوية، وخدت منها مفتاح، ومشينا ووصلنا لقبر “منة”، فتحته وقبل ما ننزل، “علي” قالي:
-أنت عايز إيه ؟، وبنعمل إيه هنا ؟
-تحت هتلاقي باقي ورث أبوك يمكن تحتاجه.
-أنت مجنون صح أنا مش ه…
زقيته في القبر، ونزلت وراه، ونورت بكشاف الموبايل، ولسه هكلمه، لاقيته مديني ظهره وواقف قدام ججث0ة “منة”، ومرعوب، وعمل حمام على نفسه،
و”منة” كانت واقفة بوشها، وبتبصله وبتضحك، فَقَربت منه، لكن لاقيت حاجة ضربتني بقوة في صدري، وخرجتني من القبر، والباب بتاعه اتقفل، وسمعت صرخات “علي”، كانت مفزعة ومخيفة، حاولت أنقذه لكن مقدرتش…. لما النهار طلع فتحت باب القبر ونزلت، ولاقيت منظر مفزع، “علي” كان……
كان متعلق في السقف بحبل مشنقة، وعينيه مفتوحة على أخرها، خوفت أقرب منه، وفضلت مرعوب، ووراه شوفت “منة” واقفة وبتضحك.. أنا مكنش قصدي ده يحصل نهائي، مكنتش متخيل إنها تقدر تقتله أصلًا، إزاي ميت يقتل واحد عايش ؟؟؟..
قفلت القبر، وجريت على البوابة، ولاقيت حسيبة قاعدة على الكرسي، ونايمة على نفسها، أديتها ألف جنيه، وقولتها اللي حصل امبارح ميتحكيش.. رَوَحت البيت، وأنا مش عارف هعمل إيه ؟، لو بلغت هتسجن، لأن أنا اللي وديت “علي” للقبر بنفسي.. سلمت على أمي بسرعة، ودخلت أوضتي، وقعدت على سريري، وفضلت أعيط… ولاقيت تليفوني بيرن، كان رقم “علي”، رديت، ومراته قالت:الحقني يا رامي، “علي” رجع إمبارح بعد ما قابلك، ونام، ولما صحيت الصبح، لاقيته…… رابط حبل في سقف المطبخ، وانتحر.. أنا مش عارفة اتصرف إزاي.

