أخيراً عدت الى المنزل طرقت الباب تمنيت ان يفتح لي سالم الباب لكن فوجئت بإبني خالد الذي لم يتجاوز الرابعه من عمره..حملته بين ذراعي وهو يصيح..بابا يا بابا..انقبض صدري حين دخلت البيت..استعذت بالله من الشيطان الرجيم..
سعدت زوجتي بقدومي لكن هناك شيئا قد تغير فيها تأملتها جيداً ،إنها نظرات الحزن التي ماكانت تفارقها..سألتها مابك؟ لاشيء ..لا شيء..هكذا رددت..فجأه تذكرت من نسيته للحظات، قلت لها:اني سالم؟؟ خفضت رأسها لم تجب، لم اسمع سوى صوت ابني خالد الذي مازال يرن في اذني حتى هذه اللحظه وهو يقول:بابا ثالم لاح الجنه عند الله..
لم تتمالك زوجتي الموقف اجهشت بالبكاء،وخرجت من الغرفه..عرفت بعدها ان سالم اصابته حمى قبل موعد مجيئي بإسبوعين اخذته زوجتي الى المستشفى لازمته يومين بعدها فارقته الحمى حين فارقت روحه جسده..احسست ان ماحدث ابتلاء واختبار من الله سبحانه وتعالى..اجل انه اختبار واي اختبار؟؟
صبرت على مصابي وحمدت الله الذي لايحمد على مكروه سواه..
مازلت احس بيده التي تمسح دموعي.وذراعه تحيطني..
كم حزنت على سالم الأعمى الأعرج لم يكن اعمى..انا من كنت الأعمى حين انسقت وراء رفقة السوء،ولم يكن اعرجاً لانه استطاع ان يسلك طريق الأيمان رغم كل شيء..
سالم الذي امتنعت يوماًَ عن حبه؟!! اكتشفت اني احبه اكثر من اخوته..بكيت كثيراً كثيراً..ومازلت حزيناً كيف لااحزن وقد كانت هدايتي على يديه؟!!

