رواية فتاة قبيحة الحلقة السادسة
و قبل أن تكمل جملتها قلت لها : أزل يا حلوتي ، انا راضٍ بك، جملتي كانت سطحية، لم أكن اعلم من انت، لم أرى جمال قلبك، و شخصيتك، اريدك بصدق، ستكونين جميلةً جدا بالفستان الأبيض، و ستكونين أماً رائعةً لأطفالي ، ارجوك ازل! لا تحرميني قلبكِ الياسميني على ذنبٍ قدي !
فابتسمت قائلة : صحيح أني لن أنسى جرحك ذاك، وصحيح أنه ابكاني كثيراً ، وجعلني انظر إلى مrآتي في اليوم عشرات المrات ، لكـــن ، بالمقابل.. (النفسُ تميل لمن يستثنيها)
لا أنسى استثناءاتك لي، نظراتك، و اهتمامك، حنية قلبك المتعجرف
و صبرك عليٍ شهورا طويلة و محاولاتك
شعرت بالدmمِ يسري في عروقي وقلت : هل هذا يعني انكِ موافقة؟
فأجابت وهي ترفع حاجبها الأيسر : لا من اخبرك، قلت إني لن أنسى فقط
قلت لها : لكـــن يا ازل أنا احbبتكِ والله
كان وجهها محمrاً جداً، تبدو و كأنها حbةُ طماطم وقالت : لكـــن يا علي أنا موافقة !
لـــن أنسى عظمة تلك اللحظة بالنسبة لي
رهبة أن تكون ملكي في آخر المطاف
أن لا تضيع كل تلك الاتعاب..
أن لم أسِر في طريقٍ غير طريقي.. ثم
لك الحمد يا الله..
#ثــــــــــــم
تقدmمت لطلب يدها من الرجل الذي رباها، قلت له (أني أريد جميلتك الاميرة ازل لتكمل جميلتي كـــملكة)
أعلننا خطبتنا الرسمية وسط انبهار الجميع، ضحكنا معا على غروري في ذلك الموقف الذي وصفتها فيه بالقبيحة، صراحةً أصبحت ممتناً له، فهو من جعلني ألتفت على جمال مكنون فيها
احتفلنا بالخطبة احتفالاً بسيطاً بالتفاصيل مليئاً بالحb.. كانت المrة الأولى التي أراها بهذا القدر من الجمال ارتدت فيه ازل فستانا خمrيا، وضعت كحلاً و أحمr شفاه فقط و إكليل وردٍ و عطر
لطالما احbبت بساطتها، بل ان اكثر ما لفت انتباهي إليها أنها – لم تحاول لفت انتباهي-
ضحكت مع ازل من قلبي.. شعرت أني ولدتُ معها بقلبٍ آخر، عملنا معاً في المستشفى، تحدثت لها عن تلك العجوz التي عالجناها معاً،
خططنا لحفل الزفاف المrتقب بعد شهور قصيرة .. أسمينا أطفالنا الذين لم يولدوا بعد، قررت أن أسمي ابنتي ازل أريدها كـــوالدتها اسماً و مسمى !
فلهذا الإسم معنى ( الدوام الذي لا بدءَ له ) و كذلك كان حbـــي..
عشت أجمل أيام عمrي معها، حلمت بها كـــعروستي، و شكرتُ الله على عطيته السماوية ذي…
و ما لبثنا مع بعضنا شهراً….
حتى شعرتُ بتغيرها معي، لم تعد سعيدة بحضوري كما كانت… لم تعد ذاتها تلك الجورية المتفتحة منذ الازل
لم تعد تعمل كثيرا، و حين تأتي للمستشفى.. تتجاهلني !
حاولت فهم الأمr منها، سألت أهلها.. سألت صديقاتها.. و لكـــن، عبثاً أحاول
وقبل أن تخرج من المسشفى ذات يوم أتيت إليها وقلت :
ازل 7بيبتي مابكِ؟ هل بدر مني ما يجعلك هكذا؟
هل اخطئت بحقك؟
فقالت : لا يا علي لا تفكر بهذه الطريقة
لكنني متعبة قليلاً
فأمسكتها وضممتها إلى صdري و ما ان فعلت حتى اجهشت بالبكاء و قالت : أريد أن ننــــــفصل !
مسحتُ المطر الغزير الذي جادت به عينيها… هدأتها وضممتها إليّ لم اجادلها بشيء ، حاولت أن استوعبها فقط !
ضلت تبكي كثيرا كـــمن تبكي عن العمr كله.. و حين هدأت تحدثنا..
قالت لي آخر ما كنت أريد سماعه في عمrي .. قالت انها مؤخراً اكتشفت إصابتها بسرطانٍ شرس، قد التهم اجزاء جسدها.. لم أستطع أن أقول شيئاً، فبعض الحزن لا يعبرُ عنه بغير دmمع، فلم أفعل سوى أن اشاركها البكـــاء
حضnتها و بكيتُ كثيرا.. كدmموع طفل.. كدmموع فاقد ابن، ككـــل الوجع في هذا العالم
حتـــــى تغيرت الموازين.. و جلست ازل تواسيني
بدلا من العكس !!
و بالفـــعل ما مrّ شهر…. إلا و ودعت فيه ازل إلى مثواها الأخير.. دفنت حلمي بها معها، دفنت فستان الزفاف الذي لم ترتديه لي بعد و دفنت ابنتي التي لم يكتب لها القدر أن تولد…
لا اذكر اني بكيت بحياتي على شيءٍ كما بكيت بعدها
رحلت ازل رحيلا مبكراً جدا.. و كأنها أقسمت أن لا تكون لي حتى و إن كانت، وكأنها أصرت أن تضل حسرتي.
#انتهى ?