كادت حياة ان تنطق ولكن قاطعها علي وهو ينهض قائلاً بجدية :- انا ممكن اوصلها في طريقي انا كدة كدة ماشي انا كمان .
حياة بذهول :- ماشي رايح فين انت كمان انت هتبات هنا النهاردة .
علي بحنو :- والله مش هينفع ياحبيبتي انا لازم اكون في البلد النهاردة .
حياة بصدمة :- بلد !! هو انت مش رجعت القاهرة عشان شغلك ولا ايه .
علي بابتسامة لم تصل الي عيناه :- لا انا كنت جاي امد اجازتي وراجع تاني ورايا شوية حاجات هناك هخلصها .
حياة باستغراب :- حاجات ايه دي اللي ليك ف البلد .
علي بهدوء :- حاجات عادية ف الشغل مع ابوكي المهم انا دلوقتي هوصل اية وهمشي انا .
حياة بحزن :- كان نفسي تقعدوا معايا كتير .
اقترب منها علي واحتضنها بحنان اخوي قائلاً :- ياحبيبتي هخلص اللي ورايا بسرعة وهرجع هنا وهتلاقيني كل يوم عندك وهقرفك .
حياة بضحكة :- مش مهم اقرفني بس تعالي .
ابتسم علي بحب ثم نظر الي اية التي كانت تتابع مايحدث وابتسامة رقيقة ترتسم علي وجهها الجميل وهي تري حنانه علي
حياة فمن الواضح انه غير والده واخويه افاقت من شرودها علي صوته قائلاً :- يلا عشان اوصلك .
اية بابتسامة خجولة :- لا متشكرة جداً مش عايزة اتعبك معايا .
علي بابتسامة جميلة :- تعبك راحة مفيش تعب خالص .
اية بخجل اشد :- متشكرة بس بجد انا بعرف ارواح لوحدي .
علي بهيام :- والله مااسيبك تمشي لوحدك ابداً .
كانت حياة تتابع حديثهم بابتسامة خبيثة فهتفت قائلة :- هيييييحح اجيب اتنين لمون .
افاقوا من غيبوبة حديثهم علي حديث حياة فنظرت اية ارضاً بخجل بينما هتف علي بغيظ :- شكراً ياختي ابقي اشربيه انتي .
ضحكت حياة ثم نظرت الي اية وهي تقول بحنان :- اية ياحبيبتي خلي علي يوصلك وبلاش تمشي لوحدك دلوقتي فعلاً .
اية بابتسامة هادئة :- حاضر ياحياة .
ودعتهم حياة علي باب المنزل واغلقت الباب بعد ان رحلوا وضبت المكان بعد ذلك من اثر جلستهم وبعد مرور بعض الوقت
وبينما هي تشاهد احدي الافلام الكرتونية علي التلفاز سمعت صوت المفتاح يدور بباب المنزل فأدركت ان اسر قد اتي ابتسمت حياة عندما رآته يتقدم اليها ولكنها لاحظت هذا العبوس البادي علي وجهه كما انه مر من امامها وجلس علي الاريكة دون ان ينطق بحرف ومااثار استغرابها بشدة انه لم يطبع تلك القبلة علي جبهتها وقد اعتادت عليها منه كلما كان قادم من الخارج جلس اسر بجوارها ولم ينطق بحرف او يعيرها نظرة واحدة ولكنها لم تستسلم فهتفت قائلة بابتسامة هادئة :- حمدالله
ع السلامة.
اسر بجمود دون ان ينظر اليها :- الله يسلمك .
استغربت حياة كثيراً من طريقته ولكنرجحت ان السبب انه من الممكن ان يكون ارهق من عمله فهتفت قائلة بنفس الابتسامة
:- عملتلك النهاردة اكل حلو اوي هو انا مكنتش اعرف انت بتحب ايه ف خمنت يعني يارب بقا يعجبك ها احطلك تاكل دلوقتي .
اسر بنفس طريقته :- ياريت بسرعة عشان عاوز انام .
ثم نهض من مكانه متوجهاً الي غرفتهم دون ان يعيرها حتي نظرة واحدة تاركاً اياها تنظر لاثره بتعجب مالذي حدث له حتي يكون بمثل هذا الشكل او ماالذي فعلته هي حتي يتعامل معها بتلك الطريقة تنهدت حياة باستغراب وهي لاتعرف ماذا حدث
ولكنها تدعو الله ان تمر تلك الليلة بسلام فهي لا تستبشر خيراً بمظهر اسر هذا نهضت من مكانها حتي تعد له الطعام سريعاً لكي ينام كما قال وبعد مرور بعض الوقت كان اسر وحياة علي مائدة الطعام لكي يتناولوا طعامهم بصمت وكانت حياة تنظر له بين الحين والاخر فهي تتسائل بداخلها باستغراب ماالذي خدث له بينما اسر كان ينظر بطعامه دون حديث وشرود وبداخله العديد من الافكار عن مسعد افاق من شروده علي صوت حياة تنادي عليه فنظر لها بانتباه وهتف قائلاً :- نعم .
حياة باستغراب :- مالك في حاجة حصلت معاك .
اسر ببرود :- لا مفيش حاجة بتسألي ليه .
حياة بتعجب :- شكلك غريب ساكت وسرحان كأن حاجة مضايقاك .
اسر بنفس بروده :- لا مفيش حاجة .
حاولت حياة ان تجعله يتحدث معها ويشاركها احزانه فهتفت بهدوء قائلة :- لو في حاجة مضايقاك انا ممكن اسمعك ومش هقولك لا انا مراتك وممكن تقولي علي اللي مضايقاك .
نظر لها اسر بنظرات مبهمة وقد اشعرته طريقتها بطريقة هايدي معه بالماضي عندما كانت تحاول سحب الحديث منه فلم يشعر بنفسه وهو يقول بنبرة باردة وبطيئة ومخيفة :- انا مشاركش واحدة زيك سري او حاجة مضايقاني خليكي ف حالك