– مفيش كنا بنختار شوكولاتة لكِ
عقدت ذراعيها بزهق :
– اتأخرتوا عليّ
بينما هو اختار أخيراً نوع الشوكولاتة لها وهو يناوله لدانا واغلق اخيرا الثلاجة
همس لها بعبث :
– اصل كنت بختار لك حاجة حلوة
اخذت الشوكولاتة إلى حضنها هامسة بامتنان :
– Thank you ديم
__________________
اتصل سامح بأخته سميحة:
– سميحة أنتِ فاضية! مخنوق شوية وعايز اتكلم معاكِ
اعتدلت سميحة وهي ترمق الهاتف باستغراب وتسأله بجدية:
– ايه يا سامح مالك؟
همس بضيق:
– امبارح كنت بقلب على الانستجرام، شوفت صور لـ كاميليا مع جوزها من فرحهم
ردت ببرود :
– آه وبعدين
احتد سامح فجأة بدون مبرر:
– مش عارف حسيت بخنقة كده واتضايقت
سألته بنبرة ساخرة:
– ايه لسه بتحبها ولا ايه ؟
قاطعها سامح باستنكار:
– لأ طبعاً .. لسه بحبها إزاي بس .. مانتي عارفة اني اتجوزت على طول مكملتش السنة بعد ما اتطلقنا وكنت متجوز
– مانا مستغربة اومال اتضايقت ليه
زفر بضيق:
– مش عارف.. بس برضو كنت معجب بيها وحبيتها وفترة خطوبة و جواز .. يعني كانت مراتي وكده.. تخيلي بقى لما اشوف واحد تاني متصور معاها وحاطط ايده على كتفها وقريب منها !
ليردف بصوت مخنوق النبرات:
-ازاي يعني ! وهي … انا كنت فاكرها مش هتتجوز بعدي.. كنت فاكر هتعيش لبنتها وبس
كنت فاكر عشان هي ظلمتني.. ربنا مش هيعوضها
لكن هي كملت وعاشت حياتها وخلفت بنت جميلة واشتغلت واتجوزت جوازة احسن من صحابها وقرايبها
أضاف سامح بحقد :
– وانا !
انا اتجوزت بعد طلاقنا بسنة وقعدت 3 سنين ومفيش معايا حتة عيل وعملت حادثة واتسببت بعقمي..وحتى بنتي الوحيدة حرمتني منها.. متخيلة إني مش عارف ابوس بنتي حتى ولا اقعد معاها ! وفوق كل ده بحاول اتصرف في
فلوس عشان القضايا اللي رافعاها عليا
ازاي هي خدت كل حاجة حلوة وانا لأ
بغل شديد ردت سميحة:
– بس برضو متنساش انها اكيد تعبت واتمرمطت بطفلة لوحدها 4 سنين وتصرف عليها .. يعني اتبهدلت اهو
أومأ سامح:
– عندك حق…طب انا هقفل دلوقتي عشان هتصل على ميادة عشان احاول اصالحها ترجع البيت
اغلق الهاتف مع اخته .. لتهتف سميحة بغيظ:
-يوووه … نفسي اعرف ايه عاجبه في ست زفتة دي عايز يرجعها تاني البيت
اقترب منها زوجها عندما سمع صوتها العال ليسألها بفضول :
– مالك يا سميحة في ايه !
صرخت بضيق :
– الزفتة إللي اسمها ميادة دي مرات اخويا… عايز يصالحها عشان ترجع البيت مانا قولتلك زعلانين من بعض… يعني عاجبه فيها ايه..ايه عايز يرجع تاني لجدول الساعة 8 اللي ممشية أخويا على ميعاد ميكلمناش بعده
قهقه عبدالله ضاحكاً:
– والله اخوكي ده مكنش ينفع معاه غير واحدة زي ميادة
ردت مدافعة:
– ليه ان شاء الله ده سامح طيب
لتردف بحيرة:
-وبعدين اللي مستغرباه بقى ازاي هي مسيطرة على اخويا أوي كده !
هي ساحراله ولا إيه البت الصايعة دي
أجابها مصححاً:
– لا وأنتِ الصادقة.. اخوكِ هو اللي معندوش شخصية أصلا… ف لما تيجي واحدة زي ميادة كده تسيطر عليه … عارفة تمشيه زي الساعة معاها
– هموت اعرف ازاي بتعمل كده !!
رد عبدالله بغموض:
– عشان مرات اخوكي دي ناصحة شوية … عارفة ازاي تسيطر على الراجل وتخليه يسمع كلامها
فاهمة تجيب اخوكي في صفها ازاي من اول شهر بينهم
بأمارة انها مسمحتش له أنه يخليها تخدم أمك
– أيوة بتعمل كده ازاي برضو
– قولتلك دي نصاحة و شطارة منها.. او ممكن نقول حركة صايعة منها.. في رجالة زي اخوكي كده هو في الأصل
معندوش شخصية لحد ما بتيجي الست اللي بتوقفه عند حده وتسيطر هي عليه زي ما أمه كانت مسيطرة عليه…من الاخر جت اللي شبه أمه بالظبط…وهو عاجبه كده
زفرت حانقة بمرارة:
– وانا اللي كنت فاكرة عشان أمي اختارتهاله بنفسها هتبقى من ايديها دي لايديها دي .. كانت قريبة واحدة صاحبة ماما
– لأ طبعا كان تمثيل لحد ما تتمكن من اخوكي وتبعده عنكم وغير كده هي ساكتة عشان موضوع عدم الخلفة وهو ساكت عشان بيديها مقابل لكده انه بيساعد أهلها عشان ظروفهم صعبة
اومأت بحقد :
– على رأيك… بت مستفزة و صفرا كده… مبحبهاش ..والغريب أنه واضح أوي انها بتستغله ومش بتحبه
– ذكاء البنت وقوتها بيخليها قادرة تتعايش مع راجل مش بتحبه بس تسايسه وتاخد افضل ما عنده من غير ما
تلغي شخصيتها
سمعا صوت جرس الباب يدق فنهض من مقعده قائلا:
– الجرس بيرن أما اشوف مين
– يمكن العيال هما تحت عند حماتي
فتح عبدالله الباب ليجد أمامه ثلاث رجال.. يعرف شخص منهم.. فهتف أحدهم :
– عبدالله
___________
دلف خلفها إلى غرفة تبديل الملابس ووقف بجانب الرف مستنداً عليه وملامح المكر و الغضب تلوح على وجهه هامسا :
-انا تعبت .. شوفيلي حل مش كده
ضحكت كاميليا :
– نمشيها بقى
نديم بصوت كسول وهو يمعن النظر في كاميليا التي تواجهه بنظرات شماتة واستمتاع:
-ماشي نيميها أي حاجة
اجابته كاميليا بسخرية:
– لأ دي طفلة مستيقظة مبتنامش
رد بغيظ :
– مش كفاية مطولتش حاجة في الخطوبة يا مفترية
ليردف بعدها بقهر :
– ولا طولت في الجواز حتى !
رفعت حاجبها هامسة بحدة :
– يا سلام … والبوسة اللي كانت في الشاليه !
ابتعد نديم عن الباب واقترب بضع خطوات وهو يتفرس في ملامحها الجميلة هامساً بزهق:
– مكنتش أم بوسة اللي خدتها
حذرته كاميليا قبل أن يفعل شيء أن دانا بالخارج تجلس على السرير
فزفر بضيق قائلا:
– هعدي على اختي اخد الواد اسر … يقعد مع دانا بقى
وقفت كاميليا أمام رف الملابس وهي تسأله :
-طيب ألبس ايه؟
تلعثم نديم وهو ينظر إليها بملامح راغبة شغوفة:
– أي بيجاما حلوة كده..
سألته بمكر :
– محترمة يعني؟
هز رأسه بنفي :
– لأ مش محترمة أوي يعني..نعدي اليومين دول بس.. لحد ما دانا تفك عننا الحصار
هزت كتفيها بدلال :
-قول لنفسك.. مش راحمني انت
ابتسم قائلا بتلاعب :
- أنتِ اللي بتحبي كده متنكريش
ضحكت كاميليا قائلة بصدق :
– بصراحة آه
اقترب منها غامزاً بعبث :
– شوفتي !
شهقت كاميليا بحذر :
– دانا بره والباب مفتوح ها
زفر بضيق:
– طيب هروح اجيب اسر بقى
______________
– ازيك يا عبدالله
رحب عبدالله بالرجل الكبير بالسن :
-اهلا يا عم سعيد..
نظر سعيد إلى الشاب الصغير بالسن قائلا بتردد:
– طبعا انت مستغرب احنا جايين مع بعض .. بس هو يعني
هتف الشاب فجأة بحدة :
– مراتك بتكلم علاء جارنا ومدخلة دنيا اختي في الحوار
صرخ بعروق نافرة:
– نعم؟؟ مراتي انا.. انت اتجننت ولا ايه
– وطو صوتكم يا جماعة عشان بس محدش يسمع … تسمح ندخل يا استاذ عبدالله
أخذ عبدالله نفس عميق كي يتحكم في أعصابه ولا يتهور :
– انت مش سامع بيقول ايه يا سعيد .. اتجنن ده ولا ايه
سعيد بأدب:
– طيب ندخل بس ونتكلم جوه بعقل احسن
سمح لهم بالدخول :
– اتفضلوا.. خير وياريت تقول الموضوع من غير الغاز
همس الشاب بنبرة ساخطة :
– دنيا اختي تبقى صاحبة مراتك.. معرفش ازاي صحاب وهي ضعف عمرها.. بس ما علينا … مراتك بقى مكلمة
البيه علاء من تليفونها وعايزة تخلي اختي تكلمه كمان!
زفر عبدالله بعصبية:
– انت بتقول ايه يا عم انت.. مراتي تكلم علاء ده ازاي !
ما يمكن اختك هي اللي بتكلمه
مط شفتيه :
– اسأل مراتك … ده اللي اتقالي
تركهم عبدالله ودلف إلى غرفة زوجته ليمسكها من ذراعها بعنف يسألها بصرامة:
– سميحة… انتي مكلمة اللي اسمه علاء ده ؟؟؟؟ دنيا بتقول انك انتي اللي بتكلميه من تليفونها
نفت بقوة وهي تبلع ريقها بخوف :
– نعم ؟؟؟ علاء مين ده اللي أكلمه.. هو سايب اخته تكلم راجل وتلبسها فيا انا..
رمقها بنظرات غامضة :
– طب اطلعي قولي كده…
نهضت وخرجت معه لتهتف بهجوم:
– انت بتقول ايه يا عم انت … اختك هي اللي بتكلمه .. هي هتلبسني مصايبها ولا ايه !
رفع حاجبه بدهشة:
– وهي هتكدب يعني !!
أختي اعترفت انك انتي اللي بتكلميه
شهقت بغضب :
– لا بقولك ايه … شغل قلب الترابيزة ده مش عليا .. انا ست متجوزة اااه وبحب جوزي
رد الشاب بوعيد :
– ما هي لو طلع فعلا كلامها صح.. هقتلها ومش هخليها تروح المدرسة تاني وتبقى توريني بقى تطلع من البيت ازاي
زفر سعيد بضيق :
– أهدى يابني بقى… وانتي يا ست سميحة اهدي كده ده ممكن يرتكب جناية
مش للدرجة دي يابني اهدى
صاح الشاب بغضب :
– انت مش شايف بتقول ايه يا عم سعيد… بتقول اختي اللي بتكلمه !!
وانت عارف كويس اوي علاء ده يبقى مين… علاء ده واد صايع ومفيش واحدة إلا وكلمها ومقضيها … ده مش بيتكفي
بكلام بس !
انا هروح اقتلها
ليجيبه الرجل بنبرة غامضة :
– تعرف تهدى كده وتسكت … مش يمكن اصلا كلام اختك صح والست سميحة هي اللي بتكلمه
صرخت به سميحة :
– انت بتقول ايه يا عم سعيد … انت جرا لعقلك ايه انت كمان … مين دي اللي تكلمه
التفت لها زوجها قائلا بتوجس:
– مش يمكن كلامه صح فعلا !!!!
رددت سميحة بذهول :
– عبدالله!!
ليهتف بوعيد خطير :
– تبقي طالق مني يا سميحة لو طلع انك فعلا كلمتي الواد ده فعلا
شهقت سميحة برعب :
– أنت بتقول ايه يا عبدالله
أمسكها من فكيها بعنف :
– اللي سمعتيه
قسما بالله تبقي طالق مني وما تباتي في البيت ده لحظة واحدة لو كان كلامهم صح !
وعرفت أن رقمك كلمه ولو مرة واحدة !
بينما صاح الشاب باندفاع:
– وانا لو عرفت أن اختي فعلا اللي مكالمه لاقتلها واموتها من الضرب
قاطعهم سعيد بنبرة حاسمة:
– أهدى انت وهو ولا انت تقتل وتضرب ولا انت تتطلق .. انتوا اللي يفصل بينكم الواد علاء… احنا نبعت نجيب علاء
ونتأكد منه … اختك اللي كلمته ولا مراته
تركها عبدالله وهو يرمقها بغموض … فـ أطرقت رأسها بتنهيدة متوترة:
– وماله هاتوه وأسألوه
– وانا هتصل ب علاء يجي
______________
كانت تتحدث مع شقيقتها بالهاتف .. فقالت فاتن بعتاب :
– يا بنتي انتي عروسة مينفعش بنتك تفضل قاعدة معاكم كده .. اسمعي مني بس لازم حد ياخدها منكم و تقضوا
كام يوم لوحدكم
ردت كاميليا بتبرير :
– والله نديم هو اللي رافض تمشي .. بيقولي مقدرش اشوفها بتعيط و زعلانة وهي مجرد ما حد يجيبلها سيرة انها تخرج بره البيت بتعيط و تزن
قالت فاتن بتوجس:
– هو مش غريب خوف دانا .. دي كانت موافقة انك تتجوزي و تسيبيها كام يوم
– مش عارفة ايه حصلها مكنتش خايفة كده
– طب ايه رأيك تقعدي معاها وتتكلمي كده يمكن في حاجة وهي خايفة
اومأت كاميليا بشك :
– هشوف كده
_______________
دخل إلى المطبخ وملامح المكر والاستمتاع تلوح على وجهه.. فهي تركته وذهبت إلى المطبخ لكي تحضر شيئاً للطفلين اسر ودانا !
كان يمعن النظر في كاميليا التي تعطيه ظهرها وهي تحضر لهم شيئا سريعا
كانت غافلة تماماً عن وجوده خلفها… فكان يرمقها بإعجاب
فقد كانت ترتدي بنطال ضيق … يعتليه.. سترة خفيفة قصيرة واسفله تيشرت ضيق بدون اكمام ، تاركة شعرها منسدلا بفوضى جذابة على ظهرها .. كان يمعن في كل انش من هيئتها المثيرة
وأثناء انشغالها حتى شعرت بيدين خشنتين مألوفتين يطوقان خصرها ويسحبانها نحوه.. فـ شهقت كاميليا بخضة … ليشير بأصبعه أمام فمها بتحذير :
– العيال هيفتكروا إني بتحرش بيكي كده
بلعت كاميليا ريقها بتحشرج قائلة:
– خضتني بجد
أنفاسه الساخنة تحاصرها..تهدد امان قلبها التي تتسارع خفقاته من قربه المهلك.. وجسده يحتك بجسدها الناعم..
لتضيف وهي تلتفت أمامه قائلة بتحذير:
– اسر ودانا قاعدين في الليفنج
همس بنبرة خشنة وهو يقترب منها :
– لا ما انا خلعت منهم وجيتلك وبعدين هما دلوقتي بيتفرجوا على ربانزل ومندمجين
ليردف بقهر :
– بقالنا 9 ايام متجوزين ومش طايل حاجة
ردت باعتراض:
– بوستني على فكرة كام مرة
رفع حاجبه باستنكار:
-و ياريت حتى البوسة بتكمل !
ليردف وهو يقترب منها أكثر هامساً أمام شفاهها بمكر :
– احنا نخليها تكمل دلوقتي
شهقت بنعومة..وما أن فغرت شفتيها قليلا حتى اجتاح فمها بفمه بدعوة قُبلة مثيرة.. قُبلة عميقة.. وكأنه يلتهم شفتها السفلى ثم ينتقل للعليا
وهي تتشبث بأكتافه بشغف لقبلاته النهمة والتي ازدادت وهي تصدر انيناً خافت … ليلفها بين ذراعيه
ثم وفي لمح البصر كانت كاميليا تجد نفسها قد رفعها من خصرها بحركة متعجلة …. ثم أجلسها على الطاولة
الرخامية للمطبخ …
ابتعد قليلا فشهقت للهواء وهو يهمس أمام شفاهها المكتنزة بعبث :
– هو احنا هنعدي مرحلة البوس دي امتى؟
تنهدت بخجل … ليزيح سترتها .. فحاولت أن توقفه بارتباك ولكنه لم يعطيها فرصة .. واصل ازاحة السترة حتى
نزعها تماما فوجدها ترتدي تيشرت بدون اكمام أسفله..ضيق وبالكاد يغطي بطنها..
لينحدر بفمه على طول رقبتها كي يقبل بشرة كتفها عدة قبلات مثيرة.. ويداه تسللت من أسفل ملابسها بجرأة..
وقبل أن يستكمل ما يفعله …
حتى سمع صوت بكاء خلفهم من بعيد.. فدفعته كاميليا بعيدا عنها قبل أن يقتربا منها الطفلين
لتسألهم بتوتر عن ما حدث .. فرد اسر بضيق :
– دانا بتقول أن ربانزل مش هتقص شعرها في اخر الفيلم.. وانا بقولها هتقصه وفضلت تعيط
صرخت به دانا بنبرة متحشرجة :
– لأ لأ مش هتقصه يا آسر… متقولش هتقصه
همست كاميليا ل آسر بهدوء :
– خلاص يا اسر متقولش هتقصه دي عشان هي بتزعل … اصل دانا مبتحبش المشهد ده ولما تيجي عند المشهد
ده بتقفل الفيلم ومقتنعة انها مش هتقص شعرها
التفت لهم نديم بعد أن حاول تهدئة أنفاسه قليلا.. ليشتم اسر من بين انفاسه بغيظ فهو من تسبب بقدوم دانا
إليهم :
– مش قالتلك مش هتقصه بتقاوح معاها ليه يابني !
صاح اسر بغيظ :
– يا خالو هي مش عارفة
همست كاميليا لآسر :
– لا يا اسر اسكت … دانا مبتحبش المشاهد الحزينة
رد الطفل باعتراض:
– بس هي ما…
أمسكه نديم من شعره قائلا بتهديد :
– عارفين انها اتنيلت … وحياة ابوك يا اسر لو قولتلها انها هتقص شعرها لاجيبك انا من شعرك اقصهولك
شهق اسر بخوف على شعره الطويل قليلا :
– لأ … خلاص مش هقولها تاني
تركه نديم لينزل إلى مستوى دانا قائلا بأسف :
– معلش يا دانا روحي اتفرجي على الفيلم ولو اسر ضايقك انتي انا اللي همشيه
هتفت بتوجس :
– يعني يعني ربانزل مش هتقص شعرها يا ديم ؟
مسح دموعها قائلا بهدوء :
– لأ خالص … بيضحك عليكي الواد اسر… يلا روحي كملي الفيلم بقى
ابتسمت دانا بسعادة قائلة:
– لا انت هتيجي معانا
هب نديم واقفاً يهتف بدون تصديق:
– انا ؟
همست الطفلة بشقاوة:
– أيوة وهنتفرج على لولو في ورطة
تهدلت ذراعاه بإحباط:
– والله ما حد واقع في ورطة غير نديم
لتنظر دانا إلى امها فتتفحصها بفضول شاهقة باستغراب :
– ايه ده انتي قلعتي الچاكيت ليه؟
احمر وجهها بشدة من الحرج.. فأجاب نديم بدلا عنها :
– مفيش اصل الجو كان حر شوية في المطبخ
تناولت سترتها قائلة بحزم طفولي مضحك:
– البسي الچاكيت يا مامي.. انتي مش قولتيلي مينفعش نقلع هدومنا قدام حد !
