واعرفي حجمك كويس ومتدخليش ف اللي ميخصكيش ثم نظر لها بسخرية هاتفاً :- يامراتي .
ونهض من مكانه تاركاً اياها تنظر مكانه بصدمة وعينان متسعتان ولم تشعر بدموعها وهي تسيل علي وجهها فهي لم تتوقع حديثه هذا مطلقاً فهو منذ عدة ايام يعاملها بشكل جيد للغاية ولم يسئ لها حتي انها شعرت انه قد تعلق بها وهذا قد اسعدها كثيراً وشعرت انها علي الطريق الصحيح ولكن حديثه هذا الان يعني انها لاتعني له شيئاً اطلاقاً تنهدت حياة بتعب ونهضت من مكانها حتي تلملم الطعام وتعيد ترتيب المكان وهي دموعها لازالت تسيل علي وجهها دون صوت فهو قد اشعرها
انها رخيصة للغاية وكم كرهت هذا الشعور في تلك اللحظة وبعد ان انتهت مماتفعله كادت ان تدلف الي غرفتهم حتي تنام ولكنها تراجعت وهي تشعر بالنفور من النوم بجانبه عندما تذكرت حديثه كما انها لاتريده ان يري دموعها ويستشعر ضعفها لذلك قررت ان تنام بغرفة اخري استلقت علي الفراش ودفنت وجهها بالوسادة وظلت تبكي دون صوت مر حوالي وهي علي
هذا الوضع تبكي حتي شعرت بذراعين قويتين تحتضنها من الخلف وشفاه دافئة تطبع عدة قبلات علي رقبتها حاولت ان تبتعد ولكنه ضمها الي صدره بقوة اكبر ولم يفلتها تنهدت حياة لاستسلام فهي تعلم انه لافائدة من المقاومة معه فهو سينتصر عليها بالاخير ظلت حياة تتجاهل قبلاته واحتضانه لها بهذا المنظر بينما هو لم ييأس ظل يحتضنها هكذا حتي شعر بتجاهلها له فهتف بصوت خافت للغاية ومهزوز كأنه علي وشك البكاء :- احضنيني .
فتحت حياة عيناها بعدم استيعاب وهي تشعر انها تتوهم ولكنها شعرت بانها حقاً لاتتوهم عندما سمعته يقول بنفس نبرته ولكنها خافتة للغاية كأنه يبكي بالفعل :- احضنيني ياحياة ابوس ايديك .
التفتت له حياة علي الفور واتسعت عيناها بصدمة وشعرت بقلبها يتمزق وهي تري وجه اسر الغارق بالدموع فشهقت بخضة وهتفت قائلة بخافت للغاية :- اسر .
القي اسر بنفسه في تلك اللحظة بين احضانها وظل يبكي ويبكي ويشهق بقوة كأنه اراد هذا منذ زمن ولكنه لم يجد حضن يحتويه حتي يبكي بداخله احتضنته حياة بشدة وقوة وهي تحاول ان تزرعه بين اضلعها حتي تجعله يبكي ويفرغ كل الآلم الذي بداخله بين احضانها سمعت صوته يهتف بقهر ومادراكم ماقهر الرجال حقاً :- تعبت اوي .. اتغدر بيا ياحياة واتكسرت .. اتكسرت وبحاول ابين اني مش مكسور بس من جوايا بعاني بجد نفسي ارتاح .. نفسي انتقم عشان ارتاح .
صمت لثواني ثم هتف ببكاء اشد ولكن صوت ضعيف :- احضنيني ياحياة اوي برتاح وانتي قريبة مني ثم هتف بصوت بعيد جداً وكأنه علي وشك الغرق في النوم :- اوعي تسبيني ياحياة .
واغمض عينه وذهب في نوم عميق للغاية ونام بأحضانها كطفل صغير لم يستطيع ان ينام بعيداً عن احضان والدته بينما حياة عندما تأكدت انه قد ذهب في النوم سمحت لدموعها بالتحرر حزناً عليع وعلي حاله ياالهي هو يعاني حقاً كيف يتحمل كل هذا
الوجع كيف له ان يتعايش مع كل هذه المعاناة وان يظهر امامها وامام الجميع بهذا بكل تلك الصلابة ولكنه لم يتحمل ان يمثل الصلابة امامها هي وبكي بين احضانها نظرت لوجهه وهو نائم ويلقي برأسه علي صدرها وغارق بنومة كم يبدو برئ بهذا المظهر يبدو كطفل نائم ومرهق من كثرة اللعب مع اصدقائه اقتربت منه بوجهها وطبعت قبلة رقيقة للغاية بجانب شفتاه ثم ابتعدت عنه وهتفت بهمس حنون للغاية :- نام .. نام وارتاح انا مش هسيبك .
ثم ذهبت في ثبات عميق وهي محتضناه بكل قوتها وحنانها وكأنها تخشي ان تفقده …….
******************************************
في سيارة علي وبعد ان رحل ومعه اية من عند حياة حتي يقوم بأيصالها الي منزلها كان علي يتولي القيادة اية بجانبه تشعر بالخجل الشديد من تواجدها معه بمفردها شعر علي بخجلها فأراد ان يخرجها من تلك الحالة وهتف بهدوء :- ايه اخبارك ف الدراسة !
انتبهت له وهتفت قائلة بهمس خجول :- الحمدالله تمام .
علي بتساؤل :- انتي ف كلية السن صح ؟
اية :- ايوة صح .
علي بتساؤل :- ناوية تشتغلي ف مجال ايه بعد ماتخلصي ؟
اية بهدوء :- سياحة ان شاءالله .
علي بأعجاب :- سياحة !! شكلك بتحبي السفر والشغل دة .
اية باندماج وقد تناست خجلها منه فهو قد تحدث بأكثر شئ تعشقه دراستها لذلك هتفت بابتسامة طفولية :- جداً بحب السفر والمغامرات ونفسي جداً اتخرج واشتغل ف المجال دة اوي .
ابتسم علي لطفولتها وقد اعجب بطموحها هذا فهو يقدر ويحترم المرأة الطموحة التي تسعي لبناء كيان لها ويعرف اهمية المرأة جيداً بالمجتمع وانها تستطيع ان تقوم بالعديد من الاعمال وليس الاعمال المنزلية فقط فهي اذا تولت امراً ما تبرع به لذلك ابتسم بأعجاب وهو ينظر لها قائلاً :- عجبني تفكيرك اوي ربنا يوفقك ان شاءالله واول ماتحبي تشتغلي بهذا التخرج