رواية أوصيك بقلبي عشقا ❤?كاملة ? جميع الفصول ?(من الفصل الأول إلى الأخير) كاملة ستعجبكم

 

طوال مدة مكوثه عند أمه، لم تغفل عن رؤية بصيصٌ من الغضب بعينيه، رغم إنه تظاهر بالعكس، لكنها لم تنخدع، و في نفس الوقت تركته لعله يفصح لها من تلقائه كما يفعل أحيانًا
لكنه جلس معها و مع الصغار، و انشغل قليلًا بمجالسة إبنة أخته و التهوين عليها لفراق أمها، ثم جاء ليقوم و يصعد إلى شقته، استوقفته أمه :
-على فين يا ادهم ؟

close

 

إلتفت “أدهم” ناحية أمه، حيث رأها تهدهد صغيره المفضل إليه “عبد الرحمن”.. عبس قليلًا و هو يرد عليها :
-معلش يا أمي أنا عارف إن الولاد تعبوكي. استأذنك بس تخليهم معاكي الليلة دي. لو مش هاتقدري عليهم مع لمى خلاص هاخدهم التلاتة …
هزت “أمينة” رأسها و أعربت عن ترحيبها بطلبه على الفور :

 

-لأ يا حبيبي أقدر عليهم كلهم ماتقلقش. لمى بقت كبيرة و بتسمع كلامي. و الولاد كمان مش بيتعبوني خالص. هما أول مرة يباتوا عندي !؟ .. و ابتسمت قائلة بلهجةٍ ذات مغزى :
-و بعدين تعبك انت و ولادك راحة و على قلبي زي العسل. مش عايزة غير أشوفك متهني كده علطول. يلا اطلع انت لمراتك !
لاحظ “أدهم” ما ترمي إليه أمه تمامًا، لكنه تركها تظن ما تريد و ابتسم لها بخفةٍ، ثم استدار ماشيًا للخارج …

 

صعد إلى شقته في غضون دقيقةٍ واحدة، أقفل الباب ورائه و استنشق نفسًا عميقًا، ثم توّجه صوب الرواق المفضي إلى الغرف، أستلّ مفتاح غرفة النوم من جيبه و دسّه بالقفل دون ترددٍ
اكتسب وجهه تعبيرًا صارمًا قبل أن يدير المقبض و يدفع الباب !
لم يضطر للبحث مباشرةً، فقد رآها تجلس بمنتصف الفراش ضامّة ساقيها إلى صدرها، ما إن أطلّ عليها حتى وثبت قائمة،

 

لكنه تعمّد الإعراض عنها كليًا، حتى عندما مرّ من جانبها ماضيًا نحو الخزانة، فتحها و أخرج منها بعض الثياب له، بينما تراقب ما تفعله باستغرابٍ …
-أدهم. انت بتعمل إيه !؟ .. سألته بصوتٍ مثخنٍ بآثار البكاء
ما كان ليرد عليها، لولا سماع تلك النبرات التي نفذت إليه بالرغم عنه، لكنّه استعمل لهجته الجافة و هو يرد دون أن يعيرها نظره أو اهتمامه :

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top