اومأت كاميليا بأدب.. بينما هو قطب جبينه بضيق قائلا :
– اه بس انا مش حد .. انا جوزها
ردت الطفلة بقوة :
– عيب
ارتدت كاميليا سترتها بينما هو سحق أسنانه بحدة هامسا لزوجته:
– انتي لازم تغيريلها وجهة النظر دي
ضحكت كاميليا وهي تنزل من على الطاولة قائلة لطفلتها بهدوء:
– تعالي يا دانا عايزاكي
_______
دلف شاب الى شقة عبدالله في أواخر العشرينات من عمره وسيم بملامح جذابة..
ليقترب منه عبدالله وشقيق الفتاة وهما يمسكانه بعنف من سترته بقبضتيهم ليصرخا به :
– انت يا بن الكلب انت بتكلم مين فيهم !
دفعهم علاء وهو ينظر إلى الرجل الكبير بالسن قائلا بتهديد :
– لا بقولكم ايه انا جاي بس عشان عم سعيد لكن قلة ادب وغلط من اولها امشي !
– انت بجح يلا
هتف سعيد بصوت عال:
– بس يابني انت وهو … سيبوه يقول بيكلم مين فيهم ونخلص
صمت علاء وهو يرمق الرجال بغموض ليهتف عبدالله فجأة :
– ما تنطق يابني ادم
نظر علاء تجاه سميحة التي تنظر له بنظرات متوترة مرعوبة .. ليهتف بهدوء:
– انا بصراحة…
…….
*************
°تقتكره علاء هيشهد على مين فيهم سميحة ولا دنيا؟؟
°تقتكره لما كاميليا تتكلم مع بنتها هتعترفلها باللي هند قالته؟؟
°كرهتوا دانا ولا لا؟
°تفتكروا سميحة غلطانة انها سمحت أن دنيا تكلم الولد من تليفونها؟
°ايه رأيكم في شخصية نديم؟
وايه رأيكم في شخصية كاميليا
نديم صعب عليكم ولا ايه ؟
– انا بصراحة عمري ما كلمت مدام سميحة ولا اعرف رقمها أساساً
– انت متأكد من الكلام ده ؟
توهجت عينا علاء بغيظ:
– في ايه يا جماعة عيب لما تروحوا للراجل وتتهموا مراته بالباطل.. مراته ست محترمة ولا عمري كلمتها اصلا
تنهدت سميحة بهدوء وهي ترمق الرجل بنظرات امتنان
بينما عبدالله زفر براحة
ليهتف الشاب قائلا بتوجس :
– قصدك ايه … قصدك أن اختي بقى هي اللي بتكلمك ؟؟
رد علاء مدافعاً:
– مجرد كلام عادي … واحدة جارتني وبتسألني على خطيبتي عادي كانت عايزة تشوف صور خطيبتي بس مش اكتر .. وانا اصلا واحد خاطب هبص لواحدة عيلة في المدرسة ازاي !
ردت سميحة بغل بصوت كالهسيس من بين اسنانها المصطتكة:
– بقولك ايه يا علاء متحورش.. اخته كانت بتكلمك فعلا ومش بس كده دي كانت بتقابله كمان
أمسكه الشاب بقبضتا يديه تضيقان عليه بخناق صارخاً به بوعيد :
– انت بتقابل اختي يا *** انت مش هسيبك
حاول سعيد وعبدالله فض الشباك بينهم :
– في ايه يا عم انا مش جاي اتخانق مع حد
رفعت سميحة حاجبيها باستهزاء:
– بدل ما تمسك فيه روح شوف اختك
تخاذلت يد الشاب وهو يقول بنبرة خطيرة :
– انا هروح اكسر عضمها البت دي
لترد سميحة بنبرة شيطانية :
– ياريت ياخويا بدل ما تيجي تتهم الناس في بيوتها بالباطل تروح تتشطر على اختك وتربيها بدل ما ترمي بلاويها
عليا
قاطعها علاء بغيظ:
– انتي بتقولي ايه يا ست انتي … الكلام ده محصلش يا جماعة مش للدرجة دي
زفر عبدالله بضيق :
– لا بقولكم ايه انتوا هتتخانقوا عندنا وتعملوا فضايح !
ليتركهم الشاب وهو يركض نحو الباب بسرعة قائلا بغضب :
– و ربنا ما انا سايبها
نظر سعيد إلى سميحة قائلا بعتاب :
– ليه يا مدام سميحة تقولي كده اخوها ده متهور مش معنى أن الراجل دافع عنك انك تهدمي حياة بنت
ردت ببرود :
– نعم ؟ اهدم حياة بنت .. وانا بيتي اللي كان هيتخرب بسببها ده ايه !
افرض جوزي كان صدق الكلام وعمل فيا حاجة… لا بقى تستاهل
زفر علاء بضيق :
– ماشي بس مكنش له لزوم انك تتبلي عليها وهي عمرها ما قابلتني اصلا .. ده كان مجرد كلام بينا وخلاص…
ابتسمت سميحة بخبث :
– تستاهل
رمقها بغيظ :
– يعني دي غلطتي اني جيت شهدت في حقك بالحق
صاحت سميحة بنبرة ساخرة:
– نعم ؟؟؟ شهدت بايه ؟ لا ياخويا متشكرين انت معملتش حاجة واللي قولته ده اللي حصل أن انا لا عمري كلمتك ولا رقمي جه عندك اصلا
لتضيف بطريقة غير مهذبة:
– ويلا اتفضلوا مع السلامة
رمقها عبدالله بحدة :
– سميحة عيب كده
وقبل أن تتحدث سميحة مرة أخرى .. هتف الرجل الكبير قائلا بضيق:
– انا هروح ألحق البنت إللي اخوها ممكن يعمل فيها حاجة دي
همس علاء بتوسل :
– ياريت يا عم سعيد
_________
جلست كاميليا مع طفلتها وحدهم .. لتتحدث معها بهدوء قائلة:
– بصي يا حبيبتي انا عايزة اتكلم معاكي شوية..
همست الطفلة برقة:
– اتفضلي يا كوكي
قبلتها كاميليا من وجنتها الممتلئة:
– يوغتي على الأدب
لتضيف بعدها بعتاب :
– انا عايزة افهم .. مش احنا كنا متفقين أن انتي تقعدي مع آنا صفاء
عضت على شتفيها الصغيرة بتردد:
– أيوة يا مامي
سألتها كاميليا بتوجس:
– ايه بقى اللي غير رأيك وبقيتي خايفة كده؟
اجابتها بخوف :
– اصل انتي ممكن تسيبيني
ضمتها كاميليا إلى صدرها بحنان :
– انا مقدرش اسيبك.. انا اسيب الدنيا كلها ولا اسيبك انتي
همست بتردد:
– اصل ..
ابتعدت قليلا عنها وهي تنظر إلى عيناها قائلة باستغراب :
– في ايه يا دانا مش احنا اتفقنا تحكيلي كل حاجة
همست الطفلة بصدق :
– طنط صاحبتك دي قالتلي انك هتسيبيني و ديم هياخدك
– مين طنط دي ؟؟
دانا بتذكر:
– اللي هي كانت لابسة Dress قصير كده.. انا نسيت اسمها
– طيب شكلها ايه
مطت شفتيها :
– مش فاكرة بس هي قالتلي ان انتي هتسيبيني
كاميليا باقتراح :
– طيب هوريلك صور الفرح وتقوليلي مين فيهم
اومأت الطفلة :
– Okay
نهضت كاميليا وطلبت من نديم صور الفرح من على الجهاز اللوحي الخاص به.. ليستعرض أمام طفلتها صور الفرح وفي أثناء التقليب ظهرت صورة لهند فـ أشارت عليها الطفلة بتأكيد:
– أيوة هي دي يا مامي اللي قالتلي انك هتسيبيني
شهقت كاميليا بغيظ :
– هند !
بينما هتف نديم بوعيد :
– يا بنت الكلب يا هند… بقى وصلت بيها تخوف طفلة… انا هوريها
______
أُقاتِلُ أَشواقي بِصَبري تَجَلُّداً
وَقَلبِيَ في قَيدِ الغَرامِ مُقَيَّدُإ
— عنترة بن شداد
صباح اليوم التالي
كانت تمشط شعرها أمام المرآة وارتدت قميص نوم باللون الأحمر وفوقه روب منسدل إحدى اكمامه من على كتفها…بينما تضع لمسات خفيفة جدا من المكياج على وجهها.. ليخرج من الحمام بعد أن أخذ حماماً ساخناً ليرتدي
بنطال وتيشرت رياضي
اقترب منها حتى التصق بها, أحاطها بذراعيه.. وجمع شعرها على كتف واحد ليكشف عن كتفها الآخر الذي انزاح عنه طرف الروب.. ليطبع قبلات دافئة على كتفها.. وجانب عنقها.. هامساً:
– وحشتيني
حاولت التملص من بين ذراعيه بدلال أنثوي بينما هو ساعدها بالتخلي عن الخجل والتقارب أكثر .. وهو مستمر في توزيع قبلاته التي أصبحت أكثر نهماً..
دفعته بضعف وبالطبع لم يتزحزح فهمست :
– دانا
همس أمام شفتيها:
ـ هي فين؟
ردت بلوم:
– لسه فاكر تسأل عليها ؟
أحنى رأسه ليعاود تقبيلها, ولكنه توقف في منتصف المسافة خوفا من عدم استكمال ما يفعلاه كما كل مرة يحدث.. ليسأل بتوجس:
أحنى رأسه لتقبيلها مرة أخرى، لكنه توقف في منتصف المسافة خوفا من عدم إتمام ما يفعله، كما يحدث في كل مرة تقطع عليه لحظاته النادرة معها .. ليسألها باستغراب :
ـ لا بجد دانا فين مش سامع صوتها يعني ؟
هزت كتفها بشقاوة:
ـ كمال اخويا جه اخدها راحت عند ماما
ضمها بين ذراعيه هامسا بعبث :
ـ وسايباني كل ده ! .. بس دي ممكن تيجي فجأة
همست بتأكيد:
– متقلقش هي هتقعد عندها كام يوم انا اقنعتها خلاص
اقتربت ليستمر بتقبيلها مرة أخرى ورفعها بين ذراعيه فجأة ليمددها برفق فوق السرير .. لتهمس بخجل :
– نديم استنى !
ليهمس بشقاوة عابثة:
-هو من ناحية نديم استنى فهو استنى كتير بصراحة
لتستلقى على السرير وقد حاصرها نديم بقوة جسده مشرفا عليها .. شعرت بمشاعر جديدة تجتاحها بسبب نظراته الشغوفة بها ..
ليقترب نحوها وكأن قوة جذابة تربطهما ببعضهما .. شعرت بملمس شفتيه بقبلة شوق ناعمة ثم سرعان ما
تحولت القبلة الناعمة الى اخرى قوية..شغوفة… بينما قلبها يدق بسرعة ولكنه لم يستعجل عليها بشيء فكان يعطيها مجالا لمبادلته قبلاته أو بالأحرى للتعود عليه وكسر حاجز من الخجل لها .. بسبب طريقته الرقيقة معها ومرعاته وانتظاره كل هذا الوقت..اندمجت معه و أحاطت رقبته بذراعيها .. وبدأت تبادله القبلة.. ثم تحولت قبلاته
بجنون وشغف لتنحدر قبلاته على طول رقبتها ليتورد وجهها ويزداد تنفسها.. أما يديه فكانتا تتجرأ وتزيح ملابسها التي تشكل عائقا بينه وبينها…
همهمت بأنين ويداه وشفتيه تتجرأ لتغمض عينيها … ليمتلكها..
لم تكن مرتها الاولى بالفعل … ولكنه تعامل معها بكل رقة وكأنها المرة الأولى لها … لتشعر لاول مرة في نفسها وكأنها انثى حقيقية بين يدي رجل حقيقي.
_______
بعد مرور عدة أيام
كانت تجلس مع حفيدتها وهي تشاهد صور ابنتها مع زوجها في (باريس)
فهم سافروا ليقضيا اسبوع فقط وحدهم..
لتسأل صفاء الطفلة بتوجس :
-زعلانة ان مامتك اتجوزت يا دانا؟
رفعت دانا نظراتها لجدتها قائلة بابتسامة بريئة :
-لا يا آنا.. انا فرحانة أن مامي فرحانة..لأن مامي كانت بتعيط كتير وانا مكنتش بحب اشوفها بتعيط… بس ديم بيخليها فرحانة
ابتسمت صفاء وهي تضم الطفلة إلى صدرها :
– ربنا يفرحها يا حبيبتي
-وكمان هي قالتلي انها هتاخدني تاني وهعيش معاهم على طول
اومأت بصدق :
– طبعا يا حبيبتي هي متقدرش تسيبك ولا تستغنى عنك
__________
أنتِ تستحقين الوعد وتحقق الوعود لكِ
أنت تستحقين العوض الذي يأتي إليك بعد انتظار بمفردك ،
لا شيء ، لا أحد ، يستحق السهر طوال الليل وأنتِ تواجهي احتمالات قدومه أم لا..
الرجل الحقيقي هو الوحيد الذي يمنحك اليقين وليس الشك..
الرجل الحقيقي هو الذي يأتي منه الكلمة الصادقة، والفعل الصادق
أما الذين يتحملون الحيل والنفاق للوصول إلى اهدافهم ومصالحهم الشخصية، فإنهم لا يمتلكون شيئاً من صفات الرجولة.
اقتربت على أطراف أصابعها..ألقت نظرة على نفسها امام المرآة..الشورت الحريري القصير الذي ترتديه وبلوزتها
الحريرية الخفيفة باللون الاحمر المفضل لديها بفتحة صدر واسعة وحمالات رقيقة،
أرجعت شعرها للوراء واقتربت منه بخفة.. تأملته وهو نائم على ظهره باسترخاء.. أمام السرير بجناح الفندق الذي
حجزه نديم لهم , فكان أمامهم نافذة شفافة كبيرة بحجم الحائط.. تطل على شوارع باريس بمنظر خلاب راقي, ساحر يفصلك عن العالم كله
الزجاج من الداخل يجعلك ترى الشوارع الخلابة امامك ولكن من بالخارج لا يستطيع أن يراك
ابتسمت ويدها تلامس خصلات شعره الناعمة.. واقتربت منه تريد أن تقبله ولكنها مترددة, والخجل يسيطر عليها، خاصة أنه نائما بدون تيشرت من الاعلى, فقط مغطى بغطاء ابيض ناعم ..فـ العشرة أيام الذي ادبتهم بها طفلتها
وجلست معهم كانت بسببها تريد أن تلمسه تقبله !
ولكن كل شيء كان بصعوبة عليهم
وهو الآن أمامها وحدهم
أصبحت تشعر بمشاعر مختلفة عليها تماماً.. هو اثبت لها أنه يحبها بحق.. لا يوجد رجل اساسا يتحمل أطفاله… و دانا ليست ابنته ورغم ذلك تحملها
تذكرت أنه وقف بجانبها كثيراً…أنقذها عدت مرة
لم يتركها وحيدة ابدا
كانت تقاوم مشاعر قلبها وتغلق عليه بشدة
لا تريد تكرار تلك التجربة مرة أخرى
لا تريد وجع لقلبها مرة ثانية
ولكن هو يجعلها ترى اشياء جديدة عليها
تململ فجأة ليتقلب على معدته, بينما هي كانت تمسد شعره ليسحبها فتسقط على الفراش بجانبه
صاحت بمفاجأة :
– انت صحيت
قبلها على وجنتها الناعمة برقة هامسا وهو ينظر إلى ملابسها الجميلة:
– بتحبي اللون الاحمر صح؟
– جدا … اكتر لون بحبه
ابتسم بتلقائية هامسا:
– انا حبيته عليكِ أصلا
ابتسمت بسعادة, ليسألها بعدها بفضول وهو ينظر إليها بجانب وجهه :
– وبتحبي ايه تاني؟
– بحب وردة الكاميليا… انا اسمي على اسم زهرة..
– جبتيها قبل كده؟
ردت بنبرة متأثرة :
-لا هي الزهرة مش موجودة في مصر .. دورت عليها بس اكتشفت أن الموضوع صعب.. ومعرفتيش اجيبها
– أنتِ لوحدك وردة أصلا
– ربنا يخليك ليّ..
لتردف قائلة بتذكر وهي تنظر أمامها من النافذة الكبيرة الشفافة:
-اه صحيح ده الفطار ميعاده قرب..وكنت جاية اصحيك
ابتسم بنعاس مصطنع ليذيب قلبها قائلا:
-هاتي بوسة وانا اقوم حالا
ربتت على ذقنه الخشنة الجذابة، لتقترب منه ويداها تلمس ظهره العاري وهي تقبله على خده بقبلة سريعة، بينما هو عاد إلى نومته مرة أخرى وهو ينظر أمامه قائلا بكسل:
– مش دي اللي انا طلبتها على فكرة
ضحكت بخجل وهي تقترب منه مرة أخرى بجرأة وتقبله بسرعة خاطفة على شفتيه
لتهرب بسرعة وهي تسند بيديها و وجهها بنعومة على ظهره لثوان، وهمست بعدها بتذكر :
– ايه مش هتقوم عشان الفطار؟
ضحك فأمسك يدها بين يديه مقبلا أصابعها:
– فطار ايه بس !
حاولت أن تنهض من على ظهره.. فقام بجذبها إليه وهو يلتفت لها دافناً شفتيه في عنقها :
-أنتِ أكلي وفطاري وغدايا والحلو بتاعي
تملصت منه ضاحكة بدلال وهي تحاول الابتعاد وهي تقول:
– لأ هنفطر الاول مع بعض
هز رأسه بنفي وبقوة مسيطرة جذبها إليه مرة أخرى.. لتهمس بيأس :
– هيضيع علينا الفطار
ليمطر رقبتها بقبلات وكأنه يتذوق بشرتها الناعمة.. هامساً بنبرة خشنة :
– ما يضيع الفطار … اللحظة دي مش هتتكرر في مصر خدي بالك !
فاغمضت عينيها باستمتاع فضحكت صائحة:
– نديم لأ
ابتسم واحدى يديه تتجول بجنون فوق ملابسها بجرأة :
– نعوض في الغدا بقى
فاستسلمت لطلبه بدون اعتراض .. لـينتقل بعدها بشفاهه الضاغطة على رقبتها صعودا إلى شفتيها .. بينما هي كانت تتمسك برقبته تجذبه إليها بتلقائية حتى تقربه منها اكثر وتتيح له تقبيلها اعمق.. وهي تختبر معه مشاعر
مختلفة..
