عودة الي منزل اسر :-
اشرقت اشعة الشمس صباحاً استيقظ اسر ووجد نفسه نائم بأحضان حياة رأسه علي صدرها وذراعيه محاوطين لخصرها وقدماه علي قدميها كأنه يخشي عليها من الهرب ويخشي فقدانها ظل ينظر اليها بنظرات حنونة وهو يتأمل نومتها شعرها المبعثر حول وجهها ذو الملامح الهادئة كانت تبدو ناعمة للغاية وهي بأحضانه هكذا كل يوم يشعر بأزدياد تعلقه بها وحاجته
اليها وكم يشعر بالراحة وهي بجانبه هكذا تذكر ماحدث ليلة امس بعد ان هتف بذلك الحديث الجارح لها دون مراعاة لشعورها وقد كان غارقاً في ذكريات ماضيه المؤلم ولم يشعر بنفسه حين تفوه بهذا الحديث ظل ينتظر قدومها الي الغرفة حتي تأتي وتنام بأحضانه ككل ليلة ولكنها لم تأتي مرت دقيقة والاخري حتي اصبح عدد الدقائق ساعة كاملة ولم تأتي حياة شعر بشعور مؤلم ينهش صدره وكأنه بطريقته تلك قد اوشك علي خسارتها حقاً وتذكر طريقة حديثها معه بالخارك وكيف كانت تريد ان
تشاركه احزانه وكم كانت حنونة معه ولكنه وبمنتهي الغباء سيضيعها من بين يديه بتلك الطريقة ولكن ماذا بيده ان يفعل هو ايضاً مجروح موجوع يعاني بحق يريد ان يرتاح حتي تنمحي من ذاكرته تلك السنوات الاخيرة حتي يستطيع ان يبدأ من جديد شعر برغبة ملحة في البكاء ولكنه حاول ان يسيطر علي نفسه وعندما ادرك انها لن تأتي نهض من مكانه حتي يبحث عنها فهو لن يستطيع النوم بعيداً عن احضانها ودفء انفاسها بحث عنها حتي وجدها بغرفة اخري تدفن وجهها بالوسادة وتبكي دون
صوت ولكن مع اهتزاز جسدها ادرك انها تبكي وقد مزق مظهرها هذا قلبه حزناً عليها فهي بالفعل رقيقة للغاية وهشة ولا تحتمل كلمة جارحة منه ظل يلعن نفسه بسره فماضيه هو السبب الان في كل مايعيشه اقترب منها وحاوطها بذراعيه وضمها الي صدره وظل يطبع العديد من القبلات الحنونة علي رقبتها وشعرها وعندما شعر بها تحاول الابتعاد عنه ضمها الي صدره بقوة اكبر حتي سكنت تماماً بين احضانه ولكنها ظلت متجاهلة اياه وكأنه غير مرئ شعر بالحزن والمرارة وهو يراها تتجاهلة
هكذا انتظر عدة دقائق حتي تلتفت له وتحتضنه كالمرة الماضية ولكنها لم تفعل فهتف قائلاً بصوت مهزوز :- احضنيني .
شعر بارتعاشتها بين احضانه ولكنها لم تلتفت له لم يشعر بدموعه وهي تسيل وهو يتذكر كل ماحدث معه قد اوجعه ولكن ليس الان كوجعه من تجاهل حياة له بهذا الشكل لذلك توسل اليها ان تلتفت له ورآي النظرات المصدومة من بكاؤه علي ملامحها وصوتها الخافت الرقيق بأسمه ولم يستطيع ان يسيطر علي نفسه اكثر من ذلك والقي بنفسه بين احضانها وبكي
بكي وكأنه لم يبكي طوال حياته يوماً بكي علي احساسه بالغدر والخيانة بكي علي كسرته كرجل امام الجميع وقبلها امام نفسه ولا يعلم كيف تفوه بهذا الحديث وهو يبكي ولكنه لم يشعر بشئ بين احضانها سوي براحة غريبة تغمره وهو علي هذا الوضع يبكي بين احضانها وبعد ان انتهي طلب منها الا ترحل وتتركه وشعر بالنعاس يهاجمه وهو بين احضانها فجأة وكأنه قد سئم قسوة الحياة لسنوات والان وجد ملجأه واخر شئ شعر به وهو ضمة حياة له بقوة وبعدها سقط في دوامة النوم مطالباً
بالراحة ولكنه الان استيقظ ووجد نفسه بين احضانها وهي غارقة بالنوم اقترب منها وطبع قبلة رقيقة وحنونة علي شفتيها ظل يقبلها حتي ابتعد عنها عندما شعر بها تتململ في جلستها ثم تذكر شئ ما فنهض من جانبها وتوجه الي المرحاض ثم خرج منه وخرج خارج الغرفة بل الشقة بأكملها وبعد مايقارب العشر دقائق عاد مجدداً وبيده شئ ما دلف الي الغرفة وجدها مازالت علي وضعها كما هي فأدرك انها حقاً تعشق النوم بشدة استلقي بجانبها علي الفراش فتململت في نومتها حتي اصبحت
وجهها مقابلاً لوجهه فاقترب بيده من خصلات شعرها الرقيقة وظل يعبث بها برفق وهو يهتف برقة :- حياة .. حياة اصحي .
لم تستيقظ ولكنها هتفت بنوم ولا وعي :- ششش بس بقا .
ضحك اسر عليها بشدة فهي تبدو كالاطفال حقاً فأعاد حديثه قائلاً :- حياة النهاردة اول يوم في الجامعة انتي مش ناوية ترجعي تروحي ولا ايه .
حياة بنوم عميق :- شوية .
لم يتحمل اسر اكثر من ذلك وظل يضحك بشدة علي مظهرها وطريقتها فنظر لها وهتف بخبث :- يعني مش هتقومي برضه .
لم تجيبه حياة وظلت نائمة فهجم عليها اسر مقبلاً شفتاها فصرخت حياة وحاولت ان تبتعد فأحبط اسر محاولاتها وظل يقبلها بقوة حتي تحولت قبلته الي قبلة رقيقة عميقة وهو يحتضنها بشدة شعرت حياة برغبتها في احتضانه ولم تلبث حتي احتضنته
هي الاخري وبشدة ظلوا علي هذا الوضع عدة دقائق حتي ابتعد اسر عنها وهو يشعر بحاجتهم للهواء فشهقت حياة وحاولت ان تلتقط انفاسها الضائعة فظل ينظر اليها ثم هتف قائلاً بخفوت :- انا اسف .
نظرت له حياة بعدم فهم علي ماذا يتأسف علي قبلته لماذا فتلك ليست اول مرة فهتفت قائلة :- علي ايه !
اسر بندم :- علي الكلام اللي قولته امبارح واحنا بناكل معرفش قولت كدة ازاي بس صدقيني مش دي الحقيقة خالص .
حياة بهدوء :- حصل خير .
اسر بنظرات متفحصة :- حياة انتي لسة زعلانة مش عايزة تعرفي انا كنت مضايق ليه امبارح .
حياة بتنهيدة :- لو حابب تحكي احكي براحتك بس انا مش هسألك تاني علي حاجة عشان انا عرفت حجمي كويس .