انتبه اسر الي ندائها عليه فنهض من مكانه وتوجه اليها ولكنه صدم مما رآه او بالاصح مما ترتديه حياة فهو منذ ان تزوجها لم يراها ترتدي شيئاً كهذا مطلقاً فهي دائماً ترتدي منامتها الكرتونية ولكنها الان لا تبدو له تلك الطفلة التي يراها عليها كلما نظر لها ووجدها ترتدي منامة برسومات كرتونية بل تبدو فتاة ناضجة انثي حقيقية مفعمة بالانوثة ظل ينظر لها بشغف واعجاب ولم يستطيع ان يحيد بعينه عنها فهي جميلة رقيقة ويريدها نعم يريدها بشدة ويسيطر علي نفسه بأعجوبة ولا يعلم الي متي
سيظل يتحكم بسيطرته علي نفسه فهو يدعوا الله حتي يلهمه الصبر ليتحمل افاق من شروده علي صوتها الرقيق وهي تضع يدها علي وجنته وتهتف قائلة :- اسر سرحان في ايه .
نظر لها وانتفض علي اثر لمستها له ولكنه جاهد ان يسيطر علي نفسه ويعود لهدؤه فابتسم بصعوبة وهتف قائلاً بصوت متحشرج :- مفيش افتكرت بس حاجة ليها علاقة بالشغل .
ابتسمت له حياة وهتفت قائلة :- طب يلا ناكل قبل الاكل مايبرد .
جلسوا علي الطاولة حتي يتناولان طعامهم بصمت لم يحاول اياً منهم قطعه فكان اسر يحاول ان يسيطر علي اعصابه وبعد ان انتهوا من تناول الطعام دلفوا الي الغرفة واستلقت حياة علي الفراش بجانبه حتي سحبها اسر الي احضانه ولم تعترض حياة بل وضعت رأسها علي صدره فهي قد اعتادت علي تلك الحركة في الايام الماضية تحديداً منذ اليوم الذي استيقظ ولم يجدها
به ومنذ ذلك اليوم وهو يجعلها تغفو كل ليلة بين احضانه وهي سعيدة بما يفعله فقد استشعرت هذا التغيير الذي طرأ عليه اصبح اكثر حناناً واكثر مرحاً كما انه لا يهملها ابداً بل اصبح ينتهي من عمله سريعاً حتي يأتي الي المنزل ليجلس معها وعندما وصل اليهم خبر وفاة والد ندي لم يذهب الي منزل جاسم مباشرة بل عاد من عمله اليها واخبرها بما حدث ولم ينتظر ان تطلب منه ان تذهب معه بل اخبرها ان ترتدي ملابسها سريعاً حتي يذهبوا اليهم وبالفعل لم يذهب بدونها ولو لمرة واحدة فهي
تشعر انه قد بدأ التعلق بها وهذه هي الخطوة الاولي لتجعله يثق بها بعد ذلك …
وبعد لحظات عديدة من الصمت هتف اسر بصوت هامس حنون :- تعرفي جاسم طلب مني ايه النهاردة .
حياة بخفوت :- طلب ايه .
اسر بحنان يشوبه بعض الغيظ :- كان عاوزني اخليكي تباتي مع البنات النهاردة بس انا مرضتش .
سعادة غامرة احاطت بحياة لانه لم يتخلي عنها ولو ليوم واحدة ولكنها لم تظهر له ذلك وهتفت قائلة باستغراب مصطنع :- دة ليه !
شعر اسر بالضيق عندما استشعر رغبتها في الموافقة علي البقاء هناك فهتف قائلاً بضيق شديد :- عشان مبقتش اعرف انام بعيد عنك ووانتي ف حضني بس انتي شكلك كدة موافقة عادي انك تسبيني وتباتي هناك .
استشعرت حياة نبرة الضيق بصوته فهي ظاهرة بوضوع ولكنها لا تريد حقاً ان تضايقه او تشعره انها سهل ان ترحل عنه فهي كلما تذكرت جرحه ومعاناته تحزن لاجله وتفعل كل مابوسعها حتي تطمئنه انها لن ترحل وتتركه يوماً وتحاول ان تطمئنه قدر
المستطاع لذلك ابتعدت عنه قليلاً ونهضت مستندة علي احدي ذراعيها ونظرت بعمق ثم وضعت كفها الاخر علي وجنته برفق وهتفت قائلة بصوت خافت حنون :- اسر انا كمان مبقتش اقدر انام بعيد عنك وعن حضنك ولو كنت وافقت انت انا مكنتش هوافق لاني مقدرش اسيبك يوم واحد بس بعيد عنك وعلي فكرة اية طلبت مني كدة برضه وانا رفصت وو…
لم تستطيع ان تكمل حديثها ففي تلك اللحظة فقد اسر كل ذرة سيطرة كان يمتلكها يوماً وسحبها الي احضانه فاستلقت حياة
علي ظهرها وهجم هو عليها وهت يلتهن شفتاها بشفتاه ويحتضنها بقوة بينما حياة تفاجأت بهذا الهجوم الكاسح المدمر لمشاعرها ولم تعد تعرف ماذا تفعل ولكن بعد قليل وبعد ان تعمق اسر في قبلته اكثر وجدت نفسها ترفع ذراعيها وتحاوط رقبته وتحتضنه بشدة بل والادهي انها تبادله قبلته ايضاً تفاجئ اسر من حركتها كثيراً فرفع رأسه عنها ونظر لها بصدمة بينما هي تنظر له باستسلام جعله يفقد الجزء المتبقي من عقله وسيطرته فأخفض رأسه ثانية وعاد لالتهام شفتيها من جديد وبينما
هما علي وشك الغرق في عالمهم الخاص صدح رنين هاتف اسر لم يجيب احداً منهح في البداية حتي انتهي صوت رنين الهاتف ولكن وبعد دقيقة عاد الرنين مجدداً فهتفت حياة بصعوبة من بين قبلاته وانفاسها الضائعة :- اسر .. ااسسر ش ش شوف تليفونك بيرن .
اسر بصوت هامس ولا يشعر باي شئ سوا انها بين يديه مستسلمة :- شششش سبيه يرن سبيه .
وعاد لالتهام شفتيها من جديد بينما حياة كادت ان تندمج معه من جديد حتي صدح رنين الهاتف مجدداً فلا تعلم من اين اتتها