صحيح أن فاتهم وجبة الإفطار ولكنه عوضها بوجبة الغداء والعشاء بالخارج بجولة في باريس
__________
في فيلا منصور
كانت تجلس مع ابنتها وهي تقص عليها ما قاله لها نديم عن هند وبسبب استعجاله بالسفر لم يستطع أن يتخذ إجراء سريع نحوها ولكنه حذر شقيقته منها لتقص على والده
همست منى باحتقار:
– معقول هند هي اللي كانت ورا قعدة دانا معاهم في البيت و رعبت البنت
اومأت سارة فنديم كان أخبرها بالهاتف :
– اه يا ماما تخيلي
همست امها بتوجس :
– لا يا سارة انا فعلا مش مرتاحة للبنت دي انا لازم اروح الشركة في اليوم اللي ابوكي يكون رايح فيه وأشوف البنت
هند مالها
صاحت سارة بعدم تصديق :
– يا ماما انتي بتشكي في بابا معقول
هزت رأسها بنفي :
– لا مش بشك فيه بس شاكة فيها
_______________
بعد مرور أيام…
كانت ترتدي فستان باللون البيچ الداكن بحمالات رفيعة، طويل ولكنه ملتصق بجسدها ضيق
فهو فستان للمنزل فقط
وهي تتذكر كل الايام السعيدة التي مرت عليها معه،
انتهى بها الأمر إلى اللجوء إلى هاتفها في حالة مزاجية وصلت إلى ذروة السعادة
لتشغيل إحدى الأغاني التي تحبها ولكي يكون الصوت مرتفعًا في الغرفة ربطت الهاتف بشاشة التلفاز الكبيرة
بأغنية الورد البلدي لـ أصالة
“لما يهل الورد البلدي كل الورد يخاف
بالعربي اللي مشافش العربي يبقى لا عاش ولا شاف
إبن بلادي يا مالك قلبي يا محلي الأيام
وشهامتك تتكلم عنك مش محتاجة كلام
دخل نديم الغرفة، مخبئًا خلف ظهره باقة من الزهور البيضاء، ليجدها تمتزج بسماع تلك الأغنية وهي تنظر إلى
المنظر الساحر أمامها من النافذة الكبيرة وتتجول في المكان بانسجام مع صوت الأغنية..
ليناولها باقة الورود ، تفاجأت بها، فهي الزهرة التي بحثت عنها كثيرًا، زهرة الكاميليا النادرة.
نديم احضرها إليها
فارتفعت إلى أطراف قدميها وهي تضع يدها خلف رقبته لتجذبه إليها وتقبّله من خده.
“الله، غيرتك علي حياة إحساس جميل عايشاه
من غير حبيبي أنا هلقى الأمان وياه
طب لما يهل الورد البلدي كل الورد يخاف
بالعربي اللي مشافش العربي يبقى لا عاش ولا شاف
خوفك طول الوقت عليا بيطمني كثير
وناهيك عن طبع الحنية بفرح لما تغير
الأصل الطيب يا حبيبى باين من العنوان
حقك طبعا تدخل قلبي من غير إستئذان”
أمسك بيدها وأدارها دورة سريعة ، ثم شدها مرة أخرى وقبلها من شفتيها الناعمة.
لتضحك كاميليا بسعادة بالغة وهي تسأله بذهول :
– انت لقيتها ازاي؟
-طلع هي اصلها فرنسي وموجودة في اسيا عموما.. دورت عليها طول الايام اللي فاتت كتير لحد ما لقيتها موجودة
في مكان معين
همست بمفاجأة :
– دي اكتر حاجة كنت هموت عليها من سنين
– مبسوطة؟
اومأت بسعادة حقيقية :
– مبسوطة بيها اوي…شكرا بجد يا احلى نديم في الدنيا…فرحانة اوي بيها
– وكمان جبتلك الزرعة بتاعتها عشان تاخديها معاكي مصر وتعتني بيها لحد ما تكبر
شهقت بمفاجأة من أفكاره الرائعة:
– انت مفيش زيك يا نديم بجد
_______________
منذ عودتهم من باريس … حتى أخذ دانا من منزل امها ورجعت تعيش معهم
صحيح أن دانا أصبحت لطيفة قليلا عن قبل .. خاصة بعد أن جلب لها نديم مربية تساعد كاميليا بطفلتها وسيدة تساعدها بتحضير الطعام..
رجع نديم من عمله وبيده دانا فاستقبلتهم كاميليا وهي تقبل طفلتها من وجنتها واقتربت من نديم لترتفع على
أطراف قدميها وهي تقبله من وجنته فالتفت بوجهه لتقع القبلة على شفتيه فشهقت بخجل ليهمس نديم بعبث:
– ما انتي مش بتبوسي بنتك بقى
لكزته على ذراعه بحرج ليكتم ضحكته وهو ينظر إلى دانا فوجدها منشغلة بحقيبتها وبعدها أتت المربية وهي
تأخذها لتساعدها بتغيير ملابسها للاستعداد لوجبة الغداء
لتسأله كاميليا بعدها بتذكر :
– اه صحيح انتوا اتأخرتوا كده ليه ؟
رد نديم :
– اصل روحت نقلتلها من النادي اللي كانت فيه لنادي تاني قريب من البيت هنا
هزت رأسها بنفي :
– لأ طبعا اكيد اي نادي قريب من هنا هيبقى اشتراكه غالي اوي ومش هقدر عليه
قال من بين أسنانه :
– كاميليا.. مين قالك انك هتدفعي حاجة اصلا !
انا اللي مسؤول عن كل حاجة تخصك وتخص دانا
زمجرت قائلة :
– لا طبعا انت مش مجبر ولا مكلف تعمل كده اصلا وانا مش هرضى بكده يا نديم
صاح بإصرار:
– دانا مسؤولة مني كأنها بنتي
صاحت كاميليا بعصبية :
– لأ هي مش بنتك… مش بنتك عشان تكون مجبر تصرف عليها
زفر نديم هاتفاً بتحذير :
– كاميليا.. بلاش تقولي كلام يضايق
هزت رأسها بلا مبالاة قائلة بجمود :
– دي الحقيقة انت مش باباها عشان تصرف عليها وبعدين احنا عندنا رجالة بتغير من عياله اللي مخلفهم لو لقي
مراته مهتمة بيهم عنه.. انت بقى هتتحمل طفلة مش بنتك وكمان تصرف عليها !
اومال انا هكمل في شغلي ليه عشانها
قاطعها نديم بتبرير:
– لا يا كاميليا انا وافقت تكملي في شغلك عشان انتي حابة يكون ليكي كارير ونجاح وتضمني مستقبلك … لكن ده
مش معناه خالص انك هتصرفي ولو جنيه واحد عليكي ولا على دانا
رمقته بنظرة متحدية:
– نديم … مش هينفع قولتلك
رمقها بضيق قائلا بصرامة :
-هينفع يا كاميليا مش بمزاجك
قاطع كلامهم الناري.. دخول المربية وخلفها دانا قائلة بتنبيه :
– نديم بيه انا غيرت ل دانا وهي عايزة تاكل…ابلغ “كريمة” هتاكلوا دلوقتي ؟
هز كتفيه بضيق :
– انا مش جعان
شعرت كاميليا بأنها تسرعت وضايقته فهمست برقة:
– نديم.. انت زعلت ؟
تجاهلها وهو ينظر إلى دانا :
– خلاص يا كاميليا .. مفيش حاجة اقعدي مع بنتك
همست كاميليا بنفي:
– لا طبعا دانا مش هترضى تاكل من غيرك
لتضيف بدلال :
– ولا انا أقدر برضو
رد برسمية:
– خلاص هقعد عشان دانا متاخدش بالها
هناك شخص يجعلك تشعر بالقرب منه.
إنك أفضل .. إنك أقوى ..
إنك الأجمل..أنك الأفضل!
يجب الحرص على عدم الإفراط فيه
فهذا لا يتكرر عادة!
____________
في اليوم التالي
في الشركة
كانت تجلس معه في مكتبه … لتهمس بحرج :
– نديم متزعلش بجد انا مقصدش.. انا بس كنت حاسة انك بتعمل حاجات كتير مش مطلوبة منك وحاسة أنك
مش المفروض توافق على كل ده
زفر نديم بانزعاج :
– وهو انا كنت اشتكيتلك ؟
كاميليا انا فعلاً بحب دانا ومش عارف ليه بحس اني مسؤول عنها مش هقولك اعتبريني ابوها لأن باباها عايش
هزت رأسها قائلة بصدق :
– لا يا نديم … انت فعلا كأنك ابوها… ابوها اللي عايش ده مجرد اب بالاسم
همس بنبرة حاسمة :
– كاميليا انا فعلا بخاف على دانا وعليكي ومن يوم ما اتجوزتك وانتوا مسؤولين مني وهتفضلوا كده
تمتمت بأسف :
– انا اسفة
رمقها بغيظ:
– وبالنسبة للكلام السخيف اللي قولتيه امبارح ده؟
هزت كتفيها بدلال:
– اعتبر ولا كأنك سمعته اصلا !
لتضيف برقة وهي تجلس بالقرب منه على الأريكة التي بالمكتب :
– وحشتني على فكرة
ابتسم قائلا:
– وانتي كمان وحشتيني اوي يا كراميلا .. مش عارف اتلم عليكي في البيت براحتي
قهقهت قائلة:
– لا متنكرش انها بقت تسيبنا اكتر من الاول
قطب جبينه بعبس:
– اه بس مش زي ما كنا في باريس
– اهو احسن من مفيش
هز رأسه بضيق :
– اه والله كانوا ايام صعبة اوي بس الحمدلله دانا هديت علينا شوية
ردت بخجل :
– اكيد ماكنتش مبسوط عشان بنتي كانت بتضايقك
اقترب مقبلاً شفتيها هامساً :
– ماكنتش هبقى مبسوط فعلاً لو متجوز واحدة غيرك
شعرت بالسعادة ممزوجة بالخجل لتهمس بحرج:
– نديم احنا في المكتب
هتف بتذكر وهو ينهض من مكانه ويسحبها من يدها :
– آاه صحيح… تعالي ورايا طيب
نهضت من جواره وذهبت وراءه باتجاه باب ابيض اللون موجود في جانب الغرفة .. تنفست بعمق وهي تتبعه بينما
لا تزال لا تفهم ما ينوي أن يفعله.
فتح الباب فوجدت مرحاضاً في وجهها.. أيريدها ان تذهب إلى الحمام؟!
هسمت حيرة واعتراض :
– نديم انا مش عايزة ادخل الحمام اصلا
فإستدار ينظر لها وضحك بتلاعب قائلا:
– انا قولت نبقى براحتنا بقى عشان لو فريدة دخلت فجأة ولا حاجة لو في حاجة مستعجلة
قالت بذهول :
– لا متهزرش انت ايه حكايتك مع الحمام!
فمنحها ابتسامة عابثة :
– اهو امان اكتر من حمام البيت … بلاقي دانا نطت لينا فجأة تدور علينا
يا إلهي .. لقد فقد عقله .. في الحمام ! حمام المكتب !
همس بنبرة لطيفة مثيرة:
– تعالي يا كراميلا
جذبها من يدها سريعا ليدفعها إلى الداخل أمامه ثم اغلق الباب خلفه وقبل أن تلتقط أنفاسها دفعها بقوة لتستند
بظهرها على الجدار البارد ويداه تلمسها بشغف وجرأة.. ومن ثم يقبلها برقة سرعان ما تحولت إلى قوة وجنون، فوضع يده الأخرى خلف ظهرها وهو يجذبها بإتجاهه أكثر
ليدفن وجهه في عنقها يقبلها .. بينما هي لم تعد تشعر بنفسها وهي تتشبث بذراعيه القويين.. وتبادله قبلاته بكل شغف
بعد لحظات وسمعا صوتاً ينادي من الخارج.
– مستر نديم.. مستر نديم حضرتك فين
شهقت كاميليا عندما ابتعد عنها ليطبق براحة يده على فمها سريعا بهدوء هامساً:
– اهدي
نادت سكرتيرته مجدداً .. فشتم بداخله ثم أجابها :
– أيوة في الحمام وطالع يا فريدة
لتسأل الفتاة بفضول:
– هي باشمهندسة كاميليا فين ؟ مش كانت هنا
أمرها بتسلط:
– فريدة اطلعي وملكيش دعوة
تمتمت فريدة باستغراب فهي كانت هنا فعلا… اين اختفت؟
فخرجت من المكتب
لكزته كاميليا بحنق:
– ينفع كده كسفتها
تأوه بضحك :
– انا هلاقيها من فريدة ولا دانا طيب !
ضحكت كاميليا:
– انت اللي بتختار الاماكن الغلط
_________________
كانت فريدة تحدث نفسها باستغراب عن اين اختفت كاميليا لتجد من يسألها فجأة بنبرة ساخرة:
– بتكلمي نفسك !
شهقت وهي تجد أمامها فراس لتهمس بغيظ :
– وانت مالك
رفع حاجبه بدهشة:
– الله لقيتك بتكلمي نفسك اتخضيت
رمقته بسخرية :
– لا سلامتك
– عرفت انك كنتي مخطوبة ..
مفكرتيش ترجعي له؟
هز رأسها بنفي:
– لا طبعا دي صفحة واتقفلت ومستحيل ارجعلها
سألها بتوجس:
– طب مش ناوية تفتحي صفحة جديدة؟
– قصدك ايه ؟
سألها بتردد :
– يعني مفكرتيش ترتبطي او تتخطبي بعد كده
ردت بتسرع:
– لا طبعا
لتردف بتبرير :
-او لسه مجاش الشخص اللي يخليني اوافق
_____
ذهبت منى إلى الشركة في هذا اليوم بالتحديد فهو اليوم الذي سيذهب به زوجها إلى الشركة.. سألت عن مكانه
وعرفت انه بالمكتب الاحتياطي الذي يتابع به بعض الأعمال.. لتجد هند مقتربة من زوجها وهي تهمس له بشيء ما وبعدها ابتعد عنها قائلة بعتاب :
– ايه يا هند اللي بتقوليه ده… انتي زي نديم وسارة
هزت هند رأسها قائلة بدلال :
– لا يا منصور بيه انا مش زيهم وبصراحة كده انا معجبة بحضرتك من زمان وكنت
دلفت منى المكتب باقتحام فجأة قائلة بصراخ :
– معجبة بمين يا حبيبتي… انا كنت شاكة فيكي من الاول اصلا
اتسعت أعينهم بدهشة ليهمس منصور بأمر:
– منى عيب كده وطي صوتك احنا في شركة
صاحت منى بغيظ :
– اوطي صوتي ازاي وفي واحدة حرباية بتلف عليك عايزة تخطفك مني
_________
دخلت منى بشجار عنيف مع هند وفضحتها وحاول نديم فض الشجار بينهم ومنى مصممة بعناد أن تلك الفتاة
تترك الشركة والا ستترك المنزل وتغادر … فقرر نديم فعل شيء كان ينوي فعله بها من قبل ولكن هي فضحت نفسها وتسببت بمشكلة بين والده و زوجته … ومنى مصممة أن تترك المنزل لو لم تترك تلك الافعى الشركة
فهمس نديم لوالده :
– حاول تصالحها لحد ما اتصرف انا … اوعى تسيبها تمشي وتسيب البيت
رد والده برجاء :
– ياريت .. انا والله اتفاجئت يا نديم
خرجت كاميليا خلفه لتوقفه قائلة بتحذير :
– استنى … اجي معاك ولا ممكن تحاول تخطفك مني انت كمان !
ابتسم نديم بشقاوة :
– لا انا محدش يقدر يخطفني منك … وحتى لو حاولت
ليهمس بجانب أذنها بنبرة حاسمة :
-محدش يملى عيني غير كراميلا بتاعتي انا
بادلته كاميليا اروع ابتسامة … لولا الموقف الشاحن مع والده و زوجته لكانت اعترفت له بكل كلمات الحب
ليسألها بتوجس:
– بس دي غيرة ولا ايه ؟؟
شهقت بحرج:
– ها… لا لا طبعا اغير ايه من هند..انا عارفة انك مش بتطيقها
ابتسم نديم بعدم تصديق لتهرب كاميليا من أمامه .. لـ تجلس بجانب السيدة منى وهي تحاول تهدئتها وصلح الموقف
___________
دلف نديم إلى المكتب الذي تعمله به هند ليطلب من زملائها الخروج وتركهم وحدهم
فهتف نديم بنرة ساخطة:
ـ أنتي ايه؟؟… حرباية وقولنا ربنا يصبرها على ما بلاها، ز وصلت بيكي الحقارة انك تخوفي طفلة وتفهميها ان امها
هتسيبها وقولت استنى لما ارجعلك وأشوف صرفة ومبرر للي هببتيه !
لكن تتمادي بقرفك وتحاولي تخطفي ابويا من مراته!
تحشرج صوتها بخوف :
-يا مستر نديم اسمعني..انا هفهمك كل حاجة
قاطعها نديم بصرامة:
-انا مش عايزك تبرريلي حاجة..انا عرفتك على حقيقتك خلاص واهلي والكل فهموكي..انتي اللي لازم تعرفي أن انا هنا مش بشغل واحدة خطافة رجالة وبتتمرقع وانتي واخدة المرقعة بشهادة وختم ماشاء الله
دمعت عيناها قائلة بندم :
– مستر نديم.. انا والله ما كان قصدي…
توهجت عينا نديم بإستحقار:
– مش بس كده ده انتي طالعة الاولى بجدارة فيهم ..مع أن طول عمر اللي في الشركة دي ناس محترمة..واللي
بيفكر في اي حاجة تانية زيك كده مالوش مكان فيها.. وبمشيه..واظن انتي عارفة كده كويس اوي
همست هند بنبرة متحشرجة من البكاء:
– يعني ايه ؟؟؟
ضرب بقبضته على المكتب بقوة :
– يعني تصفي حساباتك معانا وتمشي من هنا ومشوفش وش امك في الشركة تاني
مسحت عيناها المبتلتان بالدموع وهي تهز رأسها بعدم تصديق:
– لا يا مستر نديم … والله انا مكنش قصدي
صرخ بها بعنف :
– سمعتي انا قولت ايه !!!
ارجع كمان شوية ما الاقيكيش
لتنهار هند من البكاء وهي ترى نتيجة طمعها و نيتها السوداء ومعظم موظفين الشركة سعداء بهذا الخبر…حتى محمود زميلها وصديقها…أصبح يستحقرها ولم يقف بجانبها أحد
__________
الثقة تستغرق لبنائها سنوات، ثوان لهدمها، وعمر لاصلاحها
رن هاتفها لتجد رقم تعرفه … فلم ترد اول مرتين ولكنه اتصل للمرة الثالثة.. لترد سميحة قائلة وكأنها لا تعرفه :
– مين ؟
مط شفتيه :
– لا ما تقوليش انك مسحتي رقمي من عندك .. متنسيش انك انتي اللي اتصلتي عليا يومها ولا نسيتي ؟
همست بتردد:
– علاء
أومأ بنبرة ساخرة :
– أيوة علاء.. علاء اللي انتي طفشتي البنت اللي بيكلمها وخربتي الدنيا
– بنت ايه انا مش فاهمة حاجة
توهجت عينا علاء بغيظ:
– دنيا .. بسببك اخوها خلاها متروحش المدرسة تاني… واخد منها موبايلها
رفعت حاجبها باستهزاء:
– تستاهل عشان هي قليلة الادب وكدابة
صاح باندفاع:
– دنيا مش قليلة الادب ومتقوليش عنها كده..ولو على الكدب ف انتي زيها ويمكن اكتر
زفرت سميحة بضيق:
– انت عايز مني ايه دلوقتي ؟؟؟ مينفعش اتكلم معاك عشان انا ست متجوزة
همس بنبرة شيطانية :
– بفكرك … قولت افكرك بالمكالمة الحلوة اللي كانت بينا اللي اتصلتي بيا واتحايلتي عليا فيه والنبي يا علاء ما تجيب سيرتي في الموضوع ولا تقول إن رقمي كلمك قبل كده على الواتس ولا تقول عني حاجة .. ده جوزي حالف
عليا طلاق .. وتتحايلي عليا مجيبش سيرتك في الموضوع..
ليردف بنبرة ساخطة:
– مع أنك غبية اصلا .. انا اصلا مكنتش هجيب سيرتك ولا هقول عنك حاجة.. لاني مش متعود اخرب بيت واحدة
متجوزة ومعاها ٣ عيال…
اتسعت عيناها بذهول:
– يعني انت مكنتش هتقول عني حاجة وقتها !
قهقه ضاحكا باستمتاع:
– لا طبعا وكنت حابب في نفس الوقت اطلع صورة دنيا كويسة شوية بس انتي بغباءك ضيعتي كل حاجة مقابل
انك تطلعي الملاك !
اللعنة على غباءها
تلعثمت بخوف:
– انا.. انا كنت خايفة تقول إن دنيا كلمتك من رقمي على الواتس تاخد الصور
رفع حاجبه متذكرا قائلا بخبث :
– اه لما قالتلي ابعت الصور يا حبيبي.. متقلقيش المحادثة دي عندي وفيها شوية كلام حلوين بيني وبينها بس
طبعا مش باين مين اللي متكلم
ردت وعيناها تتوسعان برعب:
– انت … انت عايز توصل لايه ؟
همس بغيظ:
– توصليني بدنيا تاني
ردت ببرود:
– دنيا ايه ما خلاص … اهلها قطعوا عنها ماية ونور … اخوها خد منها التليفون وحرمها تطلع من البيت تاني
هز كتفيه ببساطة:
– خلاص بلاش دنيا … يبقى انتي بقى بدالها
صرخت به بغضب:
– انت فاكرني **** زيها ولا ايه ! لا اسمع أما اقولك .. انا ست متجوزة ومحترمة ااه… شغل قلة الادب والصياعة بتاعتك دي مش عليا انا… سلام
قاطعها بتهديد خطير :
– لو قفلتي هتصل على جوزك اقوله واسمعه نص المكالمة وانتي بتتحايلي عليا فيها اني ماجيبش سيرتك ولا
تحبي اقوله ان رقمي كان عندك
صاحت بعصبية :
– أنت حيوان يلا… ما تروح تشوف واحدة **** من اللي تعرفهم
ضحك قائلا بتلاعب :
– مستعجلة ليه ؟ ما انتي هتبقي زيهم ياختي
– انت عيل واطي .. ده انا اكبر منك ب ١٠ سنين او اكتر يا ابن الكلب انت
زفر ضاحكا :
– مبيفرقش معايا وحياتك
صاحت برعب :
– ده انا متجوزة!!! متجوزة انت بتقول ايه
برر لها بوقاحة:
– نص اللي عرفتهم متجوزين وعادي مبسوطين ولا حد عرف
ردت بوقاحة :
– انت حقير يوالله… ما تروح تشوف خطيبتك ولا هي مش زيهم
زفر بغيظ:
– لا خطيبتي حاجة تانية … وبعدين انا عايزك انتي دلوقتي … يا انتي يا دنيا
صرخت بعصبية :
– انا مالي انا ب دنيا دي … دنيا خلاص حياتها اتدمرت بسببك
صحح لها بنبرة كفحيح الأفعى:
– لا بسببك انتي… وانتي اللي هتصلحي الدنيا…
ولو حاولتي تعمليلي Block ولا تلعبي من ورايا … وحياة امك لاقلبها عليكي واكلم جوزك واهله وجيرانه واعمل
جروب ليهم وابعتلهم فيه المكالمة والمحادثة و شوفي بقى هيصدقوا حكاية انك بتخوني جوزك اكتر من حكاية دنيا..
هزت رأسها برعب ونبرة صوتها تحولت إلى الضعف:
– لا لا انت مش هتعمل فيا كده يابن الكلب … ليييه كده ليه كده منك لله… عايز تفضحني
ابتسم بجمود :
-هقفل دلوقتي واسيبك وبكرة هتصل بيكي ونتقابل… تحبي نتقابل فين ؟؟ عندي ولا عندك
تساقطت دموع عيناها وهي تردد بهستيرية :
– انت قذر والله غور في داهية… منك لله
مط شفتيه قائلا بنبرة شيطانية:
– هسيبك دلوقتي تهدي وبكرة هكلمك أو يمكن اجيلك لو مرديتيش عليا… او تبقي شاطرة وتجيلي انتي نتقابل في
مكان تبعي.. وخدي بالك هي مرة وهتعدي وخلاص … الا بقى لو عايزاني امسكك من ايدك اللي بتوجعك… سلام
اغلق الهاتف بوجهها لتلطم سميحة على وجهها برعب شديد تردد بعدم تصديق:
– أعمل ايه يارب ده واد صايع وممكن يتبلى عليا ويفضحني … يلهوي عبدالله هيطلقني… وهتفضح … لاااا يارب والنبي ياااارب انجدني… هروح في داهية
______________
لأن حُزن النساء عميق وجرحهن غائر، فالرجل الذي أسعد امرأة ؛ فعل شيئاً عظيماً، كأنما قتل كل الحزن في هذا العالم.
دعاها زوجها بصوت عال؛ بينما هي تساعد طفلتها بتغيير ملابسها للذهاب إلى الحضانة
همست كاميليا لطفلتها :
– نديم بينادي عليا
ردت دانا بتفكير:
– تلاقيه نسي حاجة .. هو ديم كل شوية ينسى حاجته بره الحمام
– معلش يا حبيبتي هشوفه واجيلك
عقدت ذراعيها وهي نائمة على الفراش :
– لا انتي بتتأخري .. هاتي الموبايل اتفرج على (لولو في ورطة)
زفرت كاميليا بغيظ:
– لولو ايه بس انتي رايحة الحضانة
رمقتها الطفلة بتصميم لتنظر إلى المربية قائلة:
– شيماء معلش كملي لبسها واوعي تنام منك
– حاضر متقلقيش حضرتك
دخلت إلى الغرفة وما أن سمع صوت الباب يفتح؛ حتى هتف نديم بصوت عال :
– كراميلا.. ناوليني البُرنص بتاعي
ضحكت كاميليا بخبث، فهو يقوم بهذه الحركة كلما دخل الحمام يأخذ حمامه.. على الرغم من أن دانا أصبحت عاقلة وتنام مبكرا واحيانا يقص عليها نديم وكاميليا بعض القصص الطفولية .. هزت رأسها كاتمة صوت ضحكاتها ثم تناولت الروب الخاص به بالحمام.. لتعطيه إياه من خلف الباب قائلة ببراءة :
– اتفضل
شهقت عندما جذبها إلى الحمام ليسحبها إلى أسفل الماء بالبانيو الزجاجي بين ذراعيه مغرقاً ملابسها بالماء فضحكت عالياً وهي تزجره كاذبة:
-لا لا يا نديم هتبل شعري انا لسه عاملاه
اجاب بإنشراح:
-ننشفه تاني عادي
لامست ذقنه المثيرة ..وهي تطوق عنقه وتكور شفتيها أمام شفتيه :
– ينفع كده شعري اتبل.. وشكلي مش هيبقى حلو دلوقتي
طبع قبلة سريعة على شفتيها قائلا:
– طب ما شعرك حلو وهو مبلول اصلا !
ردت بأمانة:
– بجد ؟
هز برأسه موافقاً:
– انتي عاجباني على طول اصلا..
مال برأسه كي يتعمق بقبلته فمالت برأسها للخلف فلثم عنقها الجميل حارقا إياها بأنفاسه الساخنة لتراضيه وهي تقبل شفتيه…ليهمس بنبرة رقيقة:
-وبحب شعرك وهو ويفي اكتر ما بتعمليه ستريت على فكرة
ليمسك بها شعرها ليعمق من قبلاته…
ليتسلل بيديه داخل منامتها ويلامس بشرتها الناعمة … وهو لايزال ينتقل بشفاهه الى رقبتها وشفتيها.. بينما هي
لفت يديها حول رقبته حتى تقربه منها اكثر وتتيح له تقبيلها اعمق … والشعور يتحول الى شغف.. بينما هي مستسلمة للمساته وقبلاته …
_____________________
ظل يتصل بها ولم ترد عليه.. فأرسل لها رسالة تهديد أنه ينتظرها أمام باب الشقة وان لم تفتح له سوف يفعل شيء خطير لن يعجبها
الحقير .. النذل !!
هل وصلت به الحقارة للوقوف أمام باب شقتها !
ماذا أن رآه أحد أهل زوجها !
لتفتح الباب بسرعة بغباء هامسة :
-بالله عليك امشي بلاش تضيعني كده
دفعها ليدخل إلى الشقة مغلقاً الباب خلفه ببجاحة قائلا:
– انتي فاكرة انه بخاطري يعني ! ما انتي السبب لو مكنتيش ضيعتي من ايدي دنيا مكنتش عملت كده
صاحت به بغضب وهي تحاول فتح الباب :
– اطلع بره … اطلع بره يا سافل
قام بجذب شعرها من أسفل حجابها لينزلق حجابها على الأرض :
– شوفتي بقى عمالة تحرقي في الكلام و الوقت بيضيع مننا يلا علشان انا جيت في الوقت المناسب استنيت جوزك يمشي
هتفت بصوت عال مهددة اياه:
– والله ممكن اصرخ واخلي حد يجي دلوقتي يرميك بره
هتف بنبرة شيطانية:
– اعمليها كده يا روح امك … وانا اقولهم اني كنت نايم في حضنك … وشوفي بقى هيعملوا فيكي ايه ! هتبقى
فضيحة… خصوصا بقى ياختي انك انتي اللي فتحتيلي الباب بنفسك
همست بتوسل :
– والنبي امشي… امشي لو حد جه هتبقى مصيبة
ترك شعرها ليفتح طرفي عباءتها غصب عنها لتظهر أسفلها منامة قطنية .. ليمسكها من شعرها مرة أخرى قائلا بنبرة كفحيح الأفعى:
– قدامك 5 دقايق تكوني مغيرة هدومك دي … يلا يا بت
التمعت عيناها برعب وخوف ، وقبل أن تعترض جذبها من شعرها ليدفعها نحو غرفة نومها وهو يأخذ منها هاتفها … وقبل أن تبكي أو تستوعب ما يحدث لها .. سمعت صراخًا من الخارج :
-انجزي…لو جيتلك هندمك على ضياع الوقت دا
______________
كانت تجفف شعرها وهي تبتسم لصورتها في المرآة.. وقف يتأملها بانبهار.. جميلة كالخيال…احتدمت أنفاسه وهو يقترب منها ويستند بقبضتيه على كرسيها.. عيناه تلتقطان صورتها البهية في المرآة فتبتسم له بإعجاب ليغمغم
بصوت أجش وهو يسألها :
– حلو اللون ده عليا ؟
ردت بتلقائية:
– حلو جدا.. انت أي حاجة بتكون حلوة عليك أصلا
انحنى وطبع قبلة صغيرة على رقبتها ارعشتها ونفضت خفقات قلبها:
– انتي اللي حلوة يا كراميلا
– نديم … دانا بتفطر وجاية وهنتأخر على الشغل
استقام ومد يده يتناول منها مجفف الشعر فمسك شعرها الداكن الطويل وأخذ يجففه برقة.. وبعدها بدأ يمشطه غرقت كاميليا في أحاسيسها الجديدة حولها كالنبع الرقاق وتاه نديم مبهوراً بنهر شعرها البني الداكن الشي بين
أصابعه كمعجزة يرتشف منها وحده..
فلم ينتبها للباب الذي شق ببطء لتطل منه عيني طفلتها..
– مامي انا خلصت
لتسألهم بعدها باستغراب:
– بتعمل ايه يا ديم؟
أقترب منها وهو يسألها :
– بسرحلها شعرها
هزت رأسها بإبتسامة وهي ترفع شعرها بيدها قائلة بحماس :
– وانا كمان اعملي شعري زيها
– اعملهولك ازاي طيب؟
– اعملي تسريحة حلوة
تناول مشط اخر صغير خاص بدانا.. لتقترب منهم وهي تجلس على قدمي امها وهو يحاول إضافة تسريحة طفولية لشعرها بمساعدة كاميليا
أبتسم عندما أنهاها لها وقال بمرح :
– ها ايه رأيك بقى ؟
وضعت يدها على وجنتيها بمفاجأة وهي تنظر إلى نفسها بالمراة قائلا بسعادة طفولية :
– شكلي قمر زيك
حملها ليرفعها إلى حضنه مقبلاً إياها من وجنتيها:
-والله أنتِ إللي قمر وعسل وعايزة تتاكلي كده
سألته ببراءة:
-أتاكل منين؟
رفعها إلى أعلى بتلك الحركة التي تحبها هامسا:
-من كله حتة
قهقت كاميليا ضاحكة :
– تحب احمرهالك مع شوية بطاطس؟
نظر لها قائلا بعبث :
– قدميهالنا على السفرة بقى
-هنشبع يعني؟
قبلها من وجنتها الممتلئة برقة :
- اكيد هنشبع .. مش شايفة خدودها عاملة ازاى!
صاحت الطفلة بإستغراب وهي تنكمش بحضنه:
– انا مش عايزة اتاكل
نهضت كاميليا من مقعدها وهي تقبلها من وجنتها قائلة بمزاح:
– بنهزر والله
– بجد ؟
اومأت بضحكة:
– طبعا.. هو انا كسباكي في كيس قلبظ!
__________
ذهب سامح إلى منزل ميادة فهي رفضت أن تحادثه أو تراه منذ تركها لمنزله…ولكنه اشتاق لها
لا يريد أن يطلقها..هو يحتاجها..يحتاج وجودها بحياته
فحاول أن يراضيها كعادته ولكنها رفضت..وبعد محاولات من امها وشقيقها وافقت أن تجلس معه وتقول له اول شرط من شروطها..
– انا مش هرجع يا سامح… الا بشرط واحد…مش عايز تطلقني…يبقى تكتب المحلات بتاعتك باسمي
هتف بصوت مذهولا:
– نعم ؟؟؟؟؟
___________
فقد آخر ذرات صبره فهي قد تأخرت عليه كثيرا
ماذا تفعل تلك الحمقاء كل ذلك الوقت ؟!
ليفتح باب غرفة نومها فجأة فوجدها تجلس على الأرض ترتعش بخوف ورعب وهي تضم نفسها بكسرة وذل
لاول مرة تتعرض لموقف كذلك
لم يهزه منظرها .. ليسحبها من شعرها بعنف محاولاً وهو يدفعها نحو الجدار خلفها هامساً بوحشية:
– شكلك كده هتخليني استخدم معاكي الطريقة اللي مش هتعجبك
هزت رأسها برفض وهي تغطي وجهها بيدها بخوف لتجد فجأة باب الشقة يتفتح على مصرعيه…
يا إلهي..
بالتأكيد زوجها… زوجها!
أطفالها ليس معهم مفتاح
وحماتها تجلس معهم
ما أن فتح الباب واجتاحه إعصار زوجها
تراجعت شاهقة بذعر كمن ارتكب ذنباً…بينما ركض عبدالله بالتقدم نحوهم
احتقن وجه عبدالله بالدماء وجحظت عيناه وفغرت شفتاه في ذهول تام وظهرت عروق جبينه و عروق يده التي تشكلت علي هيئة قبضة علي اتم الاستعداد في الاطاحة بأي شخص امامه عندما اتصل به شقيقه يخبره أن علاء
أتى إلى منزله ! و زوجته سمحت له الدخول إلى شقته !!
الحقيرة!
ليجد علاء واقف في غرفة نومه وهو قريبا من سميحة وسميحة ترتدي بيجاما منزلية وبشعرها!!
….
******
متوقعين عبدالله هيعمل ايه مع سميحة؟؟
تفتكره عبدالله هيصدق سميحة ولا هيشك انها خاينة؟
متوقعين سامح هيكتب المحلات بتاعته لميادة ولا هيطلقها؟
ايه رأيكم في تصرف نديم مع هند؟
ودعوا هند يا جماعة خلاص سابت الرواية ودورها انتهى..هتوحشكم صح؟😂👋👋
قيمتك أيها الإنسان ليست في قصة حب فاشلة عشتها فترة من الزمن ، ولا في المحنة التي أصابتك عدة مرات ، ولا في الخسائر التي أتت خلف بعضها ، قيمتك في أنك أنت بطل هذه القصة ، تمر بكل هذا وتخرج منه وترى غيره
، أنت من يتحرك وتُحرك ما حولك ، تقهره ، تهزمه ، تعود لتفوز وتمضي قدما.
صاح سامح باستنكار:
– اكتب ايه يا روح امك؟؟
– المحلات بتاعتك اللي بتأجرها
هز رأسه بنفي:
– ما هو دول اللي عندي…انتي عايزاني اكتبلك شقايا وتعبي وتعب اهلي ليكي انتي على الجاهز..ليه ياختي؟
رفعت حاجبها بتكبر:
– عشان اتساوى يا سامح…عشان اتساوى بيك يا حبيبي وبعيلتك… عشان لما اختك تيجي تقول انتي فقيرة وقتها
– مستحيل مستحيل اعمل كده
ابتسمت بتفهم:
– ولا مستحيل تعمل كده عشان اهلك !
– انا مش كاتبلك حاجة يا ميادة…اهلي مش هيوافقوا بكده
– ايه محتاج تسأل امك الاول واختك؟
براحتك يا حبيبي انا مش راجعالك الا بكده..
رمقها بغيظ وهو يتركها ويخرج من المنزل :
– براحتك انتي خليكي قاعدة عند امك
قهقت بضحكة صفراء قائلة:
– شايلاني فوق راسها يا موحة..
لتردف بصوت عال:
-مش هتشرب حاجة؟
همس بغيظ لنفسه:
– واحدة كيادة والله
__________
اندفع عبدالله نحو علاء ممسكاً به بغضب يلكمه على فكه و يحاول خنقه وهو يسبه بالشتائم القذرة و سميحة تلطم على وجهها برعب وهي تحاول الدفاع عن نفسها:
– والله هو اتهجم عليا يا عبدالله…وكان كان بيهددني
ليحدج عبدالله كلاهما بنظرات محتقرة…فحاول إيقافه ودفعه بعيدا …. ولكن ظهر بيده سكيناً !!
ليمسكه من ياقة قميصه يجذبه للجدار وهو يهدده بالسكين الذي معه…فصرخ به عبدالله بصوت غاضب:
– كنت جاي تستغفلني من كام يوم وتقول مبكلمهاش!!!
هقتلك انت وهي حالا
– والله والله مبكلموش هو اللي جاي يهددني
لتجد علاء فوراً من بدأ بالكلام الذي قلب الموازين تماما ليشعل البركان الغاضب ويخرجه من دوامة افكاره ويأكد ظنونه :
– كذابة هي اللي فتحتلي الباب بنفسها بمزاجها حتى ممكن اثبتلك والله
نظر له عبدالله بتوجس ليدفعه علاء بعنف وهو يحاول التنفس من هول الموقف فمنظر السكين بيده مخيف
فأمسك هاتفه وهو يناوله لعبدالله برعب:
– حتى شوف المحادثة اللي بينا دي .. واسمع مكالمتها ليا قبل ما اجي اشهد بالكلام اللي قولته وأخرجها من الحوار
وما أن شاهد الإثباتات حتى تلقى علاء لكمة مدوية علي وجه أطاحت به ارضاً.. ليهتف بعدها بصياح:
– حقك بس انا مش حابب أخليك نايم على نفسك اكتر من كده اصلك صعبت عليا
صرخت سميحة بنفي:
– كذاب والله هو اللي كان بيهددني وحتى بعتلي رسالة شوف شوف تليفوني
ولكن ارتسمت على علاء ابتسامة ماكرة وهو يرمق عبدالله يأخذ تليفونها ويفتش به فلم يجد اثر لرسالة عبدالله التي تقول عليه فهو قد حذف رسائل التهديد خاصته وترك مكالماته فقط
– هي فين الرسايل دي يا *****
شهقت سميحة بصدمة وهي تسمع من زوجها تلك الكلمة القذرة التي لم تتصور ابدا زوجها ووالد أطفالها الثلاثة يتفوه لها بشتيمة كهذه ويشك بها أنها خائنة!
اشتد غضب عبدالله وهو يأخذ هاتف الاثنين.. ليقترب مرة أخرى من علاء ويلكمه في وجهه و
وقبل أن يحاول ضربه مرة أخرى هتف وهو ينظر إلى سميحة التي تبكي وترتجف برعب :
– بقولك ايه هو انت هتتشطر عليا !
هي اللي فتحتلي الباب بنفسها وهي اللي فضلت تتصل عليا اجيلها !
ما تربي مراتك دي
ليردف بعدها بخبث:
-بس مراتك دي ايه مش قادر الاقي وصف الصراحة
اخذ يلكمه حتى اخذ يركله بقدمه وهو يشتم ويسبه:
– وحياة امك لاموتك النهاردة انت وال***** دي
ثم اخذ يلكمه حتى نذف انفه وفمه
ليسحب السكين الذي بجانبه لتصرخ سميحة به :
– هيموت هيموت ….. بلاش بلاش يا عبدالله
عبدالله بنبرة محتقنة بالدماء :
– للدرجة دي خايفة عليه يا **** !!!
ليتركه وهو يسعل دما …
فنظر إليها وهو يكاد يبكي وهو غير مصدق حتي الان ….
ليسحبها من شعرها بقوة والقاها ارضاً ………..
صرخت سميحة من عنفه حينها و اخذت تنظر له محاولة الدفاع عن نفسها :
– والله متصدقوش … متصدقوش يا عبدالله
ليمسك بشعرها يكاد يخلعه من جذوره … صرخت بخوف من منظره تلك العروق الظاهرة اسفل عينه وعلي جبينه وعينيه الحمرء التي تشع نيرانً :
– انا معملتش حاجة والله ما عملت حاجة صدقني
وقبل ان تكمل تلقت صفعه جعلتها مصطحة على الارض …
نزل عبدالله لمستواها وامسك بشعرها بكلا يديه يرفع وجهها له ….
صارخا بنبرة مخيفة وهو يهزها بعنف :
– بتخونني انا يا زبالة بتخونيني بعد كل اللي عملتو عشانك … بعد ما استحملتك كل السنين دي !!!!
ثم حرر يد من شعرها وقام بصفعها :
– بتخونيني يا ****
هي فوراً امسكت وجنتها وقالت بصوت متحشرج بسبب البكاء :
– انا انا مخونتكش انا ….
عبدالله بغضب :
– انا دخلت لقيت راجل في بيتي … في اوضة نومي يا **** وكمان بتنكري ….
ثم اخذ يصفعها صفعات متتالية وهي كانت تنفي وتدافع عن نفسها ولا تفعل شيء سوى البكاء والتوسل له …
– أنا مراتك يا عبدالله … مراتك سميحة ام عيالك…
فـ ركلها بقدمه في بطنها وضهرها بشدة..
أمسكت قدمه بتوسل ونبرة متحشرة من كثرة البكاء:
– والله انت فاهم غلط غلط
عبدالله بنظرة تخرج لهيب يقتل وهو يجذبها من خصلات شعرها بعنف :
– فاهم غلط !!! معاكي راجل في اوضة نومي وتقوليلي فاهم غلط !!
فاهم غلط ازاي
لينهض علاء وهو يجر نفسه من خلفهم بصعوبة وما أن رأى عبدالله منشغل بضرب زوجته حتى ركض سريعا نحو الباب ولكن !!
خاب ظنه فعبدالله اغلق الباب بالمفتاح ليركض خلفه محاولا امساكه … فـ القى بالمقعد خلفه حتى لا يمسكه بسهولة وما أن رأى الشرفة أمامه حتى فتحها وحاول الهروب من خلالها كاللصوص… فأخذ عبدالله هاتفه من جيب سرواله ليتصل على شقيقه قائلا:
– علاء الكلب هرب …. خد اخوك وحاول تمسكه من عند سور البلكونة اللي ورا… بسرعة
اغلق الباب ليرجع إلى تلك الراكضة على الأرض كالميتة
جرها من شعرها ليسحبها نحو المطبخ وهي تمسك قديمه تتوسل له أن يرحمها فصرخت عندما رآت بيده سكين ليهمس بنبرة ساخرة :
– لا مش هقتلك دلوقتي يا ****
فتناول حبل ومقص وسكين وجرها إلى خارج المطبخ ليربطها من يديها وهو يهددها بالسكين أن حاولت الإفلات فسيقتلها حالا… ليبدأ بتكتيفها من يدها وربطها من قدميها وتثبيت الحبل بشيء ثابت حتى لا تهرب منه
ليضربها مرة أخرى بمعدتها بعنف:
– من امتى ؟؟؟؟؟
رمقته بحيرة.. فأعاد السؤال مرة أخرى:
– انتي على علاقة به من امتى ؟؟؟
همهمت بنفي وهي تخفض رأسها عند قدمه:
– والله ما على علاقة به والله صدقني صدقني مش بخونك
أمسكها من فكها بقسوة ليلكمها عليه بعنف حتى سبب لها خدوش وكدمات وفمها ينزف دماء:
– برضو بتكذبي؟ طب بلاش كده … بيجيلك البيت وانا مش موجود من امتى ؟؟؟
صرخت بتوسل :
– هموت يا عبد الله… هموت مش قادرة.
وصفعاته تتوالى على كل ما تصله كفه الضخمة من جسدها وقدمه لا ترحمها ابدا .. وتنطلق منه كلمات السباب والشتائم لم تسمعها منه قبل وهو يصفها بأبشع ما ذكر.. فأخذت تردد بدون توقف:
ـ انا مظلومة والله.. أنا ماخونتكش.. عبدالله ..والله انا مظلومة صدقني
ليفتح حزام بنطاله فجأة وينزل به على جسدها بكل غل وهي تصرخ … بينما في الخارج يسمع صوت شقيقه ووالدته يدقوا على الجرس والباب بقوة.. ولكنه يتجاهل كل هذا وهاتفه يرن
جلست أمه على الأرض أمام الباب وهي تهمس بنبرة باكية برجاء:
– عبدالله … والنبي افتح يابني … في ايه اخوك مش راضي يفهمني ايه بيحصل؟؟
ليرد أخيراً على هاتفه وشقيقه يقول له برجاء :
– ابوس ايدك يا عبدالله افتح .. انا مسكت الواد انا واخوك وكتفناه وهو مرمي تحت في بيتنا مع اخوك..
اخذت أمه من ابنها الهاتف وهي تبكي :
– والنبي يا عبدالله افتح …. فهمني سميحة عملت ايه
صرخ عبدالله بنبرة متحشرجة كسيرة :
– مش قاااااادر يا امي … مش قبل ما اقتلها
صاحت السيدة برعب :
– يلهوي تقتل ايه؟؟؟ افتح الباب لامك يابني…. متوجعش قلبي عليك
صرخت سميحة بألم شديد والحزام يسقط على جسدها بعنف:
– هيموتني يا مامااااا… والنبي تعالي خديني
بينما عبدالله يصرخ بقسوة :
– والله لو ما هفتح قبل ما اخد حقي منها
______
دلف فراس إلى مكتب كاميليا ليطلب ان يتحدث معها بأمر هام:
– كاميليا انا عايزك تكلمي فريدة في موضوع كده
– موضوع ايه ؟
– بصي أنتِ عارفاني كويس طبعا… وعارفة اني ماليش في اللف والدوران… انا بصراحة كده عايز أخطب
اتسعت ابتسامتها هامسة بسعادة:
– بجد ؟ ومين بقى سعيدة الحظ دي
فراس بتلقائية:
– ديدا
– ديدا مين ؟؟
قصدك … فريدة ؟
ضحك بعبث :
-أيوة … بس ده دلعها
ضحكت كاميليا قائلة:
– يابني بقى بتزعل لما بتقولها كده
– المهم انتي ايه رأيك ؟ انا بصراحة بقيت 31 سنة خلاص وانتي عارفة اني خلاص انفصلت ومفيش رابط بيني وبينها خلاص
كاميليا بصدق :
– ياريت بجد انت شاطر وراجل فعلا وتستاهل حد كويس وفريدة بصراحة طيبة أوي ومحترمة
سألها فراس:
– يعني هتكلميهالي؟
اومأت بتأكيد:
– اه طبعا متقلقش وان شاء الله خير..
______________
اقتربت سيدتان وفتاة من شقة عبدالله ليسألوا شقيق عبدالله و أمه عن ما يحدث فمنظر أمه وشقيقه يقطع القلب
سألت الفتاة بقلق :
– في ايه يا مرات عمي ؟ ايه الزعيق ده وايه اللي بيحصل ده ؟؟
– مفيش حاجة..مشكلة مع عبدالله ومراته
استغربت السيدة :
– خير بس في ايه ؟
ده مراته بتصوت
سمعوا صراخ سميحة يتعالى :
– طب نعمل ايه ؟؟ نكسر الباب؟
زفر شقيق عبدالله بقلة حيلة:
– مش عارف اكسره زي ما يكون حاطط حاجة ورا الباب
ليردف بصوت عال :
– عبدالله افتح بدل ما اكسر الباب
رد عبدالله بصوت متحشرج :
– قسماً بالله لو عملتها ما هسامحك ابدا
هتفت امه بدموع باكية :
– ليه بس كده يابني … عشان خاطر امك .. افتح الباب بالله عليك… قلبي بيتقطع عشانك
شهقت وهي تسمع أصوات ضرب:
– افتح الباب يا عبدالله والنبي..يابني كل حاجة بتتحل
صرخ بغضب :
– إلا دي يا أمي
– خلاص خلاص كلم اهلها… وهما يتصرفوا معاها بس افتح الباب
– مش قبل ما اخد حقي
رددت أمه بصدمة :
– لا حول ولا قوة الا بالله… ايه اللي بيحصلنا ده بس يارب
بعد مرور وقت..
هتف شقيقه برعب :
– وبعدين يا جماعة بقاله ساعة ونص على الحال ده…
اقترحت الفتاة ابنة عمهم قائلة:
– نجيب حد يساعدنا نكسر معاك الباب مش هينفع…ممكن يكون عمل فيها حاجة
اردفت الفتاة بقلق فمهما كان كرهها لسميحة ولكن لا تتمنى لها الموت بهذه الطريقة:
– حرام مهما كان هي بنت زينا لازم حد ينقذها
______________
كانت تتحدث مع فريدة وحدهم في فترة الراحة.. لتقترح عليها ارتباطها بفراس .. فرفضت فريدة خوفاً من التجربة الارتباط مرة أخرى وخاصة أنها لا تعرفه جيدا وأنه منفصل عن زوجته
– بصي يا ديدا..انا رأيي تدي نفسك فرصة بجد تفكري.. بلاش ترفضي من بره كده لمجرد أنه سبق له الجواز .. حتى ممكن تتكلمي معاه تشوفي ايه الدنيا.. وانا اضمن لك أن فراس فعلا شاب محترم جدا وجدع أوي.. يعني لو فيه نصيب ليكم سوا… بجد هيعوضك عن حاجات كتير
همست فريدة بقلق:
– بس بعد اللي حصلي.. حسيت ان فيه رجالة كتير وحشة
ردت كاميليا :
– هو ده حقيقي فعلا .. بس ما عدا واحد بس.. هو اللي بيخطف قلب البنت في الآخر.. هو ده اللي بيبقى كويس..
اومأت بإيجاب:
-زي سامح طليقك كده
هزت رأسها باستنكار :
– لا سامح ده حيوان
لتردف بنبرة ساخطة :
-احنا بنتكلم على بني آدمين
ضحكت فريدة :
– والله فعلا عندك حق
– المهم يا ديدا فكري كده وقوليلي .. مش هتخسري حاجة لو اديتي نفسك فرصة واسأليه براحتك عن طلاقه والحمدلله أنه مش معاه اطفال يعني مفيش رابط بينه وبين زوجته الأولى خلاص
– هشوف كده
____________
فتح الباب أخيرا لهم عندما حاولوا كسر الباب.. فسقط على ركبتيه أمام أمه قائلا بانهيار :
– خانتني!!! يا امي.. رجعت لقيت علاء جارنا في البيت عندها في اوضة نومي !!! وهي لابسة بيچاما وبشعرها !!! وبيقول مش اول مرة
عانقته والدته وهي تحاول أخذ السكين من يده :
– تغور في داهية سيبها تغور.. اوعى تضيع نفسك عشان واحدة زي دي
صرخ بصوت غاضب:
-وبالنسبة لخيانتها ايه بقى؟
ليردف باعتراض :
-عادى كده تدوس عليّ وعلى شرفى!!
رد شقيقه باقتراح:
– سيبها لحالها وخلاص
رد باستنكار :
-واطلقها عادي وتعيش حياتها عادي !
لينهض من على الأرض قائلا بنبرة شيطانية :
-مش قبل ما اموتها
صرخت أمه به :
– لا يابني … لا خلاص كفاية اللي حصل… كفاية اللي عملتوا فيها ده انت يابني بقالك اكتر من ساعة ونص بتضرب فيها حرام كفاية… مش عايزها سيبها لحالها خلاص… متنساش هي ام عيالك …هتقول لعيالك ايه يابني؟
التفت عبدالله يرمق زوجته الملقية على الأرض مربوطة بالاحبال وتحاول ابنة عمه و زوجة عمه و زوجة عمه الآخر يساعدونها.. لينظر إليها بنظرات اشمئزاز…وغصة مؤلمة .. يسأل بإستغراب:
– انا قصرت في ايه يا امي !!!
اخذت منه السكين رغما عنه لتناوله لابنها الثاني قائلة :
– مقصرتش يابني خلاص هي متستاهلش… اتصل بأهلها وخلاص هما بقى يتصرفوا معاها
لينظر عبدالله إليها مرة أخرى وابنة عمه والسيدات تحاول ايفاقها فهي كأنها جثة هامدة ما بين اثار ضرب عنيفة جدا ترك على جسدها آثار بالحزام رهيبة وكدمات وخدوش على وجهها وجسدها لا تعد .. ناهيك عن آثار الدماء من فمها وانفها ورأسها .. فكانت الفتاة تحاول أن تساعدها ترتدي عباءة حتى تساعدها بالذهاب إلى المشفى لكن عبدالله منع ذلك … لتقترح عليه بإحضار طبيبة من العائلة قريبتهم
هزت امه رأسها بأسى:
– لا حول ولا قوة الا بالله… مكنتش ضربتها كده يا عبدالله حرام يابني.. مش عايزها تتصل بأهلها
عبدالله بشرود:
– هتصل بيهم … بس مش دلوقتي.. تقعد كام يوم معايا وبعدين اكلمك اخوها
توسلت أمه قائلة:
– ورحمة ابوك يا عبدالله كفاية ما تمد ايدك عليها تاني
بينما هو نظر إليها بشر فهو ينوي فعل شيء تاني بعيداً عن الضرب أساساً فهو استكفى تماما مما فعله بها
ليذهب إليها هامساً بشر:
– قسما بالله لو جيبتي سيرتي او أن انا اللي عملت فيكي كده لاقتلك بجد.
لتنكمش رعباً بنفسها وهي تهز رأسها بخوف :
– مش هقول حاجة….مش هقول بس اوعي تضربني تاني
_______________________________
بعد مرور عدة أيام
تجلس معه بين يديه بحوض الاستحمام الواسع .. بنافذة كبيرة تطل على حديقة جميلة بمظهر خلاب.. فقرر زوجها أخذ حمامه أو بالأدق حمامهم سوياً بالحمام الذي بالطابق السفلي وبجانبه غرفة ..
استغلا نوم طفلتها دانا واجازة المربية اليوم.. ليستيقظا باكرا وينعما بحمام هادئ
الفقاعات البيضاء تغطيهم بالكامل، تقترب منه كاميليا تقبله على شفتيه ليبادلها تلك القبلة… لتدير بجسدها إلى الأمام وهي تأخذ الصابون الفقاعات على يديها وترفعه أمام فمها لتنفخ به فيطير عليهم فتضحك باستمتاع..ليجذبها نحو جسده أكثر فتنام بحضنه ليقبلها من وجنتها
كانت تتمدد بالحوض بين ذراعيه، فتكاد تموت خجلاً وهي معه… ليزداد من قبلاته من حين لآخر…
بعد دقائق .. وقفت ساندة جسدها على الحائط تمسك بالمنشفة الكبيرة تجفف جسدها الذي مازال رطباً إثر استحمامها.. بينما يدها الأخرى تتحسس شفتيها المنتفخة إثر قبلاته الملتهبة.. بينما وجنتيها تتخضبان بحمرة…
انه يفعل اشياء جميلة لها…كل شيء يفعله بحب نحوها، كما أنها أصبحت تبادله حبه بأفعالها !
الحب؟؟
نعم هي أصبحت تحبه كثيراً… وعدت نفسها انها سوف تعترف له بحبها سريعاً
رفعت كفيها تجس وجنتيها الملتهبة بينما ابتسامة شقية تتلاعب على فمها بينما عينيها تتابع وجهه بوسامة خطيرة ..صدره العاري، عضلات صدره الرياضية..
اقترب منها وهو يساعدها بتجفيف شعرها بالمنشفة ليحضر المجفف الشعر بالحمام ويساعدها بتجفيف شعرها لتستند بعدها برأسها بحضنه هامسة بسعادة:
– انا مبسوطة بجد.. كل حاجة بتعملها جميلة… مش عارفة ابطل تفكير في كل حاجة حلوة حصلت
قبلها من رأسها هامساً بنبرة لطيفة:
-أنتِ تستاهلي تبقي مبسوطة على طول
التفت إليه وهي تقبله من وجنته هامسة :
-ربنا يخليك ليا
- ويخليكى ليا يا كراميلا ومايحرمنيش منك
لتهمس بصدق :
- انت احلى حاجة حصلتلي اصلا
رفعت عيناها تسأله :
– نديم أنت بتحبني فعلاً؟ ومش هتيجي يوم وتسيبني؟
قبلها من وجنتها برقة:
– والله بحبك وعمرى ما اقدر ازعلك ولا اسيبك
أنتِ كل حاجة حلوة في حياتي والله
– ربنا يخليك ليا يا حياتي
_________
كانت تشعر بالذل…
أصعب أيام مرت عليها
أصعب أيام عاشتها
هي سميحة التي كانت تسيطر وتلقي الكلمة المسموعة !
أصبحت ذليلة، مكسورة
اصبحت تحت نظرات أهله ما بين الشماتة والحزن والتأنيب على حالها
عدا ابنة عم زوجها .. هي الوحيدة التي جلبت لها طبيبة تساعدها على التعافي ولولا أن الطبيبة علمت بحالة عبدالله قريبها لكانت سجنته ولكنه قريبها !
الطبيبة ما أن علمت بخيانتها عذرت زوجها قليلا, ولكن لا مبرر للضرب.. لا يريدها يتركها لحالها
لماذا كل هذا العنف؟
شهقت بقهر … يا إلهي أصبحت مشكلتها معروفة بعيلة زوجها… بالتأكيد زوجات أعمامه لن يسكتوا ابدا
كانت تحاول مع زوجها أن يسمعها ولكنه لم يعطيها الفرصة ابدا… لتسمعه يتحدث إلى الهاتف مع شقيقها سامح … هاتفاً بنبرة حازمة:
– تعالى خد اختك .. هي خلاص متلزمنيش!
– في ايه ؟؟
رد بجمود :
– تعالى خد اختك يا سامح
سأله سامح بإستغراب:
– انت بتقول ايه يا عم انت ؟ مالها اختي
ابتسم بسخرية :
– مالها !!!! اختك ****
صاح سامح باندفاع:
– انت اتجننت ولا ايه .. ازاي تقول كده على مراتك يا ابن ال..
قاطعه عبدالله بحدة :
– قبل ما تنطق ولا تقول كلمة عليا … انا بقول اللي سمعته … تيجي تاخدها ولا ارميهالك في الشارع !
اتسعت عيناه بذهول:
– هي حصلت يا عبدالله !
هز كتفيه ببساطة هامساً بقسوة :
– مش هسيب واحدة خاينة في بيتي.. سلام
ليغلق الهاتف بوجهه ويليقه جانباً… ليجد سميحة تقترب منه قائلة بنبرة مصدومة:
– إيه إللي قولته لاخويا ده يا عبدالله!!!
حرام عليك
صرخ بها بغضب :
– تعرفي تغوري من وشي عشان مش ناقصك
اقتربت منه بتوسل:
– عبدالله انت مش مديني فرصة اثبتلك حاجة انا والله ما خونتك صدقني
دفعها بعيدا عنه لتتدخل والدته بينهم قائلة لها بحدة :
– تعرفي تبعدي عنه عشان ميمدش ايده عليكي انا سكته بالعافية
اقتربت منها سميحة بنبرة باكية:
– والنبي يا ماما خليه يصدقني انا ماخونتوش والله
نهرتها السيدة باشمئزاز:
– بقولك ايه ما تقوليش ماما دي … انا لو عندي بنت مكنتش هتعمل عملتك السودا دي
لتسأله أمه :
– عبدالله انت خلاص يابني هتطلقها كده ؟
اومأ عبدالله بتأكيد :
– انا جهزت كل الورق مع المأذون واول ما اخوها يجي يكون هنا
لطمت سميحة على صدرها :
– يلهوي طلاق !!! طلاق ايه !!!!
وعيالنا… طب عشان عيالنا…احنا معانا 3 عيال!
صاح بغضب :
– اومال انتي فاكراني مش راجل عشان اسيبك على ذمتي !
اقتربت منها بنبرة باكية:
– والنبي يا عبدالله ما تطلقني بالله عليك
دفعها بعنف لتسقط على الأرض أسفل قدمه .. قائلا بنبرة حادة:
– لأ هطلقك… ومش مصدقك … اذا كان الواد ذات نفسه اعترف بكل حاجة و رميته لأهله يتصرفوا معاه هما..يعني شوية من اهلي عرفوا على أهل الواد !
خلاص اتفضحنا بسببك
ليردف بنبرة ساخرة :
– وبعدين انتي كنتي بتردي على اهلي و تقلي ادبك على اي حد في عيلتي… واقول ماشي … مش مشكلة .. رايحة كل يوم عند امك وسايبة العيال لامي .. واقول خلاص اهي بتخلص شغل بيتها وبيت امي .. لكن توصل بيكي الحقارة انك تخونيني!
شهقت بتوسل وهي تتمسك بقدميه عندما حاول المشي :
– والله يا عبدالله انا مظلومة… طب بص أنا حتى هعيش تحت رجلك… مش هروح عند امي تاني…بس طلاق لا والنبي… طب حتى اعتبرني خدامة… مش هزعلك تاني
ارتسمت على شفتيه ابتسامة صفراء هاتفاً:
-عشان تعرفي انك اخرك خدامة !
ليدفعها بقدمه بعيداً هامساً باشمئزاز:
– بس حظك اني مبتجوزش خدامات يا روح امك !
_______________
اصطحب الطفلة معه في السيارة للذهاب إلى النادي ، فهو يحب أن يجعلها تشعر وكأن والدها معها ، ولا يريد أن يشعرها بالحرمان
ثم اتصل بأخته وأرسلت له طفلها اسر ، حيث انضمت دانا في نفس النادي الذي به اسر
وما ان صعد إلى السيارة جلس بجانب دانا في المقعد الأمامي معها
فأخذ آسر أحمر شفاه سائل لامع من إحدى الماركات التجميلية باهظة الثمن من جيبه ويعطيه لدانا ، ملفوفًا كهدية في حقيبة أنيقة.
ابتسمت دانا بفرحةً وضحكت كلا من سارة ونديم ، حيث أصر اسر على إحضاره إلى دانا لأنها تحبه وكاميليا لا تريدها أن تضع تلك الأشياء حالياً، تسمح لها بمرطب شفاه فقط.
سألته دانا بسعادة غير مصدقة:
– ايه ده يا اسر؟
– ده Lip Gloss جبتهولك
ضحكت سارة قائلة باستنكار:
– وحياتك يا اسر… امك ما عرفت الليب جلوس ده غير بعد ما اتجوزت…ده احنا مكناش اطفال بقى
سألها نديم :
– انتي اللي جايباهولها؟
ابتسمت سارة بحنان :
– وانا بشتري حاجات اسر طلبه مني لدانا عشان بتحبه
– انا هرجع يا نديم عشان فارس ابني نايم…خلي بالك من اسر ودانا
أشارت لها دانا بسعادة:
– سلميلي على النونو بتاعك يا طنط سارة
– حاضر يا دندونة
ليتحرك نديم بالسيارة,نظرت إلى نديم الذي كان يقود السيارة بجانبها ، ثم أخرجت أحمر شفاه كشميري خفيف وهي تضعه على شفتيها بتركيز، ثم أخرجت مرآة صغيرة من حقيبتها لتنتهي بينما كان يراقبها كلا من أسر ونديم بإعجاب ، ليبتسم لها اسر وهو يصفق لها بسعادة على فعلتها الصغيرة وكأنها إنجاز كبير.. لتنظر إلى نديم الذي بادلته بأجمل ابتسامة بينما شفتيها الصغيرة مطلية بلون الكشمير اللامع
همس نديم بضيق معاتباً إياها:
– حطيتي ليب جلوس يا دانا؟
هنروح النادي كده ازاي بس؟
همست ببراءة طفولية:
– ده مش ليب جلوس … ده ليب بااالم يا ديم
هز رأسه بضحكة:
-هصدقك واكدب عينيا حاضر
صفقت بسعادة طفولية :
– شاطر ديم
لتسأل اسر قائلة:
– انا عسل يا اسر؟
ابتسم الطفل قائلا بصدق:
– عسل اوي يا دونات
ناولها نديم علبة مناديل مبللة لتزيل احمر الشفاه :
– عسل و قمر بس لازم تمسحيه … ده آخره يتحط في العربية، في البيت
– لا يا ديم…انا حبيته… شكلي حلو
رفع نديم حاجبه قائلا:
– هتتعاكسي يا حبيبة ديم، وانا الصراحة مش هسكت لو حد عاكسك..يرضيكي اتخانق مع حد ؟
– عشان شكلي يبقى حلو
أومأ برأسه بصدق:
– أنتِ كده كده حلوة وكمان أنتِ لسه طفلة صغننة مينفعش نحط ده دلوقتي … يلا نمسحه
– يعني لما اكبر شوية هحط منه
– بصي هخليكي تحطيه في البيت بس.. Okay
قبلته من وجنته برقة :
– Okay
________________
كان يجلس على الأرض منهاراً.. لا يصدق ما سمعه للتو!!
يا إلهي
اخته خائنة!!
أمه تجلس بجانبه كالخرساء تبكي بصمت لا تصدق ما سمعته وعرفته
أيعقل أن ابنتها التي ربتها بيديها خائنة!!!
حسنا هي بها كل الصفات السيئة ولكن هي ليست فاسقة وخائنة…
تنظر إلى ابنها سامح الجالس بجانب أمه … وزوج شقيقته الذي يتصل بالمأذون يستدعيه !!
كأنه حلم… لا بل كابوس
طلاق !!!
اصعب شيء بالحياة.. وجعه على شقيقته صعب صعب صعب
خصيصاً عندما تنفصل بسبب كهذا؟
ينظر أمامه مصدوما من كل شيء حوله
لا احد يريد أن يفهمه شيء
صاح بصدمة ونبرة كسيرة:
– ليه …. ليه ليه عملت كده !!!!!!
– يا الله
همسها لنفسه وهو يلقي بجسده على الأريكة.. رامياً رأسه إلى الخلف.. ضاغطاً بأصبعيه على جسر أنفه حتى يقلل من عنف الصداع الذي يضرب رأسه بلا رحمة..
ليجد نفسه ينهض فجأة عندما رأى اخته تقف مع عبدالله وهي تبكي فقرر جذبها من شعرها لمعرفة الحقيقة منها … لماذا فعلت بهم ذلك؟؟
هي لم تدمر زوجها فقط…
دمرت عائلتها
دمرت أطفالها
دمرت كل شيء
وما أن اقترب منهم من الغرفة حتى سمع سميحة تتحدث معه قائلة بتوسل :
– حرام عليك يا عبدالله ما تطلقنيش
دفعها زوجها بقرف:
– هطلقك … والله هطلقك
لتصيح بعدها بجنون وتهديد:
– انت لو طلقتني هقول لسامح على السر القديم اللي محدش يعرفه غيرنا انا وانت وأمي… هقوله لو طلقتني مش هسكت بقى
ابتسم عبدالله بلا مبالاة:
– ولا يفرق معايا… تحبي اطلع اقوله انا؟؟؟
اقوله انا بنفسي
اقوله يا سامح اختك جت اتحايلت عليا انها تضايق كاميليا عشان عزلت … اقوله ان انا جبت كشف حضور اسم مراتك مكنش مش موجود وانا السبب … وبتخطيط اختك !!
اللي لعبتها قلبت بطلاق ؟؟
قلبت بظلم واحدة بريئة!
واحدة عمرها ما عرفت راجل في حياتها غيرك يا سامح !
واهي دلوقتي ربنا عوضها عشان هي كانت مظلومة
تجمدت يدا سامح على مقبض الباب وهو يستوعب ما وصل لأذنيه للتو… وأغمض عينيه بألم وهو يسمع ثاني غدر من شقيقته!!! بعد غدر خيانتها لزوجها ولعائلتها…
زفر بجنون وهو يمر بذهنه كل اللحظات السيئة منذ سنوات…
فتح الباب ببطء.. لتصطدم عيناه بعينيَ شقيقته الذي شحبت ملامحها على الفور لتواجه عينيّ سامح اللذين اتقدتا كجمرتين..
تفتكره سامح وميادة هينفصلوا؟
متوقعين رد فعل سامح ايه مع سميحة وأمه لما عرف الحقيقة ؟
سميحة صعبت عليكم؟ ولا تستاهل؟
ايه رأيكم بعلاقة نديم بدانا؟
ايه رأيكم بعلاقة نديم وكاميليا ؟
تفتكره فريدة هتوافق على فراس ولا لا
حسيتوا بمشاعر الابطال والمشاهد؟
لا تقلق بشأن الانتقام من أي شخص
فالقدر مبدع في تصفية الحسابات
ومن جعلك تبكين قهرا, فالقدر سيعتني ببكائه مثل المطر ذات ليلة، بينما أنت تبتسم !
ـ ليه؟.. ليه؟؟.. دي كاميليا كانت ممكن تموت في ايدي!!!
نطقها سامح لاخته بذهول..
صرخت سميحة بانهيار وهي تواجه شقيقها:
– انا .. انا..
حاولت تقترب منه إلا أنه مد ذراعه على طولها ليمنع اقترابها صارخاً بعنف:
ـ ابعدي عني..اياكي تقربي مني
اقتربت منه قائلة بندم:
– أنا مكنش قصدي يا سامح
صفعة قوية وألم شديد و جذب شعرها بقوة.. وصراخ سميحة حتى دلفت أمها إلى الغرفة :
– مكنش قصدك !!!!
ظلمتيني وبوظتيلي حياتي وتقولي مكنش قصدك ؟؟؟
كاميليا كانت مظلومة!!!
ابتسم عبدالله بتشفي قائلا :
– كاميليا اصلا كانت ملتزمة بالحضور المحاضرات ومغابتش إلا لما كانت امك بتمنعها تروح بس !
ليقص عليه سريعا ما حدث وما فعله بتخطيط اخته ومعرفة امها
ليلتفت نحو أمه صارخا بصدمة :
– حتى انتي يا ماما !!! حتى انتي كنتي عارفة !!!
عارفة وموافقة !!!
ليردف بحرقة:
– كنتي عارفة اللي بنتك وجوزها ناوية تعمله !!!
كنتي عارفة.. ليه عملتي كده .. ليه دمرتي حياتي وحياة بنت بريئة مالهاش اي ذنب
منك لله يا شيخة
اندفعت سماح “أمه” نحو سامح متجاهلة تحذيره وهي تصرخ به بدورها:
ـ اسمعني يا سامح.. افهمني يا بني.. أنا عملت كده عشانك..هي كانت هتاخدك مني وانت وانت كنت بتحبها..
صرخ بقوة:
ـ عشاني!!.. أنتِ عارفة أنتِ قلتِ إيه؟.. فاهمة أنتِ وبنتك عملتوا ايه !!
دمرتولي حياتي !!
طلقت واحدة مظلومة… سيبت مراتي وبنتي تتربى بعيد عني
ده انتوا حتى شككتوني في بنتي
قاطعته أمه بصرخة :
ـ انا اسفة يا سامح … والله انا كنت فاكرة هتعلمها الادب شوية وترجع معرفش انك كنت هتطلقها وتضربها
صرخ باندفاع وكسرة:
ـ مكنتيش تعرفي!!!!.. ده انتي اكتر واحدة شجعتيني على الطلاق
عيشتيني انتي وبنتك وجوزها كل السنين دي في عذاب !!
عذاب مش طايق نفسي… عذاب وانا مصدوم في كاميليا انها خانتني!
كانت صرخة مشروخة.. وهو يتأملهم محاولاً التحكم في دموعه التي تساقطت.. ومجاهداً كل شياطينه التي تحثه على الانتقام.. ولكن أينتقم من أهله؟!!.. كيف؟..
مسح وجهه بكفيه وهو يصارع للخروج من حيرته… وصدمته بهم
كانت صدمته بأمه اصعب واصعب!!
شعر بأنامل والدته تملس على جبهته بحنان.. فابتعد عنها صارخاً:
– اوعي تقربي مني
ترقرقت الدموع بعينيّ سماح وهي تلومه بألم:
ـ للدرجة دي.. للدرجة دي واحدة زي كاميليا دي خليتك تكرهني وبقيت مش طايق لمسة من أمك..
ضرب بقبضتيه بعنف على الجدار خلفه وهو يبتعد عنها هاتفاً بقوة:
– كاميليا !!!! كاميليا اللي ظلمتيها وبوظتي حياة ابنك !
كاميليا اللي كانت مراتي.. وكل ده ليه.. ليه.. لييييييييه؟؟؟؟..
علا صوته بصراخ هيستيري وهو يلمح شفتي والدته تتحركان.. فقاطعها بقوة:
– كنتي بتفهميني دايما عشان ابقى راجل اني امشي كلمتي على مراتي و تكون كلمتي هي الكلمة المسموعة و اطيع امي طبعا عشان ده البر !!
ربته بأنانية بحب مشروط يجب عليه أن يفعل لها شيء مقابل حبه لامه
ليردف بنبرة متحشرجة وهو يجلس على الأرض أمامها:
– ليه عملتي فيا كده ؟ ده انا كنت من ايدك دي ل ايدك دي … كنت بخلي كاميليا تسمع كلامك في كل حاجة… بعد كل ده تعملي فيا كده ؟؟؟
صرخت أمه بقوة مبررة له :
– لا لا يا سامح متقولش كده.. انا كنت خايفة … كنت خايفة اسمح لواحدة تدخل تنافسني و تاخد اهتمام ابني … انت ابني الكبير … ابني اللي كنت بشوف فيه املي.. انا عمري ما دوقت حنية من ابوك… مكنش بيتكلم الا بايده… كان بيضربني … عيشت واستحملت عشانك انت وأخواتك..
كانت تبالغ في عواطفها و تعلقها بابناءها .. كانت تحاول تعويض النقص الذي عاشته مع والدهم… كانت خائفة ان تصير زوجته منافسة لها …
ردد بهمس مذهول:
– عشان كده حبيتي تدوسي عليا انا ؟؟؟ تذلي طليقتي ؟؟
قاطعته بحقد :
-كنت شايفاها ضرتي… مش مرات ابني !!!!
تجمد للحظات وهو يسمع جملتها الغريبة التي افاقته من غشاوة عينيه الظالمة… لينهض من مكانه ليقترب من اخته يهزها بعنف :
– وانتي ؟؟؟ عملتلك ايه كاميليا يا سميحة عشان تعملي فيها كده !
ردت بلا مبالاة وغل:
– عشان هي كانت عاملة فيها انها رقيقة ومن حتة تانية ؟!
عشان يعني هي كانت عايشة طول عمرها بره مصر ! كرهتها.. كاميليا !!! مين دي عشان تكون متدلعة من اهلها و انا لأ… و اخويا يتجوزها ويكون بيحبها !
كان لازم الرؤوس تتساوى يا سامح .. كان لازم هي تجرب اللي انا عيشته مع امي … تجرب أن حد يأمر وهي تسمع الكلام…تجرب حياتي مع حماتي…زي ما انا بشتغل واعمل بيت حماتي…
كانت تراها منافسة ليها لازم يجب أن تهزمها بكل الطرق
لتردف بحرقة:
– كنت فاكرة انك هتمنعها من التعليم…زي ما انا اتحرمت منه زمان…زي ما اتحرمت ادخل معهد ولا كلية زي باقي البنات اللي كانوا قدي… زي ما امي حرمتني منه
هتف عبدالله بذهول:
– بتتحرقي من اي واحدة متعلمة…بتضايقي و تبوظي حياة اي واحدة اتعلمت؟؟؟ عشان كده حاولتي تدمري دنيا وخليتي اخوها يمنعها متدخلش 3 ثانوي وتقعد في البيت…عشان كده كنتي بتضايقي ميادة عشان هي كمان اتعلمت..
هزت رأسها باستنكار:
– ليه هما يتعلموا وانا لا … ليه ميادة الفقيرة دي تتعلم.. وانا انا مش زيها … حتى دنيا العيلة المفعوصة عايزة تكمل تعليمها!! انا من حقي اخليهم زيي..
لتنظر إلى امها قائلة:
– اتحايلت عليكي يا ماما تخليني اكمل دراستي…بوست ايدك ورجلك قولتيلي معنديش بنات تكمل دراستها !!
انتي السبب … انتي السبب في اللي انا فيه… ضيعتيلي مستقبلي
سخرت منها امها بحدة:
– تعليم ايه و زفت ايه ؟ دي غلطتي اني كنت عايزاكي تتجوزي وتبني حياتك…هو ده مستقبلك..
صرخ بهم سامح بغضب لأمه وشقيقته :
– انتوا ايه ؟؟؟؟ انا حاسس اني بشوفكم لأول مرة.. انتوا اهلي !!!!
حاولت أمه الاقتراب منه ليدفعها برعب وكره … لتمسكه من كتفيه بقوة قائلة بهستيريه:
– بقيت تكره امك!! امك اللي استحملت في جوازة عشانك انت وأخواتك…
امك اللي استحملت ابوك اللي كان بيضربها !
ده أنا كملت في جوازة مقرفة عشانك انت وأخواتك !
كانت تشعره دائما انها مظلومة… فيشعر بتأنيب الضمير تجاهها
كانت تجعله يشعر انها لن تحبه ولا ترضى عنه إلا عندما يطيعها … وان رضا ربنا عنه أو نجاحه بحياته مربوط برضاها هي فقط!
كان والده عنيف جدا ويعنف امه واولاده … لذلك كانت دائما تشعر أطفالها أنها مستمرة في العلاقة من أجلهم… لتشعرهم انهم مديونين لها طوال العمر
ابتعد عنها وهو يهز رأسه قائلا بنبرة قاسية للغاية:
– ما انا مش هعيش مديونلك طول عمري !
يا إلهي … اتت اللحظة التي فاق منها ابنها وهو ينكر جميلها عليه !!
تذكر ذلك جيدًا يا من تؤلم غيرك وتمضي وكأنك لم تفعل شيئًا أو توهم نفسك أنك فعلته من أجل مصلحته ليرتاح ضميرك…
فإن زرعت خيراً جنيت خيراً .. و إن زرعت شراً جنيت شراً
إن الله عادل ، وإن لم يكن في الدنيا عذاب ففي الآخرة
حسبنا الله في من خدعونا
حسبنا الله في من كذبوا علينا
حسبنا الله لمن غشونا وخدعونا بما لا يحق لنا التعب.
كان عبدالله قد قرر اتخاذ وضع المتفرج في النقاش الدائر بين أهل زوجته..
التفت لحماته.. وأخيراً قال بعنف مكبوت:
-ياريتك ما كملتي في الجوازة دي
شهقت سماح بصدمة:
– ايه اللي بتقوله ده !
هز كتفيه باستهانة:
– ساعات الطلاق بيكون ارحم بكتير من انك تخلفي عيال مش سويين نفسيا .. بصي لعيالك وانتي تعرفي ليه.. ربيتي ابن معندوش شخصية قدامك وبنت متتصرفش خطوة إلا بمعرفتك.. وظلمتي ناس تانية معاكي
ليردف بعدها بغيظ :
– انتي ربيتي عيالك انهم انهم ميعرفوش ياخدوا قرار من غيرك
حتى عندما كانوا يأخذوا قرار وحدهم ويصبح خطأ .. كانت تتصيد الاخطاء لهم حنى تثبت انهم لا يستطيعوا فعل شيء بدونها
ليضيف عبدالله بكبت :
– و ربيتي عيالك انهم ميعرفوش يختاروا حاجة لوحدهم.. حتى اللبس والاكل وده انا عيشته مع مراتي .. بنتك سميحة متعرفش تشتري طرحة من غيرك ولو انتي مش معانا بتكلمك فيديو دايما … حتى أدوية عيالها وادويتها لما تتعب متعرفهاش … انتي اللي بتشتريها معاها… سميحة اللي هي عدت التلاتين متعرفش تتصرف خطوة من غيرك !!!
فما بالك بقى باللي عملاه مع اخواتها الولاد اللي منهم واحد متجوز ومخلف !
ردد سامح بذهول وهو يفهم كلام زوج اخته جيداً :
– كنت مقتنع طول عمري اني اعمل كل إللي تقولي عليه يا ماما من غير تفكير !!
قاطعه عبدالله بقوة:
-و على حساب مين؟؟ .. ظلمت نفسك وغيرك وفاكر إن كده بترضيها فيرضى ربنا عنك!
دافعت الأم بحدة :
– انا انا السبب في كل اللي هما فيه ده واللي هما وصلوله.. لولايا مكنش هيعيشوا في المستوى ده … انا استحملت أبوه استحملت كل حاجة عشان متطلقش ويتبهدلوا .. ابوهم هددني مش هيصرف على عياله ولا جنيه وهتمرمط لوحدي وحتى اهلي هددوني لو اتطلقت محدش هيساعدني في مصاريفهم … مكنش هيستحملوا الفقر… انا بسببهم كملت مع ابوهم لحد مات .. استحملت معاه كل حاجة … كنت اعمل ايه !!! اتحوج لاهلي ! اللي كانوا رافضين الطلاق ب ٣ عيال !
ولا اكمل مع ابوهم اللي كان هيعيشهم في مستوى كويس وكل واحد في عيالي له شقة..
انا استحملت عشانهم…
لتضيف بجمود :
-إيه المشكلة انهم يضحوا عشاني ولو بحياتهم كلها علشاني زي مانا..
قاطعها عبدالله باستهزاء:
– زي ما فهمتيهم إنك ضحيتي بعمرك علشانهم!!
فاسمع بقى كلام امك يا حبيبي .. وخليك ابن امك فعلا
فابنها أصبح لعبة في أيديها وبين يدي رغباتها رغماً عنه .. هو ضعيف أمامها
هزت رأسها باستنكار:
– عشان الناس مش هتخاف عليهم زيي .. ولا حد هيحبهم قدي..
وقف أمامها سامح يواجهها بنبرة باكية :
– وانا قصرت معاكي في ايه ؟؟
ده أنا كنت عايز اعوضك بأي شكل…
حسناً … حب الام لا خلاف عليه ..
ولكن !! ليس لدرجة أنه يطيع أمه طاعة عمياء ! أليس كذلك؟
صاح عبدالله بنبرة ساخطة:
– واهو مقابل كل ده حصل ايه !!!
جبتيله زوجة جديدة بس نسخة منك … شبهك بالظبط … سيطرت عليه وخلته يسمع كلامها هي … هو اه مش بيسمحلها تقول حاجة ولا تضايقك … لكن اخدته منك شوية .. بتخليكي تشوفي ابنك وتكلميه بمواعيد !
ضيعتي من ايده واحدة ملاك زي كاميليا!
توسعت عيناهم بذهول لرد عبدالله.. ليفاجئه سامح برد آخر يسأله بقهر:
– ليه يا عبدالله ليه عملت كده؟
ليه خلتني اخسر كاميليا..
رد عبدالله بتبرير :
– مكنتش شبهك .. مكنتش تستاهلك قولت اخلصها منك .. ده جزاتي ؟
شتمه سامح بغضب :
-انت *** يلا
ابتسم عبدالله بتشفي:
– ده انت بالظبط
ردد سامح بغيظ وعيون حمراء :
-ليه سمعت كلام اختي ! وساعدتها تخرب عليا حياتي
هتف عبدالله بصراحة ؛
– وانت كان فين مخك .. مافكرتش ليه تدور وراها كويس وتتأكد!
هز كتفيه بحرقة :
– عشان … كنت واثق فيكم.. بس انت ظلمتني زيهم يا عبدالله انت السبب انت واهلي
هتف عبدالله بقوة مقاطعاً:
– لا يا سامح انا مظلمتكش … انت اللي ظلمت نفسك لما عميت عينيك عن الحقيقة
ليضيف بنبرة صارمة :
– انا صحيح اديتلك السكينة آه .. بس مقولتلكش ادبحها يا سامح !
لينظر بعدها سامح إلى أمه قائلا:
– بتزعلي لما ميادة بتمنعني اكلمك بعد الساعة 8 !!!
انا بقى ولا يفرق معايا اكلمك ولا اشوفكم .. ومش هسكت لحد ما ارجع كاميليا
قاطعت سماح كلامه وهي تصرخ بهيستريا:
ـ أنا كان عندي حق.. عندي حق.. أهي كاميليا بسببها كرهتني أهو.. وكمان ميادة بتحاول تبعدك.. ومش عايزاك تقعد معايا كتير.. سامح يا حبيبي… انت تطلق ميادة دي وتنسى كاميليا هي اصلا اتجوزت خلاص.. ولو على بنتك ناخدها منها
صرخ سامح مقاطعاً:
ـ مامااااااااا
قال لها بصوت حاسم:
ـ أنا حاولت.. والله العظيم أني حاولت اعوضك عن كل اللي مريتي بيه مع ابويا بسببنا .. رغم أنك آذيتني وآذيتي طليقتي وبنتي.. ودلوقتي عايزة تأذي مراتي
ابتلع ريقه بصعوبة وهو يكمل:
ـ انا مش هسمحلك تقربي من حد يخصني تاني عشان لو حاولتي تعملي حاجة تاني من ورايا… وقتها فعلاً هتكوني خسرتيني بجد..
دخلت ام عبدالله إلى الغرفة قائلة بضيق :
– المأذون وصل
صرخت سميحة وهي تتمسك بزوجها من قدميه وهي تبكي تحت قدميه بكل ذل وقهر :
– والنبي يا عبدالله ما تطلقني والنبي… والله انا مظلومة
دفعها عبدالله وهو يخرج مع أمه فحاولت أن تخرج خلفه تقنعه ليوقفها سامح قائلا بنبرة شيطانية وهو يجذبها من شعرها وقوة :
– عارفة يا بت اللي حصلك من جوزك ده واللي عمله فيكي ده اقل حاجة… ده انتي هتعيشي معانا ايام زي الزفت… تنسي بقى الحب والحنية اللي كنت بديهالك … من هنا ورايح هطلع عليكي القديم والجديد كله … اسوء معاملة هتشوفيها مني … عشان تفتكري في كل لحظة نتيجة عمايلك فيا… وعشان اللي عملتيه فينا وفي نفسك ده
هزت رأسها بعنف :
– انا انا مظلومة يا سامح..
انت ليه مش مصدقني
لتصرخ باستنكار:
– ليه أهل كاميليا كانوا مصدقينها … ليه انتوا بتبصولي كده !!!
لتضع رأسها على الأرض بانيهار وهي تردد:
-انا بكرهكم…. بكرهكم
طوال سنوات حياته السابقة كان كل شيء مختلفًا لم يكن ليتصور نفسه هكذا والآن بعد أن نظر للامام، أدرك أن موقف واحد يمكن أن يفعل الكثير للشخص.
موقف واحد آفاق تفكيره ونور بصيرته
يوما ما ستفهم أن الدنيا تدور، ثم تعود وتقف أمامك
لتفعل بك ما فعلته بالآخرين
تذكر ذلك جيدًا ، يا من آذيت الآخرين، وتستمر كما لو أنك لم تفعل شيئًا
لدينا قانون يسمى الدوران لا يمكن لأحد تجاوزه
ثق تمامًا بأن كل ما تفعله سيعود إليك
يجب أن تشرب من نفس الكأس مثل أفعالك
لذا قم بتحسين مشروبك!
__________
يجلس في غرفة المعيشة على الأرض فوق السجادة ويضع على فخذيه وسادة صغيرة ومنشفة صغيرة عليها… بينما يرتدي منامة باللون الرمادي.. ودانا ترتدي صغيرة منامة باللون البترولي الفاتح، ترتدي تجلس فوق الأريكة.. وتضع قدميها الصغيرتين فوق المنشفة ممسكاً بها نديم ويضع لها طلاء اظافر باللون الوردي باهتمام، كانت كاميليا دوما تجد صعوبة بوضع الطلاء الاظافر على اظافر طفلتها من صغر اظافرها…والطفلة تبتسم له وتقبله من وجنته بحب
ليسألها نديم بتوجس:
– بعرف احط ولا لا؟
– انت شطور يا ديم … بتعرف تحطلي احسن من مامي
تدخلت كاميليا قائلة بعتب:
– يا بكاشة بقى نديم اكل الجو يعني !
رفعت دانا أصابعها وهي تتسلق من على الأريكة لتتجه ناحية امها قائلة:
– بصي يا ميكي… ديم حطلي لون جميل اوي
ابتسمت كاميليا بتأثر وهي ترمق نديم بإعجاب :
– ديم بيعمل كل حاجة جميلة اصلا
ليغمز لها نديم قائلا بعبث :
– طب ايه ؟ ديم ميستاهلش بوسة على اللي عمله ده
لتركض تجاهه الطفلة وهي تقبله من وجنته عدة قبلات ليعناقها وينهض من مكانه ويرفعها بالهواء فتتعلق بحضنه مرة أخرى وتختبئ بصدره فتقترب منهم كاميليا ليشير إليها بأن تكافئه مثل دانا وما أن اقتربت منه لترتفع على أطراف قدميها وتتمسك بكتفه حتى تقبله على وجنته فأدار وجهه سريعا لتسقط القبلة على شفتيه فتبتعد بخجل وهي تلكزه بخفة على ذراعه فيقبل دانا التي لا تفهم اي شيء
بعد مرور أقل من ساعة كانت نامت دانا مبكرا كعادتها مؤخراً كما أخبرتها المربية خاصتها بتأكيد النوم باكرا .. في البداية احيانا تنام كاميليا بغرفتها واحيانا تنام بجانبهم وتنقلها كاميليا إلى غرفتها.. ولكن مؤخرا أصبحت تنام وحدها, حتى تعتاد على النوم بغرفتها
لترتدي كاميليا فستان ابيض بوردات صغيرة زرقاء نصف كم ضيق من الاعلى وينزل باتساع قليلا من الخصر.. ومفتوح من منتصف فخذها من الامام، بينما تضع احمر شفاه كشمير داكن يزيد شفتيها فتنة وإغراء … لتسحبه بعدها إلى الشرفة الواسعة بغرفتهم .. فلديهم شرفة واسعة جدا يتوسطها عمودان باللون الابيض من الديكور الخاص بالتشطيب.. فوجد الأرض تفترش بالورود المتناثرة الحمراء وبالنصف توجد أرجوحة نوم بقماش ناعم.. وبجانبها طاولة سوداء صغيرة موضوع عليها قطع البان كيك بالتوت وبجانبهم كاسين من المشروبات الغازية وقطع من الفواكه المتنوعة
اندهش نديم من ما فعلته ليجذبها إليه متسائلا بمكر :
– لأ ما تقوليش … هنا ؟؟؟
لكزته على صدره بخجل :
– قليل الادب اصلا
تأوه بضحك :
– بهزر بهزر
ليرفع يدها وهو يقبلها عليها :
– تسلم ايدك يا كراميلا… مبسوط اوي باللي عملتيه ده
لتأخذه من يده ويجلس نديم على أرجوحة النوم ويخرج قدميه من كل ناحية وكاميليا تجلس بالنصف بين قدميه وسندت ظهرها مثله وشعرها الغجري الناعم يتساقط خلفها وكأنهم نائمين فسألته كاميليا :
– بجد عجبك؟
نهض قليلا ليلتقط شفتيها الحمراوتين في قبلة ألهبت مشاعرها:
– زي ما أنتِ طول الوقت عجباني
وضعت يدها على ظهره تشده إليها بينما يدها الأخرى فوق صدره .. لتقول مغمضة عينيها :
_ بحبك..
تفاجئ .. حسنا هي لم تقولها من قبل … ولو كذبا لم تقولها
واليوم قالتها بصدق…
لتومئ له بكل ثقة …
تنهد وضمها اقوى لصدره:
– قولتي ايه؟؟
همست بعشق صادق:
– بحبك يا نديم… انا بجد بحبك
ليشدها إليه بعناق قوي وهو يسحبها إلى صدره..بعناق ألهب مشاعرها :
-انا كمان بحبك يا كاميليا
في ذلك الوقت شعرت بضربات قلبه تشتد أسفل يدها
شعرت أن ضلوعها تتداخل مع ضلوعه، حسنًا ، هذه ليست المرة الأولى التي عانقها فيها ، لكن هذا العناق مختلف عن أي مرة عانقها بها…
شعرت وكأنها تمتلك كل العالم في ذلك الوقت
شدها إليه وهو يستنشق عطرها الآسر برائحة الكراميل.. ويضع أنفه بين خصلات شعرها.
شعرت أنفاسه الدافئة بالقرب من كتفها الناعم، وجهها يتوهج بخجل..
لتستند على أكتافه العريضة كي تقبله هي تلك المرة … فابتعد عنها قليلا وهو يسألها بتوجس:
– كاميليا انتي بتقولي كده بس ؟ ولا انتي فعلا حبيتيني !
شدته إليها تلك المرة وهي تثبت له حبها بقبلة هامسة أمام شفتيه :
-بحبك دي قليلة عليك اصلا.. انا بعشقك
فبادلها قبلتها .. بينما تجاوبها معه فك لجام سيطرته بالكامل ليضمها بين ذراعيه متعمقاً في تقبيلها… انحدر رأسه ليلثم بشفتيه عنقها هامساً بأنفاس حارقة:
-ربنا ما يحرمني منك يا كراميلا
تسارعت أنفاسها واناملها تلتف حول خصلات شعره الناعمة بينما قلبها مازال يخفق بعنف شديد وهو يرفع برأسه مجدداً ليقابل وجهها وهو يهمس أمام شفاهها المنفرجة قليلا:
– بس انتي متأكدة مينفعش هنا صح ؟
لكزته على كتفه وهي تبتسم بخجل :
– عيب والله
ليضحك قائلا:
– لا انا بنكشك بس… انا اللي قولتيه دلوقتي ده عندي بالدنيا
لتستند برأسها على كتفه قائلا برجاء:
– اوعى توجع قلبي يا نديم..انا كنت حالفة ما اقول الكلمة دي ابدا لحد طول الأربع سنين اللي فاتت
رفع رأسها إليه قائلا بحنان:
-ما عاش اللي يوجع قلبك يا حبيبتي
ليردف بثقة:
-أنتِ أصلا مالكيش تعويض و أي حد خسرك هيفضل عمره كله ندمان
ابتسمت بسعادة :
– يا بختي بك بقى
صحح لها هامسا:
-قولي يا بختي انا بكِ…
– ماما كانت دائما تدعيلي وتقولي ربنا يعوضك بالاحسن.. مكنتش متخيلة ان عوض ربنا حلو اوي كده..
كل ما ابصلك وبنتي معانا اقولها ياااه لو كنت اعرف كده
مكنتش عيطت زمان او كنت عيطت كتير اوي عشان اقابلك في الاخر
-ربنا عمره ما بينسى حد على قد تعبك هيديكي
لتهمس بسعادة بالغة:
– و رزقني بأحلى واجمل راجل في الدنيا كلها…ربنا يخليك ليا يا حبيبي
ابتسمت قائلا بعبث:
– أيوة اثبتي على حبيبي دي بقى…
صدحت اغنية (أخيرا قالها ) على هاتفه
“أخيرا قالها، قال أحبك قالها
وأنا قلبي، قلبي، قلبي توقف بعدها
من فديت أنا العيون، قال أحبك وبجنون
ودي أطير ودي أعيش في الدنيا بقربها”
واحد أحبه من زمان، وما يحس أحبه كان
وأنا كنت أعاني من زمان أتاني حس بوقتها
أخيرا قالها، قال أحبك قالها
الفرحة يمه لقيتها (لقيتها) صعب جدا وصفها
هو قلبي وهو نبضه وأحلى نبضة قلبي يديقها
الفرحة يمه لقيتها (لقيتها) قال أحبك قالها
الفرحة يمه لقيتها، صعب جدا وصفها
هو قلبي وهو نبضه وأحلى نبضة قلبي يديقها
إيه صحيح أني هويت، حتى إسمي أني نسيت
لما قال إيه تعال إحضني بوقتها
أدري ما يكفي الكلام يجنن إحساسي الغرام
وأني مغرم أني أحبه أني عاشق يحبني قالها
وأخيرا قالها، قال أحبك قالها”
_______
في اليوم التالي
كانت تتحدث إلى اختها بالهاتف
– عارفة يا فاتن.. انا اكتشفت اني مكنتش متجوزة بجد
اتسعت عينا فاتن بدهشة :
– نعم ؟ ازاي يعني
تنهدت كاميليا بسعادة :
– اكتشفت ان في حاجات ممكن الواحدة تعيشها وتجربها لو الشخص بيحبها
انا بقى حسيت اني مكنتش متجوزة قبل كده
لتردف بشرود :
– عيشت حاجات معاه بشكل مختلف خالص
حاجات اول مرة اعيشها او أحسها
سألتها فاتن بابتسامة لسعادة اختها :
– حبيتيه يا كاميليا ؟
اومأت كاميليا بحب :
– عمل كل حاجة تخليني أحبه.. اثبتلي ان هو ده الراجل اللي كنت بدور عليه.. هو ده الراجل اللي كان في خيالي وبتمنى الاقيه
ازاي لمسة أيده مختلفة ليا.. ازاي حضنه فيه امان الدنيا كلها
ببقى مطمنة وانا بين ايديه مش عايزة حاجة تاني
– ربنا يسعدك يا قلب اختك.. ويخليكو لبعض دايما
– يا رب يا حبيبة قلبي ويخليكي ليا
ردت بتذكر :
– انا هروح لماما بقى … عشان النهاردة اجازتي من الشغل مانتي عارفة نديم خلاني اروح ايام اقل شوية
– ماشي سلميلي عليها
__________
ماذا لو عاد معتذرًا؟
بحق بالله ، لا تأتي
لا تشوّه الشعور أكثر مما هو عليه ،
يكفيني كل هذا الخراب بسببك
بحق بالله ، ابتعد بكل طاقتك .
حتى وإن رأيتني في أحد الأيام أمامك ، لا تعاملني وكأنك تعرفني حتى !
بل حاول أن لا تلاحظني
إرحل .. ارحل
رن جرس باب الشقة..فتحت الباب وتذكرت جدها او شقيقها نسوا المفتاح او شيء كهذا، وفوجئت بـ “سامح” أمامها… زفرت بغيظ وحاولت غلق الباب بوجهه ليدخل بنصف جسده حتى لا تغلق الباب… لتنادي والدتها بصوت عال.. فنهرت سامح ولكنه حاول الدخول بسماجة قائلا:
_ هتسبيوني واقف بره يعني !
ردت امها بنبرة ساخرة:
– ما انت دخلت خلاص!
صرخت كاميليا قائلة وامها تغلق الباب :
– انت عايز ايه ؟؟؟
انت ناسي تهديد جوزي ليك؟؟
لو هتيجي تقول بنتي والاسطوانات بتاعتك القديمة دي فأنت تنساها خالص… بنتك ايه … بنتك اللي شكيت فيها !!؟؟
اللي خليتني اعملها تحليل DNA !!!
مفيش بنتك دي تنساها يا استاذ
لتضيف بسخرية :
– هو انت نسيت احنا مطلقين ؟؟
يعني لا تدخل في حياتي ولا ادخل في حياتك..
واعتقد كل واحد فينا شاف حياته خلاص…
عيب اوي انك تيجي لحد هنا وانت عارف اني هنا وكمان وانا متجوزة !
اقترب منها والشوق يذبحه والندم يقتله :
– كاميليا انا اسف … انا لسه بحبك وعايز نرجع انا وانتي وبنتنا
________
-ايه رأيكم في مشهد مواجهة سامح وأهله؟؟ وحسيته بمشاعر المشهد يمكن من أصعب المشاهد اللي كتبتها..وحابة اعرف رايكم في المشهد ده بالذات واعرف إذا كنت قدرت اكتبه بشكل كويس ووصلت مشاعرهم صح ولا لا؟
– ايه رأيكم في اعتراف كاميليا بحبها لنديم؟
-متوقعين رد فعل كاميليا ايه في مواجهة سامح ليها؟
– تفتكره كاميليا هتسامحه؟ او هتسمح له يشوف بنته؟
– متوقعين سامح و ميادة هيكملوا مع بعض ولا هيتطلقوا؟
– شايفين مين الغلطان في شخصية سامح وسميحة ؟
الام السبب ولا ابوهم؟ ولا هما اللي عملوا كده في نفسهم؟
“لا تَظلِمَنَّ إِذا ما كُنتَ مُقتَدِراً
فَالظُلمُ مَرتَعُهُ يُفضي إِلى النَدَمِ
تَنامُ عَينُكَ وَالمَظلومُ مُنتَبِهٌ
يَدعو عَلَيكَ وَعَينُ اللَهِ لَم تَنَمِ”
_ علي بن أبي طالب
– بنتنا !!
قهقهت ضاحكة باستنكار وهي تبتعد، لتردف بنبرة شيطانية تلعب على الوتر الخطير :
– آسفة مقدرش اخلي بنتك ترجعلك… مش هقدر ارجع بنتي مع عمتها ست خاينة
إذا كان الكلام يقتل، لكان قد مات في الوقت الحالي!
لتضيف باحتقار:
– كان نفسي اقول كلمة تانية حد قالهالي قبل كده بس انا مؤدبة ومتربية… مش هعرف اتعامل بنفس مستواه
نظر سامح الى ام كاميليا بحرج .. لتدلف امها إلى المطبخ وهي تتركهم … حتى تخرج كاميليا كل ما في جوفها .. شعرت أن تلك المواجهة بينهم قد أتت وبالتأكيد هي الأخيرة
نكس رأسه قائلا بألم:
– كاميليا
قاطعته بقسوة :
– ايه ؟؟؟ كنت فاكرني مش هعرف… واحدة اتصلت عليا تقولي… اصل الموضوع شكله انتشر في عيلة جوزها !
هدر بهذيان:
– كاميليا ممكن منخلطش الأمور ببعض !!
صرخت باشمئزاز:
– منخلطش ايه ؟؟؟؟
هي دي مش اختك ولا انا ناسية ولا حاجة !
دي عمة بنتي … والله مكسوفة اقول عمتها … مش عارفة بنتي لما تكبر وتعرف ان عمتها عملت العملة السودا دي هتعمل ايه…وانت عايزني اديهالك تربيها معاها…مش لما تعيد تربيتك انت واهلك الاول
لتضيف بتذكر:
– ده انا سمعت صحيح أن جوزها مدهاش اي حقوق خالص ولا قايمة ولا مؤخر ولا دهب ! وحتى ولادها خدهم منها.. عشان مش مأمن عليهم معاها !
سبحان الله زي ما انت عملت بس الفرق أنه جوزها راجل .. اخد منها عيالها، وعلى الأقل انا خدت قايمتي.. اه انت ظلمتني ومأخدتش دهبي ولا مؤخري .. لكن اختك طلعت بالعباية اللي لابساها
همس بنبرة متحشرجة كسيرة:
– كاميليا… انا عرفت اني ظلمتك…انا عرفت الحقيقة… وعرفت اني مش قادر استحمل نفسي كده .. وعرفت اللي اهلي عملوه فيكي
قاطعته باستهزاء:
– ها وبعدين .. استنى هكملك انا .. اه مش قادر تعيش من غيرى وحياتك بقت صعبة
رد بشك:
– انتي بتتريقي؟؟
قهقت ضاحكة :
– انت متجوز وجاي تقول لواحدة غريبة عنك ومتجوزة بحبك … ازاي يعني ؟
تحشرج صوته بنبرة باكية والدموع تسقط من عينيه :
– عشان دي الحقيقة… انا فعلا لسه بحبك يا كاميليا.. كنت بكابر عشان كنت زعلان من اللي عملتيه فيا … بس لما عرفت الحقيقة وعرفت انك معملتيش اي حاجة.. حتى لما اتجوزت … معرفتش احبها زي ما حبيتك
نطقت بصوت بارد لا حياة فيه :
– انت اصلا متعرفش تحب حد !
انت محبتش غير امك وأخواتك
هز رأسه بعنف باكيا :
– كاميليا انا اتخانقت مع اهلي عشانك… عشان عرفت انهم السبب في طلاقنا… انا مش قادر من ساعة ما عرفت … مقدرتش استحمل اني ظلمتك كل ده… اكتشفت اني كنت غبي وضيعتك من ايدي… ضيعت من ايدي ملاك… كاميليا انتي اكيد لسه بتحبيني عشان قعدتي اربع سنين من غير جواز
اومأت بإيجاب:
– عندك حق … too much بصراحة اني قعدت 4 سنين من غير جواز
لتضيف بيقين:
– بس تقدر تقول عشان اخد حاجة نضيفة وتستاهلني في الاخر… عشان اخد واحد يعاملني كأني ملكة … مش عبدة عنده وعند اهله !!
انهار سامح وهو يبكي بحرقة :
– كاميليا… انا اسف … انا عارف اني كنت غلطان… بس انا محتاجلك… محتاج ترجعيلي
اتسعت عيناها بدهشة قائلة باستنكار:
-أرجعلك عشان أهلي يقروا خبري في اخبار الحوادث؟!
– ايه اللي بتقوليه ده … هو انا مجرم!
أغمضت عيناها بألم لا تريد أن تتذكر ذلك الموقف الذي سمعت عنه :
– بعد ما انفصلنا … واحدة جارة عمتي من المحافظة اللي هي عايشة فيها…جوزها ضربها واهلها قالولها معلش يا بنتي ارجعي وسامحي .. اول ما رجعتله تاني يوم ضربها بالخشب بتاع السرير وماتت في ايده!
هز كتفيه بتبرير:
– ده واحد بلطجي بقى… ومعندوش رحمة..لكن انا معملتش فيكي كده…ده انا حتى حافظت على بنتك اللي كانت في بطنك
– نعم؟؟؟؟ انت ايه البجاحة اللي انت فيها دي ؟؟ المفروض اشكرك انك مموتنيش انا واللي في بطني؟
تصرفاتك متفرقش كتير عن تصرفات اللي قتل مراته !
– بس انا مش هقدر اعيش من غيرك…
-وانا مالي بده !! انت متخصنيش في حاجة … مش قادر تعيش من بعدي والكلام ده .. دي نتيجة اختياراتك
ليمسح دموعه هاتفاً بعدم تصديق :
– انتى بجد نسيتيني… انا ابو بنتك..
زفرت بضيق :
– انا نفسي بس في ربع ثقتك دي… جايب الثقة دي كلها منين؟ انت عاوز ايه يا سامح؟
بعد اذنك كفاية كده انا واحدة متجوزة
هتف بعينين حمراوتين :
– تعالي نرجع زي زمان وصدقينى مش هزعلك ولا هخلي اهلي يضايقوكي تاني .. انا مش هقدر اعيش في عذاب تأنيب الضمير ده … خصوصا بعد ما عرفت الحقيقة.. انا بقيت كل لحظة شايفك انتي حتى مراتي بقيت عايزها زيك انتي مش عايزها هي
هتفت بنبرة ساخرة:
– ارجع لمين ؟ ارجع لواحد كان طول الوقت بيزعق وعصبي ومش واثق فيّ ولا في نفسه !
-اديني فرصة واحدة يا كاميليا
رمقته باستهانة واشمئزاز:
– انت خلصت كل فرصك معايا… حتى كلامك وعياطك ده ولا يفرق معايا ولا مأثر فيا… وهقولهالك تاني يا سامح … ياريت تطلع بره عشان لو جوزي عرف ممكن يبهدلك
همس بحرقة :
– كاميليا انا اسف … عارف انك زعلانة … بس ممكن تسامحيني… مكنتش اقصد بجد .. وعارف انك استحملتى كتير واستحملتي اهلي
ردت باستنكار :
– انا ردمت على الماضي خالص… وانت كمان لازم تعمل كده .. احنا خلاص اتطلقنا والحمدلله أنه ده حصل … كان احسن حاجة عملتها في حياتك انك طلقتني, مقدرش انسى مجهودك برضو .. لكن انا دلوقتي ليا جوزي و بنتي وانت عندك مراتك هتعوز ايه تاني ؟؟
لتضيف بنبرة ساخطة:
– اه نسيت معندكش اولاد..بس مش مشكلة.. اللي زيك اصلا ميستحقش يكون اب… اللي زيك يبقى اب ليه اصلا؟؟؟؟
هدر بوعد :
– انا مش هزعل من كلامك ده .. بصي انا مستعد اسيب كل حاجه لكن نرجع لبعض انا مستعد اطلق ميادة واسيبها… مستعد اسيب اهلي وناخد شقة بره… وانتي تتطلقي وتسيبي جوزك وناخد بنتنا معانا
صرخت به بغضب :
– ايه الانانية اللي انت فيها دي… زي ما انت اناني وحقير… عايز تسيب اختك اللي اتطلقت… وتسيب مراتك اللي استحملتك واستحملت انك مش بتخلف !!!.
قاطعها بتبرير صادق :
– انتي مش فاهمة حاجة…هي مش بتستحمل عشاني ببلاش !
هي بتستحمل عشان انا بصرف عليها كويس وعلى أهلها عشان مستواهم قليل … علاقة متبادلة يعني…صحيح انا فاهمها بس بقول مش مشكلة اهي عشان محرومة من الأمومة بسببي
هزت كتفيها بلامبالاة:
– والله بقى دي اختياراتك … ومتخصنيش
وبعدين مين قالك اني هوافق اصلا ارجعلك …
– عشان انا هتغير ومش هبقى زي زمان
-عمرك ما هتتغير صدقني…هتفضل زي ما انت .. وحتى لو اتغيرت ولا يفرق معايا عشان انا لقيت اللي احسن منك مليون مرة…لقيت راجل بجد بيحترمني وبيحترم عقلي…اتأكدت ان عوض ربنا احلى مليون مرة من اللي فات
لتردف ببرود :
– وحتى لو مكنش حد فينا اتجوز… احنا مبقاش ينفع نرجع خلاص..
في حاجات عمرها بترجع زي ما كانت…وارجوك كفاية كده وسيبنى اعيش حياتى ..
هتف بنبرة حارقة :
– ليه يا كاميليا كل ده عشان ايه ؟؟؟ ليه قلبك قاسي كده مش عايزة تسامحي
اتسعت عيناها بصدمة :
– انت عارف ان محدش وجعني بعد موت ابويا
غيرك…. انت كسرتني…
لتضيف بحرقة :
-انت موجعتنيش انا بس
انت وجعت عيلة بحالها !
وجعت اهلي عليا
تعرف ان امي جالها السكر بسبب طلاقي… وحزنها عليا وقدامها حتة عيلة وحامل ومعاها طفلة لوحدها !
ولا جريي على البنت على المستشفيات والدكاترة والقرف ده كله لوحدي
طب تعرف ان اختي كانت خايفة تخلف واجلت الحمل عشان ميحصلهاش زيي… قالت عشان ميطلعش زي سامح ونتطلق واتمرمط بعيل
لم يبق في وجه سامح نقطة دم وهو يحدق في ملامح وجهها الشامخة فجعلتها تبدو أكثر جمالاً بينما هو يبدو ضعيفاً .. شاحباً…
همس برجاء :
– حقك عليا يا كاميليا… سامحيني وانا هعوضك عن كل ده
صاحت بشرود :
-هو انا طلبت منك ايه يا سامح اكتر من انك تكون راجل ؟
راجل يخاف عليا يحميني
راجل ميغدرش بيا !
هزت رأسها ببساطة:
-انا مطلبتش المستحيل …!!
انا كان كل طلبي راجل يراعي العشرة ويصوني… اهله ناس قلبها ابيض … مش كله حقد وسواد ومرضى نفسيين… ناس اعيش معاهم في سلام..لكن للأسف دخلت في عيلة كلها قرف، مرضى نفسيين
لترمقه بغيظ مضيفة :
-أنا نفسي اعرف انا قصرت معاكم في ايه ؟؟؟ لا قصرت معاك ولا مع اهلك .. امنتك على قلبي ومشاعري وخذلتني
لتردف وهي تغمض عيناها بألم:
– يا سامح ده انا من كتر كرهي ليك… بقول انا في غنا عن الوقفة اللي هنقفها يوم القيامة … بدعي ربنا ياخد حقي منك وتدفع التمن كله في الدنيا قبل الآخرة !
ذنبي منك ربنا مش هيسيبه
سألها سامح بتوجس:
– طيب وبنتي يا كاميليا؟ مش هتخليني اشوفها؟
رمقته ببرود قائلة:
-زي ما انت نسيت بنتك 4 سنين
لتردف بجمود :
-انساها بقى كل السنين اللي جاية
هز رأسه بنفي :
– مش هقدر يا كاميليا … مش هقدر انا بحبك… مش هقدر بعد ما عرفت الحقيقة…هعيش ازاي بعذاب وتأنيب ضمير لوحدي… انا مش فاهم انتي بتحبي جوزك ده أوي كده!!!
ردت بنبرة ساخطة:
– بعيدا عن اني لسه مكتشفة انك عندك ضمير !
بس هو اثبتلي ان كل اللي فات ده مكنش حب !!
اكتشفت انه هو ده اللي كان لازم استنى كل السنين دي عشانه… عشان اللي يستحقني…
..عشان قلبي كان يستاهل يتحب بجد
احنا بنختار شخص نكمل معاه يهون علينا الحياة مش يتعبنا بزيادة
لتضيف وهي تفتح له الباب :
– امشي يا سامح.. امشي عشان لو نديم عرف انك هنا مش هيحصل كويس واعتقك انك شوفت جزء من تهديده ليك!!
ليهمس بنبرة ضعيفة متذكرا :
– على فكرة أنا اتفقت مع المحامي بتاعي أنه هيدفعلك كل الفلوس بتاعة القضايا اللي مرفوعة عليا منك…ولو أن يعني مكنش له لزوم كل ده يتعمل منك…بس ماشي.. عشان شكلك كنتي ناوية تسجنيني ولا حاجة
لم ترد عليه، استدارت تاركة إياه لتدخل إلى المطبخ وتعانق امها.. بينما هو ينظر في إثرها بقلب ممزق وندم ، ندم يقطع روحه إرباً إرباً
حتى خرج من الشقة بندم شديد
ليتردد مقطع من اغنية بأمارة مين لـ فريد على شاشة التلفاز
“كملها وحيد
قلبك من قلبي رميته بعيد
مش بقسى عليك
سميها ان انا الحقني وافوق
ومش زي زمان
هامشي وهارجع لك مره كمان
سكت انا قلبي وعقلي خلاص بقى كلمته فوق
لو جاي في رجوع انساني
شوف لك موضوع ثاني
ارجع ليه للاذاني
وعلي بايه
ما تقلبليش في مواجع
وقتك ده خلاص بقى ضائع
مش لاقي قلبي انا في الشارع علشان ارميه”
_______
بعد دقائق .. رن جرس الشقة .. لتذهب تجاه الباب ترى من… فوجدته نديم لتفتح الباب ليهتف بحدة وهو يغلق الباب خلفه :
– الزفت اللي اسمه سامح ده كان بيعمل ايه هنا ؟
نبرته الغاضبة اجفلتها فرفعت عيناها تنظر إلى عينيه لتراهما تقدحان شررا ويزفر بعنف ويداه على هيئة قبضات على كلا جانبيه … يبدو ممسكاً نفسه بالقوة حتى لا يفقد هدوء أعصابه.
تمتمت بتبرير:
– كان عايز يشوف بنته
سحبها فجأة نحوه لتشهق بإجفال وهي ترتطم بصدره .. صائحا بغيرة:
– بنته !! وانتي اتكلمتي معاه عادي؟؟؟ ازاي تتكلمي معاه وانا مش موجود
تمتمت متعجبة:
– انت عرفت منين؟
هتف بغضب :
-انا لمحت عربيته ماشية وانا جايلك بس ملحقتوش..
– نديم ممكن تهدى… هو جه يقول إنه ندمان وكلام الغريب بتاعه ده وانه عرف الحقيقة بس انا مسكتش و اديتله كلمتين كانوا محشورين جوايا
تقوس حاجبيه بضيق:
– وانتي تردي عليه ليه اصلا ؟؟؟ تتكلمي معاه ليه ؟ انا مش منبه عليكي قبل كده أن لو حاول يتعرضلك تاني انا هتصرف معاه
زفرت بضيق:
– نديم … ماما كانت موجودة!
– اسكت انا يعني !!!
– لا انا مقولتش كده
– عنوانه ايه
– عنوان مين ؟
صاح بغضب :
– الزفت اللي اسمه سامح… اللي جاي يلطف و يجر ناعم مع واحدة متجوزة
– نديم…
– عنوانه ايه يا كاميليا؟
تمتمت بملامح منكمشة:
– هو سمع كلام يخليه يتعلم الادب ويندم… مش لازم تعمله حاجة خلاص
– لا انا كنت واعده لو حاول يقرب منك تاني انا هتصرف معاه
– خلاص يا نديم مالوش لازمة كل ده…هو سمع كلام اصعب من اللي هتعمله فيه
ترك يديها .. ليسألها بذهول :